لا حديث يعلو الآن فوق سطو الإعلانات على المساحات المخصصة لدراما رمضان، والتي حرمت المشاهد من حقوقه على شاشات الفضائيات، وأدت إلى هجرة الجمهور لموقع "يوتيوب" من أجل رؤية المسلسل كاملًا دون فواصل إعلانية، إضافة إلى مشاركة الفنانين في الإعلانات في الوقت نفسه نشاهدهم في الأعمال التي تعرض، ففي الماضي كانت الإعلانات تصنع النجوم وتقدمهم لنا في المجال الفني أو الإعلامي، لماذا تخلت الإعلانات عن هذه الصناعة؟. لقد تفوقت الإعلانات على المساحة الزمنية لعرض المسلسل حتى وصل الفاصل الإعلاني إلى أكثر من 20 دقيقة، وصارت الأمور معكوسة تمامًا، مما جعل المشاهد يصاب بحالة من الملل والفتور، ويتجه صوب موقع "يوتيوب"، الذي يتيح رؤية المسلسل بدون إعلانات. وكان للإعلان الذي شارك فيه أحد مشاهير الدعاة صدى واسع لدى رجال الدين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وشنوا هجومًا عنيفًا عليه متهمينه باستغلال الدين في التربح والدعاية التسويقية. وللأسف الشديد هناك جمعيات خيرية ومستشفيات تقوم بجهود عظيمة يعرفها الجميع تحتاج إلى دعم وتبرع، لكنها تواجه عجز تدبير ميزانية للإعلانات والدعاية، على سبيل المثال لا الحصر مستشفى أبو الريش والدمرداش. لماذا لا يتم تطبيق المعايير العالمية في نسبة الإعلانات؟.. وهل أضحى "اليوتيوب" الرابح الأول من هجرة المشاهد للتليفزيون، خصوصا أنه يتمتع بمتابعة المشاهد للعمل الدرامي بشكل متواصل دون فواصل إعلانية واختيار التوقيت المناسب للمشاهد؟، وهل أصبحت مشاركة الفنان في الأعمال الدرامية والإعلانات في وقت واحد على حساب المشاهد؟. إذن نحن أمام غزو إعلاني لشاشات الفضائيات، ففي الوقت الذي تدعو فيه الإعلانات للتبرع للفقراء والمرضى، تدفع الجمعيات الخيرية والمستشفيات ملايين الجنيهات للفنانين المشاركين، وكذا أمام تناقض واضح في المجتمع، حيث تبرز الإعلانات حالة الفقر والمشكلات، وفي الوقت ذاته تدعو إلى الحصول على مسكن في أحد "الكمبوندات" التي يصل ثمنه إلى ملايين الجنيهات. من إيجابيات بعض إعلانات رمضان، تركيز الجمعيات الخيرية والمستشفيات في إعلاناتها على الغناء، عبر استخدام كلمات معبرة ومؤثرة في شكل نال إعجاب المشاهدين، وبخاصة إعلان مؤسسة مجدي يعقوب للقلب بأسوان، الذي يعتبر في تقديري الشخصي أفضل إعلان من حيث الإخراج والكلمات المنتقاة، التي استطاعت التأثير في المشاهد. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر;