رغم الطابع الروحي للدين عامة الا أن القران الكريم ينفي ان الله يريد للمؤمنين ان يقهروا بشريتهم المادية ويروضهم علي التجرد الروحي والزهد فيما تتعلق به فطرة الناس من متع الحياة الدنيا والطيبات من الرزق. واول مايتقرر من ذلك ابطال الاسلام للرهابنية التي عزلت الدين عن الحياة كما جاء في قول الله تعالي وقفينا بعيسي ابن مريم واتيناه الانجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ماكتبناها عليهم وتوضيحا لذلك يقول الدكتور سعيد اسماعيل علي استاذ اصول التربية بجامعة عين شمس في موسوعته التطور الحضاري للتربية الاسلامية ان عقيدة المسلم شيء لا يتوقف علي غيره ولا تبقي منه بقية وراء سره وجهره ولا ينقسم بين الدنيا والاخرة او بين الجسد والروح ولان هذه العقيدة توحد الانسان وتجعله مستقلا فقد اهتم الاسلام بالعمل ورتب علي الاعمال الصالحة, وفي نيف وخمسين اية من القران الكريم جعل الله الاجر العظيم ثواب الذين امنوا وعملوا الصالحات تطبيقا لقول الله سبحانه ا و من احسن قولا ممن دعا الي الله وعمل صالحا ولذلك فان عقيدة القران لا ترضي لنفسها ان تظل حبيسة الوجدان منفصلة عن الحياة معتزلة واقع المجتمع وقد تجلت في ايات القران قاعدة تربوية اساسية وهي انه كلما كان موضوع التفكير قائما علي الفهم والاقناع كان ايسر في تعلمه وهذا ماتبين من الايات التي تخاطب الناس كما جاء في قوله عز وجل ا ياايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتي تستانسوا وتسلموا علي اهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون.. فان لم تجدوا فيها احدا فلا تدخلوها حتي يؤذن لكم وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكي لكم ا.. وقد بين الله سبحانه انه اتخذ كل وسائل التربية ذات الاثر الحسن فقال تعالي ا ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل وكان الانسان اكثر شيء جدلا وقد اهاب الله بالمسلمين ان يدرسوا ما يسمعون ويتبعون مايرونه هدي ويجتنبون مايرونه باطلا فقال سبحانه ا الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه ومن المعالم والقواعد التي ارساها القرآن للتربية الخلقية الصدق وذلك في قوله تعالي ا وقولوا قولا سديدا والامانة كما قال سبحانه ايا أيها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم ا والوفاء بالعهود والعقود فقال عز وجل ا واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا ا الوفاء بالكيل والميزان لقوله تعالي افاوفوا الكيل والميزان ا والعدل لقوله سبحانه اان الله يامر بالعدل.. والتواضع واللطفب ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ا والا يثار ا ويؤثرون علي انفسهم ا والتيسير والتسامح لقوله تعالي وان كان ذو عسرة فنظرة الي ميسرة