علينا أن نعود بالذاكرة إلى الوراء لنتأمل تطورات الأحداث التى عشناها مع عواصف السنوات العجاف والتى فرضت على الضمير الوطنى شعارا واحدا هو الحلم المشروع باستعادة الاستقرار فكانت استجابة العناية الإلهية لنداء الملايين فى 30 يونيو وسرعة ترجمة هذا النداء فى قرارات 3 يوليو 2013. كان الحلم باستعادة الاستقرار يعنى الخروج من كهوف الظلام التى حفرتها كتائب الفاشية الدينية بعد أن تمكنت من اختطاف دعوات التغيير والإصلاح المشروعة فى مطلع عام 2011. ولربما كان أعمق ما فى 30 يونيو أنها لم تكن ثورة بالمعنى التقليدى للثورات التى يسيطر فيها الغضب على العقل بقدر ما هى رمز للإنقاذ والخلاص وإزالة كل فنون التنكر ومستحدثات التجميل التى استخدمتها قوى سياسية عديدة أخفت حقيقة نواياها وراء البراقع الدينية والقبعات الأجنبية. كان السؤال المطروح وبشدة بعد 30 يونيو و3 يوليو هو : كيف ننتزع حلم الاستقرار ونجعله حقيقة من وسط أنقاض الفوضى التى غطت أرجاء البلاد؟ ولم يكن العثور على إجابة محددة لهذا السؤال بالأمر السهل أو الهين فى وقت كانت فيه فلول، الجماعة وحلفائها يحاولون إثارة فتنة أهلية طاحنة مستندين فى ذلك إلى قوى إقليمية ودولية بدأت تحيك المؤامرات وتثير الفتن وتسعى لشراء الذمم الخربة لإحداث انقسام مجتمعى! ولكن رعاية الله لمصر هى التى هيأت لنا من أمرنا رشدا بظهور قيادة شجاعة وضعت روحها على كفها ولم تعبأ بتهديدات واضعى القنابل وزارعى الألغام وحاملى صناديق الديناميت، فكان نداء الفريق أول عبدالفتاح السيسى للشعب طالبا التفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل وعندما استجابت الجماهير للنداء فى 26 يوليو 2013 أيقن الناس أن ذلك بداية خطو مصر على طريق استعادة حلم الاستقرار انتصارا لمصر وانتصارا لعظيم إرادتها الحرة! خير الكلام: لا وفاء مع من يصر على الحقد والعداء! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله