شنت الأممالمتحدة أمس هجوما غير مسبوق على كل من الولاياتالمتحدةوالصين وميانمار بسبب سياسات الهجرة. وطالب زيد رعد الحسين المفوض السامى لحقوق الإنسان فى المنظمة الدولية، فى بيان لدى افتتاح جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف، واشنطن بالتوقف عن فصل أطفال المهاجرين عن أهاليهم عند الحدود الأمريكية، ووصف هذه السياسة بأنها «غير مقبولة». وقال: «فكرة أن تسعى أى دولة لردع الأهالى عبر التسبب بايذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول». ونقل المفوض السامى عن الرابطة الأمريكية لطب الأطفال وصفها الممارسة بأنها «انتهاك للأطفال برعاية حكومية» ما قد يتسبب ب»أذى لا يمكن تداركه» ويحمل «عواقب مدى الحياة». ودعا الولاياتالمتحدة إلى التوقف الفورى عن ممارسة الفصل القسرى لهؤلاء الأطفال، مطالبا واشنطن بالمصادقة على اتفاقية حقوق الطفل. وأثارت سياسة «عدم التساهل» فى ما يتعلق بأمن الحدود التى طبقتها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب غضبا دوليا. وذكرت الحكومة الأمريكية أنه تم فصل نحو ألفى قاصر عن أهاليهم أو أولياء أمورهم البالغين مؤخرا وذلك فى غضون ستة أسابيع. وقال أيضا إن هناك انتهاكات كبيرة مستمرة وثابتة ضد حقوق الإنسان فى كوريا الشمالية، داعيا بيونج يانج إلى التعاون مع لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة. كما أدان الهجمات المنظمة والواسعة والمتواصلة ضد المسلمين الروهينجا فى ميانمار، والتى أشار إلى أنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية مع تصاعد الصراع فى ولايتى كاشين وشان. وتابع أن جهود حكومة ميانمار لمقاضاة المعتدين تفتقد إلى المصداقية، داعيا إلى ضرورة، وجود مراقبين على الأرض قبل عودة اللاجئين الروهينجا من بنجلاديش. كما اتهم الصين بمنع نشطاء مستقلين من الشهادة أمام هيئات حقوقية تابعة للأمم المتحدة. وحث أعضاء المجلس وعددهم 47 عضوا على تشكيل لجان دولية لبحث الانتهاكات المزعومة فى فنزويلا ونيكاراجوا ليتلقى تحية بالتصفيق وقوفا بنهاية كلمته الطويلة. وفى الوقت ذاته، ذكرت وكالة «رويترز» أن الوفد الأمريكى الذى يقوده الدبلوماسى جاسون ماك لم يرد على انتقادات الحسين خلال الجلسة. وفى برلين، تعيش حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لحظات مصيرية حيث يمكن أن تضطر إلى فصل هورست زيهوفر وزير الداخلية وزعيم حزب الاتحاد الاجتماعى المسيحى البافارى، وأن تفقد أغلبيتها البرلمانية بسبب خطة الحد من الهجرة. ويقرر حزب الاتحاد الاجتماعى المسيحى، حليف ميركل، خلال ساعات إن كان سينفذ خطة للحد من الهجرة عند الحدود الألمانية ويخاطر باستقرار ائتلافها الذى تشكل قبل ثلاثة أشهر. وتصاعدت المواجهة بشأن الهجرة بين ميركل وحلفائها من الحزب المحافظ خلال الأسبوع الماضى لكن ظهرت بوادر أمس الأول على احتمال التوصل إلى حل وسط عندما قال وزير الداخلية، الذى يترأس حزب الاتحاد الاجتماعى المسيحى، إن بالإمكان تجاوز الخلاف. ويرغب زيهوفر فى أن يكون لألمانيا الحق فى رفض مهاجرين تم تسجيلهم بالفعل فى دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبى لكن ميركل تعارض أى خطوة أحادية من جانبه يمكن أن تؤدى إلى التراجع عن سياسة الباب المفتوح التى انتهجتها منذ 2015 وتقوض سلطتها. كما ستمثل انتكاسة لنظام الحدود المفتوحة للاتحاد الأوروبى «شنجن» فى وقت تتعمق فيه الانقسامات داخل التكتل. وإذا عارض زيهوفر، الذى يتمتع بدعم حزبه، المستشارة الألمانية عن طريق فرض الخطة، فستضطر ميركل بشكل شبه مؤكد إلى فصله. كما يتردد الحديث عن احتمال انهيار الائتلاف المحافظ القائم منذ 70 عاما بين حزب الاتحاد الاجتماعى المسيحى وحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى الذى تنتمى إليه ميركل. ومن ثم، فإن ائتلاف ميركل، الذى يضم أيضا الحزب الديمقراطى الاشتراكى، سيفقد أغلبيته البرلمانية. وفى نغمة تصالحية، كتب زيهوفر فى عمود بصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج إن تماسك أوروبا وألمانيا على المحك. وطالب أعضاء الاتحاد الأوروبى ضمان حماية الحدود الخارجية للتكتل، وأن يوزعوا بالعدل الأشخاص المسموح لهم بالبقاء وإعادة أولئك الذين لا يسمح لهم بالبقاء سريعا.