أحدثت الثورة التكنولوجية تطويرا سريعا أدى إلى زيادة الإنتاج وتخفيض تكلفته مما أدى إلى ظهور اقتصاد جديد هو اقتصاد المعرفة الذى تطور على نطاق واسع، وباتت المعلومات موردا أساسيا من الموارد الاقتصادية له خصوصيته، بل إنها المورد الاستراتيجى الجديد فى الحياة الاقتصادية، إذ تعتمد صناعة المعرفة على كفاءة العنصر البشرى واستخدام العقل للاختراع والتطوير أكثر من الاعتماد على المواد الخام، واتجه العالم الآن إلى إنشاء مدن المعرفة وهى مناطق اقتصادية يتم فيها تصدير السلع ذات القيمة المضافة العالية التى يتم توليدها من خلال البحث العلمي، وتتميز هذه المدن المعرفية بقدرتها على تحقيق النمو السريع داخل المجتمع وزيادة ثرائه، وتحقيق التنمية الشاملة، لقد أصبحت المعرفة والمعلومات والمهارات المرتبطة بها مصدرا للإنتاجية التنافسية، وبات النمو فى الأعمال والصناعة يعتمد بصورة كبيرة على التكنولوجيا الحديثة، ولكن مازال التعليم والبحث العلمى فى مصر لا يؤهلان للوصول إلى مثل هذا الاقتصاد، ونحن فى حاجة إلى تعظيم دور مؤسسات البحث العلمى والتكنولوجيا، فهى تمنحنا القدرة على الإنتاج والتقدم اعتمادا على الإبداع والابتكار وتحويل المعلومات إلى معرفة، ثم تحويل المعرفة إلى منتج متميز يغزو الأسواق المحلية والخارجية، ويزيد فرص العمل ويدفع عجلة التنمية والاقتصاد نحو زيادة الناتج المحلى. جمال المتولى جمعة المحلة الكبرى