«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«كوبر».. الطريق الأقصر
للهزيمة!
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 06 - 2018

إن كان الهجوم خير وسيلة دفاع.. فإن الدفاع أقصر طريق للهزيمة!.
مقولة لا أعرف تحديدًا من قال نصفها الأول.. وإن كانت توضح حقيقة وفلسفة ومتعة كرة القدم!.
أما نصف المقولة الثانى فهو قراءة من عندى.. لواقع واضح أمامنا.. رأيناه وأدركناه وعرفناه.. فى الأسلوب الدفاعى القُحْ المكتوب لنا منذ حل كوبر علينا!.
الرجل فلسفته الكروية الدفاع.. وهذا ليس عيبًا.. إن كان هذا الدفاع وسيلة لا هدفًا!. الذى رأيناه وقبلناه وطرمخنا عليه فى تصفيات كأس العالم وفى المباريات التجريبية وفى كأس العالم نفسه.. والأهم والأخطر.. فى اختيارات اللاعبين المنضمين للمنتخب.. الذى رأيناه فكر دفاعى بحت فى اتجاه واحد.. وفكرة الهجوم والتهديف.. متروكة للتساهيل ومحمد صلاح!.
منتخب يلعب فى كأس العالم برأس حربة واحد.. بينما اختار للوسط 7 أو 8 لاعبين!. كان بالإمكان ضم اثنين أو ثلاثة مهاجمين مكان اثنين أو ثلاثة من خط الوسط.. ينفذون رؤيته فى الدفاع.. وعندما نمتلك الكرة.. كونهم مهاجمين يتحركون للأماكن التى تصنع فرص التهديف داخل المنطقة وخارجها!. هذا لم يحدث مِنْ كوبر «الشكل» ومَنْ بيدهم الأمر «المضمون».. ربما عناد.. ربما مجاملات.. ربما أشياء أخرى.. الله أعلم!.
كوبر فى أول تصريح له بعد الهزيمة من روسيا.. حَمَّل الأخطاء الدفاعية مسئولية الهزيمة.. لكنه لم يوضح لنا أسباب وقوع لاعبينا فى مثل هذه الأخطاء التى لا يقع فيها مبتدئون!. كوبر لم يوضح.. لأنه السبب وليس اللاعبون!. أسلوبه الدفاعى الذى جَرَّد لاعبينا من الفروق الفردية المهارية لكل لاعب منهم.. وبدلاً من تسخيرها فى خدمة الفريق.. صهرها فى بوتقة أسلوبه الدفاعى المهين!. لاعب مثل تريزيجيه.. إمكاناته الفنية والبدنية رائعة.. وبدلاً من الاستفادة منه فى الهجوم.. قاطرة لسحب الفريق لمنطقة جزاء المنافس.. بالسرعة والمهارة والخبرة.. هذا اللاعب الذى يتمنى أى فريق وجوده فى هجومه.. ماذا فعل كوبر.. معه وبه؟.
ما أن يفقد المنتخب الكرة.. وهو يفقدها كثيرًا.. تريزيجيه.. يرتد بأقصى سرعة من أى مكان هو موجود فيه.. إلى منطقة الظهير الأيسر لنا.. يعافر ويضرب وينضرب، لأجل إفساد هجمة المنافس.. وما إن نستحوذ على الكرة.. مطلوب منه أن ينطلق كالطلقة للأمام لأجل أن يتلقى الكرة ويصنع هجمة.. طيب كيف؟.
ما يحدث مع تريزيجيه هو نفسه واجب وردة ومروان محسن.. باعتبارهم نظريًا محسوبين على الهجوم.. إلا أنهم فى الملعب استنفدوا طاقاتهم فى الارتداد للدفاع.. والطبيعى والمنطقى بعد ذلك.. أن ينعدم الأمل فى إمكانية تسجيل هدف.. وكيف نسجل وكل جهدنا وكل تقدم لنا.. للخلف للدفاع وليس للأمام للتهديف!.
مستر كوبر وأسلوبه الدفاعى.. وضع ضغوطًا هائلة على لاعبيه.. المضغوطين فى نصف ملعبهم دفاعًا.. المرعوبين من فكرة دخول هدف مرماهم.. مرعوبين، لأنهم يدركون صعوبة التعويض.. فى إطار خطة ملامحها الهجومية عقيمة ومشوهة.. تبدو نظريًا على السبورة فى حجرة الملابس خطة هجومية.. لكنها فى الملعب.. هَرْدَبِيْسا يابِيْسَة!.
منتخب مصر.. لحظة دخول مرمامهم الهدف الأول.. فى غياب الكابتن صاحب الشخصية القادرة على قيادة اللاعبين وتوجيههم وتشجيعهم فى لحظة صعبة.. هى لحظة إحساسهم أن الدنيا أظلمت والأمل انهار مع الهدف الذى دخل مرماهم.. ومع هذا الإحساس تفككت الصفوف وقبل أن تضيق.. دخل مرمانا هدفان.. وانتهى الدرس يا كوبر!.
مستر كوبر ومعاونوه.. حرموا منتخب مصر من لاعبين متميزين!. مستر كوبر ومعاونوه.. حرمونا من الإمكانات الحقيقية للاعبين الذين اختارهم بخطته الدفاعية!. مستر كوبر ومعاونوه.. ظلموا هذا الجيل من اللاعبين.. بتخطى اختيار بعضهم.. وبمصادرة إمكانات من اختاروهم!.
أقرب مثال يوضح الضغوط الهائلة على لاعبينا.. وهى موجودة ومستمرة وتزيد مع كل دقيقة تمر فى المباراة!. ليه؟.
لأنه لا توجد رؤية واضحة محددة.. «للمقرر» الآخر فى الخطة وأقصد الشق الهجومى.. لا توجد قناعة بقدرتنا على التسجيل.. ومن أين تأتى.. ونحن لا نهاجم بصفوف متقاربة.. إنما تمريرات طولية.. لمهاجم يقف وحده.. وسط دفاع المنافس.. فماذا يفعل.. وكيف نصنع فرصة تسجيل هدف! هذه الضغوط المتزايدة.. كفيلة بوقوع أخطاء من لاعبين.. استحالة أن تحدث فى الظروف العادية!.
هدف روسيا الأول جاء بقدم أحمد فتحى!. هذه اللعبة لو تكررت مليون مرة فى مباريات ليست محكومة بخطط دفاعية وضغوط!. لو حدث.. فإن أحمد فتحى.. سيبعد الكرة بالقدم اليسرى تجاه مرمى المنافس وليس باليمنى تجاه مرمانا!. والهدف الثانى جاء بخطأ دفاعى ساذج من على جبر.. استحالة أن يحدث فى الظروف العادية التى حرم كوبر لاعبينا منها بخطته الدفاعية!.
القضية الآن.. ليست البحث عن كبش فداء نُحَمّله الفشل الذى ندور فيه من سنين طويلة.. هى عُمْر منظومة كروية فاشلة!.
القضية فى كلمتين.. نقدر نحن على لعب الكرة التى يلعبونها هناك ونشاهدها هنا.. أم لا؟.
بدون تردد أقول أنا: نقدر نلعب مثلهم وننافسهم ونهزمهم.. لأن المواهب الكروية القادرة على صناعة الفارق عالميًا.. مصر تنجبها.. والمصيبة.. وهى فعلا مصيبة.. أن أغلبها لا نراه أصلًا وتذهب لحال سبيلها.. والقليل الذى نراه.. نُهمله ولا نُحسن رعايته.. فنظلمه ونظلم أنفسنا.. وبعد ذلك نلومه كلما أخفقنا فى بطولة كبيرة أو مباراة حاسمة.. وبدلا من مصارحة أنفسنا بالحقيقة.. نركز كل جهودنا فى تَسْمِيَة الكبش الذى نضحى به لإلهاء وإرضاء الرأى العام.. والتشويش على الحقيقة.. التى هى إدانة تامة لمنظومة كروية فاشلة!.
الغضب والسباب والشتائم وتبادل الاتهامات.. طاقة سلبية خطيرة.. ضررها بالغ وفائدتها معدومة!.
دعونا فى هذا الوقت تحديدًا.. نقف وندعم ونؤازر ونشجع منتخبنا فى مباراته الأخيرة.. خاصة أن جميع اللاعبين بذلوا أقصى ما يملكون من جهد.. وتحملوا ما لا يتحمله بشر من ضغوط.. وإن كانت هناك أخطاء.. فهم آخر من يتحملون مسئوليتها!. تعالوا نبتعد عن العصبية والغضب.. ونلتمس الهدوء.. ونحن نفتح واحدًا من الملفات المسكوت عن خطاياها من سنين طويلة...
ملف الكرة المصرية.. التى يمكن الوصول بها للعالمية!. السطور التالية تحمل أكثر من فكرة.. لأجل الحوار والنقاش.. وفى انتظار آراء حضراتكم.
.............................................................
لسنا فى حاجة للمعرفة أو التذكرة.. بأن المونديال الكروى.. هو الحدث الأشهر والأهم الذى يتابعه أكبر عدد من البشر على ظهر الكرة الأرضية كل أربع سنوات!.
كل العالم يعرف هذه الحقيقة.. ودول كثيرة فى العالم.. تفكر وتخطط وتنفذ لتحقيق أكبر استفادة من هذا الحدث الأهم.. بالتواجد به والتنافس فيه.. كهدف أساسى.. وأى دعاية تلك.. وأكبر عدد من البشر فى العالم.. يشاهدك ويتابعك وأنت تشارك وأنت تنافس وأنت تؤدى وأنت تجيد!.
أما الدول الأكثر طموحًا.. فهى تريد أن تكون المحظية بتنظيم كأس العالم على أرضها.. وتلك مسألة شكلها رياضة.. لكن مضمونها وأساسها وحقيقتها سياسة.. تتدخل فيها الدول الكبرى بالعالم.. ولماذا نذهب بعيدًا ومونديال 2026 المعلن عنه مؤخرًا.. رئيس أمريكا هدد عينى عينك.. الدول التى تساعدها أمريكا بمعونات.. مطلوب أصواتها لملف أمريكا كندا المكسيك.. أو قطع المعونات وأشياء أخرى!. ما علينا.. ونعود لموضوعنا.. والمونديال الحدث الأهم فى العالم.. والسؤال الذى حان الوقت لنطرحه على أنفسنا نحن المصريين.. أين نحن من أعظم حدث فى العالم.. وأى تخطيط قمنا به يومًا لأجل أى نوع من الاستفادة بهذا الحدث العظيم؟.
حق مصر علينا الآن ونحن مع العالم نعيش شهر المونديال.. أن نجعل شهر المونديال.. أكبر قوة دفع لنا.. لأجل تحقيق أول هدف لنا.. ألا وهو حتمية التواجد فى نهائيات أى كأس عالم!. طموح مشروع مليون فى المائة.. وعيب ألا نكون من الدول الخمس الممثلة لإفريقيا فى كل مونديال!.
ليكن المونديال الحالى أكبر قوة دفع لنا.. لأجل تحقيق الهدف الثانى.. وهو المنافسة.. نشارك لننافس وليس فقط لنمارس!. حكاية التمثيل المشرف.. ولت وانتهت!. مصر قدراتها تؤهلها ، لأن تكون قوة كروية كبرى!. أرض مصر قادرة على إنجاب لاعبى كرة فرز أول.. مثل الموجودين فى كل دول العالم!. عدم وجود مصر مع الأرجنتين والبرازيل والبرتغال وإسبانيا كقوى كروية كبرى.. ليس لأن مصر غير قادرة على إنجاب المواهب.. إنما لأن مصر ابتلاها الله باتحادات «كورة».. غاية المراد عندها من رب العباد.. تربيطات الانتخابات التى تجرى كل أربع سنوات.. وتولع «المونديالات»!.
أقسم بالله العظيم.. مصر بالظروف المادية الحالية.. مؤهلة لأن تكون قوة كروية كبرى.. بالفكر والتخطيط وبإعادة النظر كليًا فى اللوائح المنظمة للرياضة عمومًا وكرة القدم تحديدًا!.
عندنا خبراء فى كل مجالات الرياضة!. عندنا ثروة بشرية عظيمة.. نعانى من سلبياتها فى الإنجاب والاستهلاك.. ولم نعرف حتى هذه اللحظة كيفية الاستفادة منها!. عندنا مواهب لا نراها ولن نراها.. لأنها أصلًا لم تمارس الرياضة.. والممارسة فقط التى تكشف عن المواهب!. عندنا كل متطلبات تحقيق النجاح!.
شىء واحد افتقدناه طوال السنوات الطويلة الماضية.. ألا وهو الإرادة!.
الإرادة التى لم نرها فى عقود طويلة مضت.. يتضح لنا بالأفعال لا الشعارات أننا نملكها ونقدر عليها!. رأيناها بعيوننا وسمعناها بآذاننا ولمسناها بأيدينا.. فى محطات الكهرباء التى شُيِّدَت وأزمة انقطاع الكهرباء التى انتهت وفى أنفاق القناة التى تمت وقناة السويس الجديدة والسبعة آلاف كيلومترات طرق وعشرات الكبارى ومزارع الأسماك والمليون ونصف المليون فدان استصلاح..
اليوم.. أنا واثق من رؤية هذه الإرادة فى الرياضة وتحديدًا الكرة!.
إرادة الدولة إن حلت على الرياضة وتولت حال الرياضة.. الوسطاء يمتنعون والجهلة يفرون وأصحاب المصالح يتساقطون.. والرؤية المنعدمة بسبب «ضباب» الفتن والأكاذيب والنميمة.. تعود بالقانون والنظام والالتزام والانضباط!.
هذه بعض الملاحظات أضعها أمام الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة الذى يمثل إرادة الدولة فى حتمية أن تكون مصر فى المكان والمكانة التى تستحقها.. قوة كروية كبرى!.
1 أن نكون قوة كروية كبرى.. طموح مشروع وليس خيالاً مطروحًا.. لأن المسألة خارج قوانين ومعايير وسائل التقدم فى المجالات الأخرى.. بمعنى!.
كرة القدم يمكن بالإمكانات الحالية.. الوصول بها للعالمية.. لأن المسألة مرهونة بالمواهب.. والمواهب هبة من الله لكل البشر.. والأمر كله مرهون بالقدرة على اكتشاف المواهب!.
2 الممارسة هى الوسيلة الوحيدة للكشف عن المواهب فى كل المجالات.. وكيف لنا معرفة طفل موهوب فى الرسم.. ما لم يجد ورقة وقلمًا لكى يرسم!. وكيف نعرف موهبة طفل فى الكرة لم يجد مساحة أرض يمارس عليها الكرة!.
الممارسة شرط أساسى.. وهى تتحقق بتوفير مساحات الأرض المخصصة ملاعب.. ومن واقع ما هو قائم وموجود.. فوق ال90% من أطفال وشباب مصر لا يمارسون الرياضة لعدم وجود ملاعب.. وبالتالى ضاعت علينا المواهب الموجودة بينهم.. ليصبح مستوى الكرة عندنا حاليًا قائمًا على 10% من مواهبنا!.
3 هذا أول اختبار لإرادة الدولة!. مطلوب ألف قطعة أرض مساحة 30 * 60 مترًا على أقصى تقدير.. لتكون ملاعب لممارسة كرة القدم أو أى لعبة عليها.. المهم أن تخصص للممارسة فقط!. المهم أن تكون متاحة أمام كل طفل وشاب فى أى محافظة.. ليمارس عليها الرياضة!. هذه الملاعب هى هيئة رياضية للممارسة ويجب أن ينص عليها قانون الرياضة.. لأجل توسيع قاعدة الممارسين.. وكلما زادت.. زادت أعداد المواهب الموجودة فى هذه القاعدة!.
4 أتوقف هنا لأوضح أهمية توسيع قاعدة الممارسة!. كلما اتسعت ازداد عدد المواهب.. وليس بعيدًا على الله.. أن يهدينا ويوفقنا لنصل ليوم يكون فيه كل أطفال مصر يمارسون الرياضة!. وقتها.. نكون حققنا الإعجاز!.
الذى أريد قوله هنا.. أن زيادة أعداد الممارسين للكرة.. أول خطوة على طريق القوة الكروية الكبرى.. لأن زيادة الممارسين معناه زيادة الموهوبين المكتشفين.. وهنا نأتى للخطوة التالية!.
5 الخطوة التالية هذه.. غير موجودة عندنا أصلًا.. يعنى القائم والموجود.. قاعدة ممارسة هزيلة.. وأعداد موهوبين قليلة.. وهذه الأعداد القليلة.. لا أحد يعرف كيفية رعايتها!. يحدث هذا عندنا.. فى مصر التى هى من أوائل الدول التى عرفت الكرة ومارست الكرة.. ومع ذلك انعدمت حيلتها فى رعاية الكرة للوصول لأعلى المستويات فى الكرة!.
6 الدول الإفريقية حديثة العهد بالكرة.. فى وقت وجيز نجحت فى توسيع قاعدة الممارسة للوصول إلى مواهبها!. الدول حديثة العهد.. سمحت لدول أوروبية كثيرة.. بفتح أكاديميات كروية عندها للكشف عن المواهب.. وتجهيزهم مهاريًا وبدنيًا وسلوكيًا لعالم الاحتراف!. الدول حديثة العهد بالكرة.. فى أقل وقت.. أصبح لأصغر دولة منها.. فوق ال100 محترف بكل دول العالم فى صفوف الناشئين والكبار!. اليوم بنظرة سريعة على أسماء اللاعبين بالأندية الكروية الكبيرة.. نجد لإفريقيا مكانة فيها!.
7 لأجل تحقيق الخطوة التالية فى الطريق لقوة كروية كبرى.. مطلوب من الدولة فى شخص السيد وزير الشباب والرياضة.. إضافة هيئة رياضية جديدة للهيئات القائمة.. وهى مراكز الموهوبين المتخصصة فى لعبة واحدة.. وهذه المراكز فى كرة القدم حتى 17 سنة فقط!. وأقترح السماح للقطاع الخاص بإنشائها.. على أن تكون فنيًا تحت إشراف الدولة!. هذه المراكز.. خطط إعداد الموهوبين فيها.. المهارية والبدنية والسلوكية «ثقافة الاحتراف».. يتم وضعها بمعرفة متخصصين من دول كروية متقدمة!. هذه المراكز تبيع مواهبها للأندية.. داخل وخارج مصر!.
الأهم هنا.. ضمان حصول الموهبة على عناصر اللياقة البدنية وعلى المهارات الفنية المطلوبة.. خلال وجودها فى مراكز الموهوبين المتخصصة فى كرة القدم.. إن حدث هذا!.
نكون قد حققنا ما لم نحققه من قبل.. الموهوب تمت رعايته فنيًا وبدنيًا وسلوكيًا.. وهذه أول خطوة حقيقية إيجابية فى صناعة لاعب بمواصفات عالمية.. وهذه مسألة نملك كل مقوماتها.. عندنا المواهب وعندنا المتخصصون وعندنا الإرادة.. التى عشنا سنين طويلة نظن أننا لا نملكها!.
إن بدأنا.. فهى سنوات قليلة جدًا.. ويكون لنا فوق ال100 محترف فى الدول المتقدمة كرويًا.. وهؤلاء يصنعون الفارق.. ويضعون منتخب مصر مع الكبار.. حتى وإن بقى الدورى المصرى على حاله!.. وهذه حكاية أخرى!.
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.