النفس التي تشعر بالقلق والتوتر والضيق والملل واليأس والغم والهم من توافه الأمور، والقلب الذي تسكنه الأحقاد والضغائن والكراهية، لا يمكن لكليهما؛ النفس والقلب؛ أن يتخلصا من المتاعب والظلام الداخلي إلا بالمدد الإلهي، والذي لا يتأتى إلا من خلال الخشوع في الصلاة لله وتقوى الله في كل الأقوال والأفعال. نحن بالصلاة، نطرح خلف ظهورنا كل ما يقلقنا ويشعرنا بالهم والغم، لأننا بالصلاة، نكبر الله ونعظمه ونؤمن بأنه أكبر من كل الأمور التي تقلقنا وتشعرنا بالغضب أو الضيق، نحن نتوكل على الله ليتولانا برحمته وينور لنا طريقنا ويهدينا إلى صراطه المستقيم وهذا الرحاب الإلهى لا يمكن طرق بابه إلا بالخشوع في الصلاة والإيمان بكل كلمة ننطق بها في الصلاة في قلوبنا أولا، وفي أفعالنا وأقوالنا ثانيا، وهو ما يتضح في قول الله تعالى: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ". حالة التجرد والشعور بالطمأنينة، لا تتم إلا بالخشوع في الصلاة والسجود لله رب العالمين، لتتنزل علينا الرحمات والنور، وعندما يسجد الإنسان لعبادة الله، يستحق أن يمنحه الله الرحمة والسلام الداخلي، ويجعل الله له نورا يمشي به في الناس، ويهدى قلبه، وييسر طريقه، ويصلح بَالَهُ، ويطمئن نفسه، وينور بصيرته، ويؤتيه حكمة يسمو ويعلو بها عن توافه الأمور ومنغصات الحياة، وعندما يتطهر الإنسان داخليا؛ يشعر بالطمأنينة النفسية والرضا الروحي، ويمتلك حينها قلبا سليما لا يعرف طريقا للحقد والكره؛ لأنه يرضى بما قسمه الله له من رزق؛ سواء كان مالا أو جمالا أو أزواجا أو ذرية، وبذلك لا يشعر باليأس من روح الله؛ واليأس والقنوط من روح الله ومما قسمه الله لنا، يدفع البعض إلى الانتحار، ويدفع البعض الآخر إلى الفساد والطغيان وظلم الآخرين بالقول أو الفعل والدنيا في حقيقة الأمر لا تسحق أبدا كل هذا الصراع والاقتتال؛ لأنها مجرد مرحلة أو اختبارا في حياة الإنسان الحقيقية الآبدية في الآخرة. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;