لم يعد ممكناً تصور تحقيق تقدم فى بعض أهم الألعاب الرياضية بدون احتراف، خاصة فى كرة القدم. ولذلك يرى كثير ممن يتطلعون إلى إصلاح منظومة كرة القدم فى مصر ضرورة تغيير الوضع الحالى الذى يجمع بين الاحتراف والهواية، فى خليط عشوائى، واعتماد نظام متكامل ينَّظم قواعد احتراف اللاعبين. فقد انتشر الاحتراف فى العالم، على نحو لم يكن متصوراً قبل عقدين فقط من الزمن. ولكن هناك من ينقدون طغيان الاحتراف، ويرون أنه أفقد اللعبة بهجتها، وحوَّلها إلى «بيزنس» يتحكم فيه مالكو الأندية الرياضية، والوسطاء والسماسرة، وينتشر فيه الفساد. ولهذا النقد وجاهته عندما يكون معتدلاً، و هادفاً إلى التنبيه لأخطار، أو كشف فساد، هنا أو هناك. ولكن بعض ناقدى نظام الاحتراف ذهبوا بعيداً جداً، وأسقطوا استياءهم من عدم عدالة النظام الاقتصادى العالمى، وشيوع الظلم فيه، على نظام الاحتراف فى كرة القدم، ودفعوا بأنه يشبه حالة العبودية فى صورة جديدة. ويُعد الكاتبان الأمريكيان فرانكلين فوير، وأندرو ريندل، أكثر من اشتطوا فى نقد نظام الاحتراف فى كرة القدم، فى إطار هجومهما على النظام الاقتصادى العالمى، وصولاً إلى اعتباره شكلاً حديثاً لنظام العبودية. فالاحتراف الكروى، من وجهة النظر هذه، ينطوى على شىء من العبودية فى العلاقة بين اللاعب الذى ينتقل من إحدى دول الجنوب للاحتراف فى ناد فى واحدة من دول الشمال0 واللاعبون الأفارقة الذين يحترفون فى أندية أوروبية هم أكثر من تنطبق عليهم هذه الأطروحة, التى تطرفت فى نقدها نظام الاحتراف فى كرة القدم، بعد أن أصبح عددهم مهولاً. صحيح أن إدارة النادى، ومن ثم الشركة التى تديره، تتحكم فى اللاعب المحترف طول فترة التعاقد، وتتدخل فى كثير من تفاصيل حياته، وتفرض عليه التزامات قد تكون مغالية فى بعض الحالات. ولكن قوة التنافس بين الأندية الأوروبية الكبيرة تتيح لهذا اللاعب فرصاً لتحسين مركزه تجاه من يدفع له حتى خلال فترة التعاقد التى تكون محددة وليست مفتوحة زمنياً. كما أن اللاعبين الأكثر مهارة يكونون عادة هم الأقوى فى العلاقة مع الأندية التى تحاول المحافظة عليهم, وخصوصاً عندما يزداد الطلب عليهم. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد