فيما تواصت الاشتباكات في أنحاء سوريا, كشفت مصادر دبلوماسية عربية أن دمشق أبلغت الأممالمتحدة بموافقتها علي ترشيح الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلي سوريا. وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن اشتباكات عنيفة دارت في بلدة مورك بمحافظة إدلب بين القوات النظامية ومسلحين هاجموا حاجزا للقوات النظامية في البلدة, كما ذكر المرصد أن اشتباكات دارت أيضا في حيي سيف الدولة وصلاح الدين بحلب شمال سوريا. وأضاف المرصد أن الاشتباكات تزامنت مع سماع أصوات انفجارات بحلب. وأوضح أن بلدة طفس بمحافظة درعا جنوبي سوريا تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر البلدة وتحاول اقتحامها منذ أيام.وأسفرت هذه الإشتباكات عن مقتل41 شخصا برصاص قوات النظام.وأعلن الجيش السوري الحر إعتقال أحد أعضاء حزب الله في دمشق, فيما أعلن المجلس الوطني السوري المعارض بلدة التل في ريف دمشق منطقة منكوبة. يأتي ذلك في وقت, بثت علي موقع يوتيوب لقطات مروعة لمقاتلي المعارضة السورية وهم يذبحون شابا معصوب العينين ويلقون بعض الجثث من فوق أحد الاسطح علي حشود فرحة تهلل في الاسفل. ولم يتسن التحقق من مصداقية افلام الفيديو تلك او الظروف التي صورت فيها, ويري بعض النشطاء ان أحدها صنيعة أنصار الرئيس السوري بشار الاسد في مسعي للاضرار بمصداقية مقاتلي المعارضة. ومع تصاعد القتال في أنحاء البلاد, ذكرت صحيفة حريتالتركية أمس أن مضادات للطائرات نشرت في مطار سازجن في مدينة غازي عنتب جنوب تركيا التي تبعد مسافة30 كيلومترا عن الحدود السورية وبمسافة180 كيلومترا عن مدينة حلب السورية. وقالت الصحيفة إن علامات وضعت في منطقة أمنية خاصة عند مدخل المطار. ومن ناحية أخري, بلغ مجموع السوريين الذين فروا أمس إلي تركيا هربا من المواجهات الدموية في بلادهم1255 مواطنا بينهم22 مصابا, ونقلوا إلي المستشفيات في كل من ريحانلي و كيليس جنوب تركيا لتلقي العلاج. وعلي صعيد متصل, وصلت منسقة الشئون الإنسانية بالأممالمتحدة فاليري اموس إلي سوريا أمس في مستهل جولة إقليمية تستمر ثلاثة أيام لبحث المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين المحاصرين أو الذين نزحوا بسبب القتال.وذكر دبلوماسيون أن اموس ستبحث سبل زيادة الإغاثة للمدنيين لكن لابد أن ينحسر القتال قبل أن يكون هناك أي امل حقيقي في الوصول إلي المناطق المضطربة. وفي عمان, اندلعت اشتباكات بين لاجئين سوريين وقوات الأمن الأردنية مساء أمس الأول, وسط تصاعد حالة السخط إزاء ما يصفها السوريون بأنها ظروف لا تطاق في المخيم. يأتي ذلك في وقت, كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد فقد ساقيه خلال العملية التي استهدفت خلية الأزمة بمبني الأمن القومي في دمشق الشهر الماضي.وأكد بوجدانوف في تصريح لصحيفة الوطن السعودية نشرته أمس أن ماهر قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري, والقائد الفعلي لخلية الأزمة, كان حاضرا اجتماع خلية الأزمة, ووصف حالته بأنه يصارع من أجل البقاء. وألمح بوجدانوف إلي موافقة الرئيس بشار الأسد علي التنحي. وقال: أنت تعلم أننا لا نريد أن نكون في موضع غير محايد أو أن نكون ضد أحد أطراف الأزمة. نشجع وقف القتال فورا من طرفي النزاع. وقال: منذ تفجير دمشق( خلية الأزمة) وغياب ماهر, ومقتل القيادات العسكرية والأمنية, الوضع يتدهور بشكل سريع وخطير.وأوضح: نحن نريد وضع معالجة سريعة للأزمة السورية ونتحدث بشكل يومي مع المعارضة ومع الحكومة التي تتعاون معنا بشكل كبير للبحث عن مخرج, لكن إلقاء السلاح هو الحل الأهم في منع وصول سوريا إلي الحرب الأهلية التي نراها قريبة جدا بدافع من دول كثيرة في المنطقة ترغب في ذلك, فنحن مازلنا الوحيدين المؤمنين بالدفع للحل السياسي ولإيجاد آلية سلمية علي الأقل لانتقال السلطة في سوريا.