ماذا يحدث فى شرقنا الأوسط؟!.. سؤال متكرر منذ قرون مضت تحمل إجابته فى طياتها الكثير من المعاناة والنار والدم. وأخيرا كشف بابا روما فى رسالة لها مغزاها، وبصراحة رجل دين، عن الأعداء الذين يتلاعبون بالشرق الأوسط وشعوبه. فقد توجه قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان (رأس الكنيسة الكاثوليكية فى العالم) يوم 7 يوليو الجارى إلى مدينة بارى الإيطالية للاحتفال بيوم صلاة وتأمل بمشاركة بطاركة الكنائس الشرقيّة، وفى مقدمتهم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. تمحور اللقاء والصلاة والدعاء حول الوضع المأساوى للشرق الأوسط. وأكد بابا روما موجها رسالته إلى العالم: إن الشرق الأوسط اليوم يبكى، يتألّم اليوم ويصمت، فيما آخرون "يدوسونه بحثا عن السلطة والغنى". وقام بتشريح جوهر الصراعات فى الشرق الأوسط مؤكدا تمحورها حول شهوة سلطة يغذيها السلاح الذى أدخل المنطقة فى سباق تسلح متهور مدمر، وحمل ضمير أعظم الأمم قوة بالمسئولية. أما الذرائع التى تتخفى وراءها تلك الأطماع فهى دينية. وكشف الطامعون فى الشرق الأوسط قائلا: "كفى للمعارضات العنيدة، وكفى للتعطّش للربح، الذى لا يوفّر أحدًا من أجل الحصول على ودائع "الغاز والوقود"، ودون رادع حول حقيقة أن سوق الطاقة هو الذى يملي قانون المعايشة بين الشعوب"! وأشار مرة أخرى: "كفى للمصالح الشخصية لقلة من الناس على حساب الكثيرين! كفى لسيادة حقائق البعض على آمل الناس! كفى استخدامًا للشرق الأوسط لأرباح غريبة عنه! وتوسل إلى البشرية سماع صرخة الأطفال. وفى النهاية نبه بوجوب عدم بقاء الشرق الأوسط أداة حرب تُستخدم بين القارات، إنما أداة سلام مضيافة للشعوب والأديان. وإذا كانت كلمات البابا فرانسيس رسالة حكمة من رجل حكيم؛ فقد جاء الرد بعدها بعدة أيام عندما قامت إسرائيل بشن أقوى غارات جوية على قطاع غزة منذ عام 2014!، واشتعل الصراع فى سوريا وليبيا (معارك حقول النفط) واليمن بهدف محاصرة بلاد النفط! وهكذا أصبح من الواضح أن "أعداء المنطقة" ألقوا بقفاز التحدى فى وجه الأديان والحكمة إيذانا بدخول مرحلة الجنون. لمزيد من مقالات طارق الشيخ