الدم .. سائل الحياة .. معنى القوة والانتماء .. والخوف ايضا.. نسجت حوله والاساطير ارتبط خلالها في بالأذهان بالرهبة المستمدة من غموض لونه الأحمر القاني .. الى ان اكتشف الإنسان جانباً من أسرار حامل الحياة الذي لابديل له داخل اجسادنا.. ولان الدم هو اثمن ما في الحياة ومن يهبونه تطوعا لغيرهم يستحقون التقدير.. خصصت منظمة الصحة العالمية الرابع عشر من يونيو من كل عام يوما عالميا للمتبرعين بالدم.. واختير هذا اليوم لانه يوافق ذكرى ميلاد كارل لاندشتاينر مؤسس نظام فصائل الدم ABO والذي حاز عنه جائزة نوبل. بدأ الاحتفال بهذا اليوم عام 2005 بهدف إذكاء الوعي بالحاجة إلى الدم المأمون ومنتجاته المأمونة، ولتوجيه الشكر إلى المتبرعين به الذين يمنحون دمهم المنقذ للحياة هدية للآخرين. وفي كل عام يتم اختيار موضوع ليكون شعارا لليوم .. وفي 2017 يتم التركيز على التبرع بالدم أثناء الطوارئ. . تحت شعار " ما الذي بوسعك أن تفعله؟ تبرع بالدم. امنحه الآن. امنحه بكمية كبيرة". وتستضيف فيتنام احتفالية هذا العام باليوم العالمي للمتبرعين بالدم.. وقد اختير هذا الموضوع نظرا لضخامة الاضرار التي خلّفتها الكوارث في العقد الماضي والتي بلغت أكثر من مليون وفاة، بينما لا تزال الطوارئ تلحق أضراراً بما يزيد على 250 مليون شخص سنوياً. وتؤكد منظمة الصحة العالمية الدور الذي يمكن أن يؤديه كل شخص في مساعدة الآخرين أثناء حالات الطوارئ من خلال منح دمه إليهم كهدية قيمة، كما تركّز على الحقيقة القائلة إن الانتظام في التبرع بالدم ضروري من أجل توفير مخزونات كافية من الدم قبل وقوع طارئة ما. والهدف الذي تنشده منظمة الصحة العالمية هو أن تحصل جميع البلدان على كافة إمدادات الدم التي تحتاج إليها من أشخاص يتبرعون بدمائهم عن طواعية ودون مقابل بحلول عام2020. والتبرع بالدم هو إجراء طبي يكمن في نقل دم من شخص سليم معافى طوعاً إلى شخص مريض يحتاج للدم. ويستخدم ذلك الدم في عمليات نقل الدم أو تصنيع الأدوية؛ وذلك عن طريق عملية تسمى التجزيء. يتم اجراء التبرع بالدم عن طريق جمع الدم في كيس طبي يحتوي على مادة مانعة للتجلط متصل بأبرة معقمة تستعمل لمرة واحدة فقط توصل من الوريد في الذراع، وتتم عملية التبرع بالدم في فترة زمنية مدتها بين 5 إلى 10 دقائق في هذه الفترة يكون المتبرع تحت الرعاية الطبية المباشرة.يتم أخذ من 400 إلى 450 مليلترا، وهو ما يمثل حوالي 1/12 من حجم الدم الموجود داخل جسم كل إنسان، والذي يتراوح بين 5 إلى 6 لترات. ويمكن معاودة التبرع بالدم بعد مرور 6 أشهر من اخر تبرع بالدم في حين أنه لتكرار التبرع يمكن التبرع بالدم قبل ذلك في الفترة من 3-4 أشهر، ولكن يجب أن يكون المتبرع في وضع صحي لائق. أهداف حملة "ما الذي بوسعك أن تفعله" تشجيع جميع الناس على تعزيز تأهب الخدمات الصحية لمواجهة الطوارئ داخل مجتمعاتهم المحلية عن طريق التبرع بالدم. إشراك السلطات في وضع برامج وطنية فعالة للتبرع بالدم وتزويدها بالقدرات اللازمة للمسارعة في تلبية الطلب المتزايد على الدم أثناء الطوارئ. تعزيز دمج خدمات نقل الدم في الأنشطة الوطنية للتأهب لمواجهة الطوارئ والاستجابة لمقتضياتها. بناء الوعي العام على نطاق أوسع بشأن ضرورة الالتزام بالتبرع بالدم على مدار العام من أجل الاحتفاظ بإمدادات كافية من الدم وتحقيق الاكتفاء منه ذاتياً على الصعيد الوطني. الاحتفال بالأفراد المتبرعين بالدم بانتظام وتوجيه آيات الشكر إليهم، وتشجيع الشباب على أن يصبحوا من المتبرعين الجدد أيضاً. توثيق عرى التعاون الدولي وضمان نشر المبادئ المتعلقة بالتبرع بالدم طوعاً ومجاناً وتحقيق توافق في الآراء حول تلك المبادئ بجميع أنحاء العالم، والعمل في الوقت نفسه على زيادة مأمونية الدم ومعدل توافره. حقائق وارقام :- كل ثلاث ثوان هناك شخص يحتاج إلى نقل الدم. واحد من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى في حاجة إلى نقل الدم. دمك يمكن أن ينقذ أربعة أشخاص عند فصل مكوناته وليس شخصًا واحدًا. تجمع سنوياً دماء من نحو 108 ملايين عملية من عمليات التبرع بها على مستوى العالم، منها نسبة 50% تقريباً من الدماء التي تُجمع في البلدان المرتفعة الدخل التي لا تأوي سوى نسبة تقل عن 20% من سكان العالم. ويرتفع معدل التبرع بالدم في المتوسط بالبلدان المرتفعة الدخل إلى أكثر من 9 أمثال عنه في تلك المنخفضة الدخل. يوجد في أنحاء العالم أجمع 25 بلداً من البلدان العاجزة عن فحص جميع كميات الدم المتبرع بها للكشف عن واحدة أو أكثر من حالات العدوى تلك، وذلك بسبب قصور الإمداد بمجموعات الفحص أو حالات نقص الموظفين أو رداءة نوعية مجموعات الفحص أو افتقار المختبرات إلى متطلبات الجودة الأساسية. ولا يوجد اليوم إلا 62 بلداً من البلدان التي تشارف على بلوغ نسبة 100% من توفير إمداداتها من الدم على الصعيد الوطني عن طريق التبرع بها طوعاً ودون مقابل، فيما لا يزال هناك 34 بلداً تعتمد على المتبرعين من أفراد الأسر، بل حتى على المتبرعين بالدم لقاء أجر فيما يتعلق بتوفير أكثر من 75% من إمداداتها بالدم. تبلغ عمليات نقل الدم أعلى معدلات تواترها لدى فئة المرضى الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً في البلدان المرتفعة الدخل، وتستأثر بنسبة 76٪ من إجمالي عمليات نقل الدم. يبلغ المتوسط السنوي لعمليات التبرع في كل واحد من مراكز الدم 15 الف تبرع في البلدان المرتفعة الدخل مقارنة بما مقداره 3100 تبرع في البلدان المتوسطة الدخل وتلك المنخفضة الدخل. 25 بلدا فقط تجري اختبارات على الدم المتبرع به لتحري فيروس الأيدز وفيروسي التهاب الكبد B و C والزهري قبل نقله إلى المرضى أهمية التبرع بالدم :- عملية نقل الدم من المكونات الأساسية للرعاية الصحية حيث تدعو الأخطار المحيطة بحياة الأفراد من جراء قصور مخزونات الدم وخطورة إصابتهم بعدوى أمراض تسري عبر عمليات نقله إلى توفير إمدادات مأمونة وكافية من الدم لجميع الذين يحتاجون إلى نقله. ويسهم الدم المأمون يسهم في علاج مضاعفات الحمل لدى السيدات مثل حالات الحمل المنتبذ وحالات النزف، قبل الولادة وخلالها وبعدها كما يحتاجه الأطفال الذي يعانون من فقر الدم الوخيم الناجم، في غالب الأحيان، عن إصابتهم بالملاريا أو سوء التغذية؛ والأشخاص الذين تعرّضوا للحوادث أو الكوارث الطبيعية؛ والعديد من مرضى السرطان والمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية ومضاعفات طبية. كما يجب توفير الدم لإجراء عمليات نقل الدم، بانتظام، لعلاج الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل الثلاثيميا وفقر الدم المنجلي. فوائد منح الدم :- تعيد عملية التبرع بالدم الحيوية والنشاط للجسم بسبب تجدد خلايا الدم. كما يستفيد المتبرع بالحصول على نتائج فحوصات المسح الخاصة به، بما فيها فصيلة الدم.. اذ يعتبر التبرع بالدم شهادة صحية تدل على سلامتك حيث أن كل متبرع يخضع لفحص طبي للجسم وفحص مخبري على دمه عن مرض التهاب الكبد الوبائي بنوعيه (ب، ج) – الملا ريا – الايدز – الزهري، وفي حالة وجود أي مشكلة فأن بنك الدم يقوم بتوفير الاستشارة اللازمة من قبل استشاريين متخصصين، والتوجيه إلى الجهة المناسبة لمتابعة الحالة. يساعد التبرع على تنشيط نخاع العظم في إنتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين إلى أعضاء الجسم الرئيسية وزيادة نشاط الدورة الدموية، بالإضافة إلى التقليل من نسبة الحديد في الدم ما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين". ونشرت مجلة سيركوليشن دراسة أعدته الباحثة جاكي سالوفنوف وبينت فيه أن الذين يتبرعون بمعدل وحدة دم سنويا، اي ما يعادل 450 ميليليترا يمكن ان يعيشوا فترة حياة اطول. وقالت الباحثة جاكي سالوفنوف في دراستها الطبية الصادرة في الولاياتالمتحدة ان هذه الدراسة ربطت بين زيادة الحديد في الدم وحدوث السكتات الدماغية والسكتات القلبية، وبالتالي التبرع بالدم، بخاصة من قبل الرجال، ما يؤدي الى التخلص من نسبة جيدة من الحديد الضروري لتصنيع الخلايا الدموية الحمراء، وتخفيف نسبة حدوث الامراض القلبية. ويُعد الدم أغلى هدية يمكن لشخص تقديمها إلى شخص آخر، ذلك أنّها هبة الحياة. فيمكن للمرء، حينما يقرّر التبرّع بدمه، إنقاذ حياة إنسان آخر، بل وحتى إنقاذ الكثير من الناس إذا ما تمت تجزئة دمه- الكريات الحمراء والصفيحات والبلازما- واستخدام كل عنصر على حدة لعلاج المرضى الذين يعانون من حالات مرضية معيّنة. المتبرعون :- كل أنسان سليم لا يشكو من أية امراض وعمره بين 18 و60 عاما ووزنه يزيد عن 50 كيلوغراما يستطيع التبرع بالدم.. المتبرعون بالدم في البلدان المرتفعة الدخل أكثر من أقرانهم في بلدان أخرى اذ يبلغ معدل التبرعات بالدم في البلدان المرتفعة الدخل 36.8 وحدة لكل 1000 ساكن. بينما يناهز ذلك المعدل 11.7 وحدة لكل 1000 ساكن في البلدان المتوسطة الدخل، و3.9 وحدة في البلدان المنخفضة الدخل. يتم اختيار المتبرع بالدم من خلال معايير محددة من الفحص الطبي والمخبري والتاريخ المرضي.. ويمنع من التبرع من يعانون جميع أنواع الأنيميا عدا أنيميا نقص الحديد ، أمراض القلب والحمى الروماتيزمية ، الأمراض الصدرية المزمنة ، ارتفاع الضغط المزمن ، الالتهاب الكبدي الفيروسي ، مرض البول السكري ، حالات تضخم الكبد ، حالات الفشل الكلوي ، حالات التشنجات والصرع والإغماء المتكرر ، زيادة أو نقص إفرازات الغدة الدرقية ، الحمل ، أمراض نزف الدم ، الأمراض الوراثية ، الأمراض النفسية ، أي عمليات خلال فترة ثلاثة أشهر ، ويضاف الى ما سبق ان يكون المتبرع يعانى من فقدان غير متوقع للوزن والشهية / عرق ليلي / سخونة ليلية. وهناك 3 أنواع من المتبرعين بالدم : المتبرعون طوعًا دون أجر؛ أفراد الأسرة/ البدلاء ؛ المتبرعون لقاء أجر. وبالإمكان ضمان توفير إمدادات كافية وموثوقة من الدم المأمون عن طريق إنشاء قاعدة مستقرة ومنتظمة من المتبرعين طوعًا بالدم وبدون أجر. وهؤلاء المتبرعون هم من أكثر فئات المتبرعين مأمونية لأن انتشار حالات العدوى المنقولة بالدم هي الأدنى بينهم. وينقلنا الحديث عن المتبرعين بالدم الى ظاهرة "سماسرة الدم" .. الذين يقومون بجلب المتبرعين إليها بمبالغ مادية .. وهناك ايضا محترفي التبرع.. وهذا يعيدنا مرة اخرى لفكرة اهمية التبرع بالدم لانه لولا قلة كميات الدم الآمن المتاحة ما ظهرت تلك التجارة البغيضة.. قضية الدم فى مصر :- بجانب أزمة نقص "الدم" يظل أمانه وسلامته يقلقان الجميع.. وإذا نظرنا إلى خريطة الدم فى مصر فنجد أنها موزعة كالآتى: 45% وزارة الصحة ممثلة فى بنك الدم القومى، و45% المستشفيات الجامعية، والباقى 5% مستشفيات القوات المسلحة، وأقل من 5% القطاع الخاص والأهلى. وتحتاج مصر نحو مليون و800 ألف وحدة دم، بينما ما يتم جمعه حوالى مليون و200 ألف، وهذا ما يتسبب فى العجز الواضح فى الدم ويرجع ذلك الى ضعف ثقافة التبرع بالدم لدى الشعب المصري وعدم ظهورها إلا عند وجود حالات حرجة،رغم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطرة وخطأ طبى، لأن التبرع من أهل المريض يفقده فى المستقبل التبرع بجزء من الكبد أو الكلى لأنه سبق وأخذ دما منهم وفقا للدكتورة مها الزميتى استاذة امراض الدم بطب عين شمس. وتلجأ بنوك الدم في مصر إلي طرق مختلفة لتوفير احتياطي الدم لديها، منها طرق عملية الإحلال والتبديل أي صرف وحدة الدم للمريض بعد تبرع اثنين من أقاربه ويطبق هذا الأسلوب بصفة خاصة في بنوك الأقاليم التي تعاني من انخفاض شديد في احتياطي الدم لديها. وهناك طريقة أخري وهي التبرع الاختياري بدون مقابل مادي من قبل المتبرعين الشرفيين وهناك التبرعات التي لايتعدي ثمنها عشرة جنيهات مثل بنوك الدم التابعة للمستشفيات الجامعية والهلال الأحمر أو بعض المستشفيات الخاصة التي تقوم بحملة للتبرع بالدم في أحد الأحياء الشعبية أو القري. إلا أن بعض المستشفيات الخاصة قد تلجأ إلي شراء الدم من محترفي بيعه بمقابل مادي . وهناك ثلاث طرق لصرف الدم ومشتقاته للمرضي من بنوك الدم التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية الأولي عبر استمارة يتقدم بها مريض المستشفيات الحكومية – القسم المجاني – فيصرف بها الدم المطلوب بأي كمية يحتاجها مجاناً، والثانية في حالة المريض الحاصل علي قرار بالعلاج علي نفقة الدولة حيث يصرف له أيضاً الدم المطلوب بالمجان، وأخيرا يتم بيع الدم للمستشفيات والعيادات الخاصة بسعرتحدده الوزارة للوحدة شاملة اختبارات التوافق. ويعتبر المركز القومي لخدمات نقل الدم هو الجهة الرسمية في مصر ويتبعه 24 بنك اقليمي بمحافظات الجمهورية ، ويجري تنفيذ حملات يوميا للتبرع بالدم من خلال سيارات مجهزة طبيًا تجوب المحافظات للتبرع بالدم ، ثم اجراء الاختبارات عليه للتأكد من خلوه من الأمراض "الكبد الوبائي B & C، الإيدز، الزهري"، ثم توزيعه على مراكز صرف الدم وتخزينه التخزين المثالي والحفاظ على سلسلة التبريد. وتتولى وزارة الصحة والسكان دور الرقابة والتفتيش والإشراف الفني على بنوك الدم المختلفة بالجمهورية، حيث يتولى الإشراف والتفتيش والرقابة على القطاع الحكومي الإدارة العامة لبنوك الدم، بينما تتولى المؤسسات العلاجية غير الحكومية الرقابة والتفتيش على القطاع الخاص. وقد حصل المركز القومي لخدمات نقل الدم اعتماد الهيئة الامريكية للاعتماد الدولي لبنوك الدم لتضاف مصر الى قائمة بنوك الدم المعتمدة دوليا واعتماد المعايير المصرية القومية لنقل الدم دوليا