اشتهرت مدينة «أخميم» بمحافظة سوهاج منذ العصر الفرعونى بصناعة المنسوجات اليدوية لندرتها و جودتها وجمالها وللحفاظ على هذه الصناعة من الاندثار سعت المحافظة بالتنسيق مع وزارة التعاون الدولى فى إنشاء مدينة للنساجين بحى الكوثر على مرحلتين منذ 23 عاما ورغم الملايين التى تم صرفها تعانى القريتان من انحدار مستواهما لسوء الخدمات المقدمة وغياب التسويق وغياب النظافة ..وطالب سكان القريتين بإقامة حضانة ومجمع استهلاكى ووسيلة مواصلات وتوفير الرعاية الصحية وضرورة وجود معرض دائم لتسويق المنتجات. وتجولت «الأهرام» لترى ما ألت إليه صناعة النسيج بأخميم تلك المدينة التى كان إنتاجها مصورا على القصور الملكية فى العصر الفرعونى وفى العصر الرومانى اشتهرت بالحرير القرمزى الذى اقتصر لبسه أيضا على الملوك والأباطرة . وفى قريتى النسيج الأولى والثانية حاولنا التعرف على حياة هؤلاء الصناع «الموهوبين» والصعوبات التى باتت تؤرقهم، فقالت إسلام حمدان إننى أعمل على النول منذ 4 أعوام لحبى لهذه المهنة وأتمنى كل الفتيات والشباب الباحثين عن عمل أن يأتوا للتدريب ليضعوا أنفسهم على أول الطريق لبداية مشروع جديد . وعبر محمود هاشم أقدم العاملين فى قرية النساجين الأولى الذى يعمل على النول الخاص به عبر عن تخوفه على مستقبل الصناعة وأنها باتت مهددة بالتوقف لعدم توافر الأقطان والمواد الخام. وتقول منى عبداللطيف أقوم بعمل الفرنشات الخاصة بالكوفرتات بكل مهارة منذ 3 سنوات وأتمنى أن أتوسع فى هذه المهنة وأحصل على نول خاص بى وأحاول أن أدرب بناتى على المهنة حتى يتقنوها. وقابلنا سعيد محمود الذى يعمل فى هذه المهنة منذ 45 عاما ويأتى من محافظة البحيرة لتدريب الفتيات بالقريتين على الأنوال باعتبارها مهنته التى يتمسك بها ويرغب فى التوسع فى تعليمها خوفا على اندثار تلك الصناعة خاصة أن أبناء محافظات الوجه البحرى لا يقبلون على تعليم هذه الحرفة وقد قام بالتدريب قبل ذلك فى محافظة الوادى موضحا أنها توفر فرص عمل تغنى عن فكرة السفر للعمل فى الخارج المسيطرة على أبناء الصعيد. واشتكى رامز نظير أحد الشباب بقرية النسيج الثانية ويعمل على نول هو وزوجته من ضيق المكان وغياب النظافة بالقرية وانتشار الطيور النافقة بجوار الوحدات السكنية التى يقيمون بها وعدم تغيير لمبات أعمدة الإنارة المعطلة مما يجعل الشوارع مظلمة تماما ليلا. وطالب سكان القريتين بإقامة حضانة ومجمع استهلاكى ووسيلة مواصلات آدمية، بالإضافة الى أن المركز الطبى بالقرية لا يوجد به طبيب بصفة دائمة وعدم قدرتهم على تسويق منتجاتهم بالشكل الذى يتناسب مع المنتجات وضرورة وجود معرض دائم لتسويق المنتجات. ومن النماذج الناجحة بقرية النساجين الأولى مؤسسة الفراعنة للتنمية و التطوير والتسويق لمنتجات أخميم اليدوية التى تسهم فى النهوض بهذه الصناعة فيقول محمد حمدان الدقيشى رئيس مجلس أمناء مؤسسة الفراعنة إن المؤسسة تم إشهارها عام 2013 بهدف تنمية المجتمع المحلى و تطوير هذه الحرفة وتسويق المنتجات على المستويين المحلى والدولى وتم إطلاق مبادرة تشغيل 1000 شاب وفتاة على هذه الصناعة من خلال ربط التعليم الصناعى بالعمل فى الحرف اليدوية خاصة المنسوجات اليدوية ومخاطبة المحافظين لتوفير أماكن لإقامة معارض بيع دائمة للتسويق وكانت الاستجابة من محافظاتالإسكندرية ودمياط والإسماعيلية والمنيا وبورسعيد وسوهاج وقد استطعنا إعادة الثقة بيننا وبين المستهلك من خلال الحفاظ على الجودة والاستمرار فى التصنيع بنفس الخامات عالية الجودة ونجح مشروع فراعنة أخميم فى غزو الأسواق العالمية فى عالم المفروشات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا والكويت والبحرين وإيطاليا وقبرص وموسكو ودبى مما أدى الى العمل على تطوير المنتجات من أغطية الأسرة والمفارش وأقمشة الستائر وتجهيز الفنادق والشال الحريمى والكليم اليدوى والفوط وذلك بالتعاون مع الصندوق الاجتماعى ومركز تحديث الصناعة ووزارة التضامن الاجتماعى وهيئة المعارض، مشيرا الى أن الدكتور أيمن عبداومن جانبه قال الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج إن الأنوال القديمة 150 نولا والجديدة 122 نولا وهناك بعض الوحدات المغلقة ولا تعمل وجار اتخاذ الإجراءات القانونية نحو استصدار قرار إخلاء إدارى لتلك الوحدات لتخصيصها مرة أخرى للنوالين الجادين فى مهنة النسيج اليدوى لافتا الى أن المحافظة تقوم بإزالة العقبات أمام النساجين عن طريق تيسير قروض متناهية الصغر من خلال برنامج «مشروع» وكذلك تم التنسيق مع الجمعيات المتخصصة مثل مؤسسة الفراعنة وتم منح النساجين قروضا صغيرة لشراء المواد الأولية للصناعة دون تعثر كما تم تيسير دخول النساجين الأسواق المحلية والدولية التى تقيمها المحافظة مثل معرض «صنع فى سوهاج» وكان آخرها المعرض الثالث الذى أقيم مؤخرا فى مؤسسة الأهرام الصحفية بالقاهرة بالتنسيق مع الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة . من جانبه قال أحمد محمد محمود رئيس حى الكوثر إنه بالنسبة للمرحلة الأولى عدد الوحدات المشغولة 148 وحدة نسيج بالإضافة الى وحدة تقوم بتشغيلها جمعية تنمية المجتمع بحى (قرية النساجين) و معرض للجمعية ووحدة يقوم بتشغيلها مركز تدريب النساجين ويبلغ عدد سكان الأنوال نحو 1000 نسمة تقريبا وعدد الوحدات التى تعمل 79 نولا وهناك عدد 71 نولا ما بين مغلق ولا يعمل فى الغرض المخصص له .. أما المرحلة الثانية بها 122 وحدة نول تم حجزها بالكامل وتم تمليك 56 نولا منها و66 عن طريق الأقساط لمدة 20 عاما ويبلغ عدد الأنوال التى تعمل 37 نولا و85 نولا ما بين مغلق ولا يعمل فى الغرض المخصص له.