في أول تعليق لها، أكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أمس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل دعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لزيارة بيونج يانج خلال قمتهما التاريخية في سنغافورة، مشيرة إلى أن ترامب تحدث عن «رفع العقوبات» عن بيونج يانج، وذلك في الوقت الذي أعرب فيه الرئيس الأمريكي في تغريدة له عن ارتياحه لتجنب العالم «كارثة نووية». وركزت الوكالة الكورية الشمالية في أول تقرير لها عن القمة على المكاسب التي حققتها ، مشيرة إلى أن اللقاء غير المسبوق يمهد ل»تحول جذري» في العلاقات الثنائية بين البلدين. وشددت الوكالة على أن كيم يعتبر أن إحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وتحقيق نزع السلاح النووي يتطلب من كلا البلدين التعهد بالامتناع عن الأنشطة العدائية لكي يفهم كل منهما الآخر. وعلق ترامب على إنجازه التاريخي في سلسلة من التغريدات على موقع تويتر، أكد فيها أن: «العالم خطا خطوة كبيرة إلى الوراء -مبتعدا- عن كارثة نووية محتملة، لا مزيد من عمليات إطلاق الصواريخ أو التجارب النووية أو الأبحاث! الرهائن عادوا إلى الوطن وهم مع عائلاتهم، شكرا أيها القائد كيم، يومنا سويا كان تاريخيا!». وتصدرت صورة المصافحة التاريخية بين كيم وترامب الصفحة الأولى لصحيفة «رودونج سينمون» الرسمية الكورية الشمالية، تحت عنوان»لقاء القرن يفتح عهدا جديدا في تاريخ العلاقات» بين البلدين العدوين. لكن بالرغم من الأصداء الإعلامية الهائلة للقمة، إلا أن نتائجها الملموسة، ولا سيما بشأن مسألة نزع السلاح النووي الجوهرية، تبقى موضع شك، فقد نددت صحيفة «سانكي» اليابانية المحافظة بما وصفته ب»استعراض من تليفزيون الواقع» وإعلان مشترك «بلا مضمون». وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن كيم تعهد مرة أخرى ب»نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية»، إلا أن هذه الصيغة لا تستجيب إطلاقا للمطالب التي تطرحها الولاياتالمتحدة منذ زمن طويل، مشترطة أن تكون عملية نزع سلاح كوريا الشمالية النووى «كاملة ويمكن التحقق منها ولا رجعة فيها». يأتي ذلك في الوقت الذي أعرب فيه إيستونوري أونوديرا وزير الدفاع الياباني عن قلقه إزاء خطة ترامب لوقف التدريبات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية والتي أعلن عنها خلال القمة. وأكد أن»التدريبات العسكرية بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية، والقوات الأمريكية في كوريا الجنوبية تلعب دورا مهما في أمن شرق آسيا.» وشدد على أن بلاده ستواصل الضغط على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي، مضيفا «نود أن نطلب من كوريا الشمالية إجراء تغييرات سياسية بطريقة واضحة». وعلى الرغم من أن حكومة سول والقيادة العسكرية الأمريكية في كوريا الجنوبية أكدتا أنه لم يتم إبلاغهما مسبقا بإعلان ترامب بهذا الشأن، إلا أن وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء نقلت عن المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية قوله إن وقف المناورات العسكرية المشتركة مع الولاياتالمتحدة قد يكون ضروريا لتسهيل المحادثات الخاصة بنزع سلاح كوريا الشمالية النووي. ويبدو أن قرار ترامب أثار غضبا داخليا في الولاياتالمتحدة، حيث أكد السيناتور الجمهوري لينزي جراهام أنه من «السخيف» أن تكون التكلفة هي السبب الذي دفع ترامب لوقف المناورات. وأضاف «نشر قوة هجومية في كوريا الجنوبية ليس عبئا على دافعي الضرائب الأمريكيين، إنه يجلب الاستقرار ويعد إنذارا للصين بأنه لا يمكنها السيطرة على المنطقة بأكملها».