وسط إجراءات أمنية مشددة للحد من أى محاولات للهجرة غير الشرعية للبلاد، تسلمت النمسا أمس الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى لفترة تمتد لستة أشهر قد تسفر عن قرارات استِثنائية صارمة ضد المهاجرين. وقال المستشار النمساوى سباستيان كورتس خلال تسلمه رئاسة الاتحاد من رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف: إن الأمر لفخر كبير لبلادى ، ولكنه مسئولية كبيرة عليها أيضا، مشيرا إلى أن البيئة الدولية صعبة جدا الآن ، لا سيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى المعروف ب»البريكست»، لكنه دعا الخبراء والمعاونين لدراسة المشاكل والتحديات التى يعانى منها الاتحاد الأوروبى وإعداد «قائمة مقترحات» بهاوحلولها المقترحة. وأكد أن الصعوبات الأكبر التى تواجه الاتحاد الآن هى أزمة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين ، وزيادة ديون بعض الدول الأعضاء. ويضغط الزعيم المحافظ كورتس وشركاؤه الأصغر، المنتمون لليمين المتطرف، فى الائتلاف الحكومى لإجراء إصلاحات بالاتحاد الأوروبى تنتزع سلطات القرار السياسى من بروكسل، حيث صرح كورتس فى خطاب سابق برغبته فى إعادة النظر «بشكل حاد» فى مبدأ التبعية ، لإقناع أوروبا بأن هناك مهاما يتعين أن تتعامل فيها كل المناطق والدول الأعضاء. ويرفع كورتس -31 عاما - شعارا لفترة رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبى هو «أوروبا التى تحمى» حيث يسعى مع رؤساء آخرين للضغط من أجل إغلاق الحدود الخارجية للتكتل أمام المهاجرين غير الشرعيين، وإقامة مراكز للنظر فى طلبات اللجوء خارج الاتحاد الأوروبى، فضلا عن زيادة المساعدات التنموية للاتحاد حتى لا تشعر الشعوب فى الدول الأكثر فقرا، بالحاجة إلى الهجرة إلى أوروبا. وتأتى احتفالات النمسا بتوليها رئاسة الاتحاد الأوروبى بعد أيام قليلة من مشهد استِنثائى رصده الإعلام العالمى على حدودها الجنوبية مع سلوفنيا، حيث قام نحو700 رجل شرطة وجندى بالتدرب على كيفية مواجهة موجات الهجرة غير الشرعية، وقيام طلاب بأداء دور المهاجرين. وتعليقا على ذلك، قال توماس هوفر، المستشار السياسى والخبير الاستراتيجى فى فيينا «منذ سنوات، يستخدم كورتس أسلوب اتصال رمزيا بشكل نشط»، وتدريبات الجيش والشرطة الأخيرة جزء من تلك الاستراتيجية الرمزية حيث تود الحكومة بعث رسالة مفادها أنه «يمكن أن نحقق تغييرا، ويمكن أيضا أن نغير أسلوب الاتحاد الأوروبى، عندما يتعلق الأمر بالهجرة». وعلى الرغم من أن مهمة الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى، من المفترض أن تكون مهمة التنسيق بين الدول ال 28 بالاتحاد، بدلا من قيادة الدول سياسيا، يصور كورتس نفسه كقائد لسياسات الهجرة الصارمة.ويفخر بدوره فى إغلاق طريق الهجرة فى البلقان أوائل عام 2016، عندما كان وزيرا للخارجية، بالتنسيق مع دول أخرى فى المنطقة.