يأتى الاحتفال باليوم العالمى للمتبرعين بالدم فى ظل ضعف ثقافة التبرع بالدم لدى المصريين، وعجز يقارب 50% مما هو مستهدف وفقا للإحصائيات فإننا بحاجة الى ما يقارب 3 ملايين كيس دم سنويا.. وبحسب مؤشرات منظمة الصحة العالمية فإن كل دولة تحتاج لتبرع 3% من إجمالى سكانها بالدم حتى يتم الوفاء باحتياجات الدولة، بينما يتبرع 1.5 مليون مصرى سنويا، بنسبة 1.5% من إجمالى السكان، وهو نصف المستهدف من المتبرعين. ويقول الدكتور إيهاب سراج الدين مستشار الأمين العام لبنوك دم جمعية الهلال الأحمر المصري، إنه تزامنا مع اليوم العالمى للتبرع بالدم، سيتم الإعلان عن ختام حملة «العطاء بدمك»، والتى استمرت طوال شهر رمضان الماضي، ونظمها فى مصر الهلال الأحمر المصرى بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث نجحنا خلال الحملة من تجميع 4458 كيس دم فى مصر، ويعد ذلك معدلا جيدا، فى ظل غياب ثقافة التبرع، وانخفاض الإقبال من جانب المتبرعين. من جانبها أكدت الدكتورة مؤمنة كامل أستاذ التحاليل الطبية بطب قصر العينى والأمين العام للهلال الأحمر المصري، أن الدولة تنادى بالتبرع الشرفى «التطوعي» للدم، لأن الخدمات الصحية بحاجة ملحة وماسة لخدمات نقل الدم، وذلك لتقديم الدم لأطفال مرض «أنيميا البحر المتوسط»، المرتفع فى مصر نتيجة زواج الأقارب، ومرضى «الهيموفيليا»، والأورام، ومرضى الفشل الكبدى والكلوي، حيث يحتاج هؤلاء المرضى إلى مشتقات الدم كالبلازما، وزلال الدم، وعوامل التجلط، وأضافت أن هناك فوائد عديدة للتبرع بالدم، منها الاطمئنان الكامل على صحة المتبرع، وخلوه من الأمراض المعدية، وذلك بإجراء فحوصات كاملة لدم المتبرع للتأكد من سلامتها من الأمراض المعدية المنقولة عن طريق الدم، مشيرة إلى أن أحدث دراسات منظمة الصحة العالمية تؤكد انخفاض نسب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كالجلطات القلبية والذبحات الصدرية لدى المتبرعين بالدم، مما دفع الدول المتقدمة لرفع سن التبرع حتى سن 70 عاما، نظرا لفوائده الصحية، كما أن التقدم التقنى فى بنوك الدم وفر عوامل الأمان وحفظ الدم، وتبويب الفصائل لمنع حدوث المضاعفات للمرضي. وأوضحت د. مؤمنة أن توصيات منظمة الصحة العالمية، تطالب بأن تكون مشتقات الدم متوافرة من بنوك الدم المحلية، بعد وضع سياسات للتبرع والاكتفاء الذاتى بالدم ومشتقاته، وذلك لتجنب نقل أمراض غير موجودة بالدول، مشيرة إلى أن الدولة حتى تستكفى داخليا، وتقيم صناعة لمشتقات الدم ومكوناته، لابد من وجود متبرعين متطوعين، وذلك لتقديم مشتقات دم جيدة، ذات قيمة مادية مناسبة لمرضى التأمين الصحى والمستشفيات العامة. وأكدت مؤمنة أن الهلال الأحمر المصرى يعمل على رفع الثقافة الصحية والتبرع بالدم، من خلال برنامج «صحة وسلامة»، لدى طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والمدارس الفنية، وتناشد المتبرعين بمضاعفة التبرع الى مرتين سنويا، فى ظل تطبيق سياسات الجودة، التى ترتكز على أمان وسلامة المتبرع، وسلامة حفظ الدم.