* العاصمة الإدارية هى «الأشهر» فى مدن الجيل الرابع..لكنها واحدة من 14 مدينة على ذات المستوى شهدت مصر فى الأعوام القليلة الماضية - ولا تزال - طفرة عمرانية غير مسبوقة فى الصحراء لبناء مجتمعات عمرانية حضارية ومتقدمة جدا، ليتحول هذا الحلم الى واقع تراه العين. لرصد هذا الواقع تحاورنا مع المهندس عبد المطلب ممدوح عمارة نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتنمية وتطوير المدن. سألناه فى البداية عن المدن الجديدة فى مصر وكيف بدأت ؟ قال: كانت بداية الفكرة إبان عهد الرئيس الراحل أنور السادات عندما قرر بعد انتصارات 1973 المجيدة إقامة 10 تجمعات جديدة فى الصحراء وأرسل بعض المسئولين الى فرنسا لمشاهدة التجمعات العمرانية حول باريس، ودراسة نقل التجربة - الجديدة وقتذاك الى مصر. وتم ذلك فعلا مع اختلاف أن تجمعاتنا كانت أكبر بكثير مما كانت حول باريس. لتظهر التجمعات فى شكلها الأولى ، وواجهت الفكرة عند إعلانها معارضة قوية من الكثيرين، لكن الواقع الآن يشهد بأن لدينا الآن 23 مدينة مقسمة على 3 أجيال يسكنها فعليا أكثر من 7 ملايين مواطن، ولنا أن نتخيل الوضع بدون إعادة توزيع كل تلك الملايين فى المدن الجديدة. هل اقتصر دورنا على نقل التجربة من الخارج؟ من غير الممكن أن يكون هذا الحجم من العمل بلا رؤية أو أهداف، فهذه المدن لها أبعاد مهمة للغاية على عدة مستويات اجتماعيًا واقتصاديا وعمرانيا، فقد أسهمت فى استيعاب الزيادة السكانية للحضر وتقليل تيارات الهجرة وزيادة تدفق رءوس الأموال وجذب المستثمرين الى المناطق الجديدة، وتلبية الطلب المتزايد على الأراضى المرفقة واستغلال الموارد الطبيعية، وزيادة معدلات التشغيل وتوفير فرص عمل لارتباط كثير منها بقطاع الاستثمار العقاري، ومضاعفة الرقعة المعمورة بالدولة، وتوزيع النمو العمرانى بشكل أكثر توازنا عبر الأراضى الصحراوية الشاسعة، وحماية الأراضى الزراعية من الزحف العمرانى الذى كان يقضى على آلاف الأفدنة منها كل عام. وماذا عن مشكلات المدن الحالية؟ لا ننكر أن هناك بعض السلبيات وهى أمر لابد منه مادامت عجلة العمل تدور، لكننا نعمل على التقييم الدورى لتجربتنا لتلافيها ونحل المشكلات بالتدريج عن طريق ضخ مزيد من الاستثمارات لإقامة الخدمات بجميع أنواعها وزيادة الربط بين المدن المقامة والمدن التوأمية التابعة لها, كما نتلافاها فى مدن الجيل الرابع. م. عبدالمطلب ممدوح فى حوار مع الأهرام
الجيل الرابع متى بدأ العمل فى الجيل الرابع من المدن الجديدة؟ قال:الجيل الأول مثل مدينتى 6 أكتوبر و15 مايو والثانى الشروق وبدر والثالث زايد ودمياط الجديدة، وجميع هذه المدن يسكنها 7 ملايين نسمة، أما الجيل الرابع فبدأ فى أبريل 2016 مع بداية العمل فى العاصمة الإدارية الجديدة .. فقبل هذا التاريخ لم يكن موجودا أى شيء فى موقعها عدا الرمال والصخور والآن يوجد بها 20 حيًا سكنيًا كاملًا كل منها به 26 ألف وحدة سكنية كاملة المرافق و10 مدارس. والجديد فى الجيل الرابع أننا من قبل كنا نبنى الإسكان وننتظر المرافق وتظل الوحدات شاغرة لفترات طويلة فى انتظار ساكنيها، أما الآن فالمرافق تسبق الإسكان والمساكن لا تقام إلا بعد توصيل جميع الخدمات، حتى لا نهدر المال ونهدم ما بنيناه ونكلف المواطن مصروفات إضافية، وتلك هى سمات مدن الجيل الرابع، وعددها الآن يناهز 14 مدينة لنحقق جزءا غير قليل من خطة التنمية الشاملة 2030، وإعادة رسم خريطة السكان واستيعاب الزيادات الكبيرة بها وامتصاص جزء من التكدس السكانى فى المدن القائمة، واستغلال الموارد الطبيعية وتوفير حافز لتدفق رءوس الأموال وجذب المستثمرين الى المناطق الجديدة بزيادة الأراضى المرفقة لإقامة المشروعات، ولا ننسى توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للمصريين الذين يبنون ويشيدون هذه المجتمعات الجديدة. لا محصل ولا كشاف ما أهم سمات جيل المدن الذكية؟ قال : يضم هذا الجيل بالإضافة إلى العاصمة الإدارية التى تأتى فى المرتبة رقم 12 للمدن الذكية على مستوى العالم أكتوبر الجديدة والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة وغرب أسيوط وغرب قنا، وجميعها لا يقل عرض الشوارع بها عن 35 مترا ويصل الى 124 مترًا لتلافى مشكلة ضيق الطرق، ومرافق هذه المدن جميعها ذكية.. فأى خدمة أو «عداد» موجود فى الوحدة أو فى العمارة يتم تسجيل قراءته بمركز الخدمة الرئيسى لتسهيل سداد المطالبات بأى وسيلة دفع ..كما تنتشر بها المساحات الخضراء والقطار السريع والمياه المعالجة ثلاثيا، كما نمنع أى تكسير داخل أو خارج المبانى لأننا نسلمها كاملة التشطيب والمرافق والخدمات، حتى الإنترنت، ووصلنا الى أدق التفاصيل ومنها تجميع المخلفات من المنازل بمنظومة آمنة. وتعد مدينة العلمين الجديدة - التى دشنها الرئيس السيسى أخيرًا - مثالا حيًا على ما نقوله ..حيث تعد طفرة غير مسبوقة ففيها كل أنواع الاسكان وكورنيش عام بطول 14 كيلومترا مفتوح للجميع وتم تنفيذ 4 كيلو من طوله، كما نبنى فيها أبراجًا على البحر بارتفاع 40 طابقا، وهو ما لم يحدث مثله حتى الآن على البحر فى مصر، كما نبنى بها مدينة ثقافية على مساحة 200 فدان وبها أوبرا وجامعة أهلية وفرع للأكاديمية البحرية. نريد مزيدا من التفاصيل عن هذه الأعمال؟ قال: نعمل فى كل مكان تقريبا، نبنى فى غرب أسيوط وغرب قنا، وهما مدينتان ذكيتان وتتمتعان بكل إمكانات الجيل ولا تقلان فى التطور عن أى منها، وكذا المنصورة الجديدة التى يوجد بها كورنيش مساوٍ لكورنيش العلمين، وهناك أيضا «المدينة المليونية» شرق بورسعيد ، التى تعتبر عمقا استراتيجيا وسياسيا وأمانا لنا شرق القناة بمساحة 15 ألف فدان ممتدة داخل سيناء، ولا ننسى أكتوبر الجديدة التى نبنى بها 43 ألف وحدة سكنية تستوعب 200 ألف نسمة، وهو ما كان يستغرق 10 سنوات فى الماضى بالتوازى مع توصيل المياه والغاز والتليفونات والطرق ووسائل النقل.
العمارة الخضراء هل لحماية البيئة نصيب فى كل هذا؟ بالطبع فنحن نفكر فى تنفيذ الحلول البيئية المتكاملة والعمارة الخضراء ومثال ذلك أحد أحياء أكتوبر الجديدة الذى سيصبح إن شاء الله - نموذجا للطاقة المتجددة بمياه رمادية وطاقة شمسية ومنازل معالجة ضد الحرارة لتوفير الطاقة المستخدمة فى التبريد أو التدفئة..مع استغلال الموارد الطبيعية من مخرات سيول وتدرج الارتفاعات فى المنطقة وبالإجمال نستغل كل معالم المنطقة ونوظفها بما يرشد الطاقة ويحمى البيئة ويحافظ على شكلها. وماذا عن توفير المياه لكل تلك التوسعات حتى لانجد أنفسنا أمام أزمة مياه؟ مددنا 3 خطوط مياه نقية من النيل الى أكتوبر قطر كل منها 2200 ملليمتر بطول 40 كيلومترا تنقل مليونا و600 ألف متر مكعب تم تنفيذ 400 ألف منها، ويجرى حاليا تنفيذ 400 ألف أخري.. كما مددنا مناطق الهرم وفيصل ب 200 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميا من خلال خطين أديا الى القضاء على مشكلة ضعف المياه.
المعالجة الثلاثية ماذا عن الصرف الصحي؟ محطات معالجة مياه الصرف الصحى ثلاثية، والمياه الخارجة منها منقاة صالحة لزراعة النباتات الخشبية والمثمرة بأمان تام وصالحة للشرب مباشرة.. لكن مراعاة للجانب النفسى فقط لا ندخلها ضمن مياه الشرب.
النقل الجماعي كيف نحمى المواطنين من استغلال السائقين؟ طرحنا مزايدة بين منتجى سيارات النقل الجماعى ، وفازت بها إحدى الشركات وتم بالفعل شراء وتوريد 150 أتوبيسا من أحد المصانع المحلية لتكون نواة جهاز نقل عام لسكان المدن الجديدة ومساعدتهم على الانتقال من والى منازلهم وأعمالهم.