في أدبيات الديمقراطية كمفهوم عالمي توجد مجموعة خطايا رئيسية ينبغي تجنبها في أي نظام حكم ديمقراطي وهي محاولة استخدام الممارسة الديمقراطية في غير موضعها أو استخدام أسلوب مبالغ في مظهريته أو استخدام وسائل شكلية للبت في مسائل بسيطة أو إدارة أي مؤسسة ديمقراطية بمعزل عن رؤية بقية المؤسسات الديمقراطية الأخري أو حرمان أي مؤسسة ديمقراطية من أخذ الوقت الكافي لضمان الإعداد الجيد لأي اجتماع خصوصا ما يتعلق بأهمية مراعاة الأبعاد القانونية لأي قضية مطروحة للبحث! وهذه الأدبيات التي تمثل دستورا للديمقراطية تحدد صحة الممارسة الديمقراطية بضرورة تقبل روح التقاليد الديمقراطية والتحديد الصادق للنيات والتمسك بالمناقشة العادلة وحماية حقوق الأقلية بنفس درجة حقوق الأغلبية وإتمام الحوار والنقاش في إطار من العلاقات الإنسانية واستخدام الذوق السليم مع تجنب كل أشكال الاستعلاء والابتعاد عن كافة أساليب الترغيب والترهيب. والحقيقة أنه لكي تنجح الديمقراطية فإنه لا يكفي وجود أغلبية مطلقة لتمرير القرارات وإنما تقتضي متطلبات الممارسة الديمقراطية السليمة ثلاث خطوات تتيح لكل الاتجاهات أن تعبر عن نفسها من خلالها وهي خطوة عرض الرأي ثم خطوة النظر في الرأي ثم أخيرا خطوة البت في الرأي وبعد ذلك فإن ما تقرره الأغلبية يمثل القانون الأساسي لكل مجتمع يقوم علي المساواة في الحقوق والواجبات! وفي اعتقادي أنه ليس هناك ما يشوه الممارسة الديمقراطية سوي المناكفات الحزبية التي تمثل إضاعة للوقت في مزايدات لا طائل من ورائها بينما جوهر الديمقراطية اقتحام المشاكل وطرح الحلول بعد أخذ الوقت الكافي في تحديد هذه المشاكل واستعراض مختلف جوانبها. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: صمت تسلم به خير من نطق تندم عليه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله