إذا كنت من الراغبات في زيارة الأطفال الأيتام وتناول الإفطار معهم في أيام رمضان, فعليك قبل الإقدام علي هذه الخطوة معرفة ما يسعدهم لتحرصي عليه وما يزعجهم لتتجنبيه, حتي يتحقق الغرض من هذه الزيارة, وهو بلا شك إدخال البهجة إلي قلوبهم. ولأن كل مرحلة في عمر الطفل اليتيم لها ظروفها, كان لابد للتعرف عليها من لقاء إحدي أصحاب الخبرة وهي دينا سمير- رئيسة مجلس إدارة جمعية أملنا, التي ترعي مجموعة من البنات منذ ميلادهم وحتي أصبح عمرهن الآن حوالي عشر سنوات, التي أوضحت أن البنات عندما كن صغيرات لم يكن يفرق معهن حضور الزوار في أي وقت, فالرضيع أو الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة لا يزعجه دخول الزوار إلي حجرة نومه مثلا, أما عندما يكبر فيزعجه أن يشعر بأن الغرباء ينتهكون حريته ويعتدون علي خصوصياته, وهذا ما يحدث بشكل صارخ في يوم اليتيم, لذا نحن لانهتم بهذا اليوم حفاظا علي مشاعر الصغيرات. وقد ربينا بناتنا علي أن مكان اقامتهن هو بيتنا وأنا والمربيات أمهات وخالات, ولنا أصدقاء وجيران تربطهن بأبنائهم صداقة ويرون أن أبناء الجيران والأصدقاء وزميلات المدرسة يتمتعن بالخصوصية, وهم يشعرن بأن لهن حق مثلهم, ويزعجهن جدا حضور زوار بشكل جماعي, ويطلبن تجميع البنات للتعرف عليهن, وكل من يسألهن عن أسمائهن, ويطلبن التجول بالبيت ومشاهدة غرف نومهن من باب الاطمئنان) دون سابق معرفة. وفي رمضان يحضر البعض لتناول الإفطار مع البنات, ومنهم من يحضر لأول مرة, وهذا أيضا يسبب الضيق لهن, فكيف يجلسن لتناول الطعام مع أغراب؟.. ونحن نحاول إفهام البنات أن هؤلاء ضيوفنا وعلينا حسن استقبالهم, ولكن خبرة الصغيرات بالحياة لا تستوعب الموقف, لذلك يفضل عند زيارة الأطفال الأيتام بشكل عام, خاصة الذين وصلوا إلي درجة من الوعي والإدراك أن يكون عدد الزائرين- خاصة الراغبين في تناول الإفطار معهم- محدودا وأن يكون لهم سابق معرفة بالأطفال, حتي يشعروا بالألفة عند الجلوس معهم علي مائدة الطعام, لأنه عند حضور الزائر الذي لهم به سابق معرفة يسعدون به ويشعرون أنها بالفعل زيارة دافعها المحبة وليست بغرض الفرجة. أيضا يجب استئذان الأطفال قبل الحضور وليس مفاجأتهم, حتي يشعروا بأنهم في بيتهم وأن لهم الحق في استقبال ضيوفهم, فمن الأخطاء الشائعة تحديد الزائر لوقت الزيارة وفقا لما يراه وأيضا تحديد نوع التبرعات خاصة العينية, فأحيانا يحضر المتبرع أصنافا من الطعام يكون لدينا فائض منها في حين ينقصنا أصنافا أخري, أو يأتي بملابس لاتناسب مقاسات الأطفال أو احتياجاتهم, ونضطر للبحث عن دار أخري نتبادل معها ما قد يناسبها مما لدينا, وإن كان الفائض حاليا منعدما لنقص التبرعات خاصة بعد الثورة وانشغال الناس بما يجري من أحداث وانعكاسها علي الحالة الاقتصادية.