قبل عشرة أعوام تقريباً كان الحصولُ على الصُّوَر والمقاطع المحرمة صعبا نوعاً ما، أمَّا الآن فبلمسةٍ خفيفةٍ على شاشة الجوال أو بضغطة زر على الحاسب الآلي تشاهد هذا حتى من دون برامج فك الحجب - أعاذنا الله وإياك - تذكر قول الله تبارك وتعالى: “ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ» . وفي خلوتك لا يغرنك صمتُ أعضائك، فإن لها يوماً تتكلم فيه، قال تعالى: «الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ». جميل أن ترتقي بما تنشر حيث يكون صحيحا، فأنت ترسل وغيرك يتداول، وما نشر عنك ستجده في صحيفتك فأحسن ما يسرك أن تراه. وويقول أحد من ابتلي بالنظر للحرام: سمعتُ خشخشةً في الباب، فبلغ قلبي حنجرتي، وانقطع نفَسي، فأغلقت جهازي، وفتحت الباب، فوجدتها هرَّة .. ألم يعلم هذا المسكين ان الله أقرب إليه من حبل الوريد، ليس بين الرجلِ وبين ما يُوصَلُ إليه من خِزيٍ في هاتفه الذكيِّ إلا جدار “مراقبة الله”. قال بعض السلف: لا تكن ولياً لله في الظاهر، عدواً لله في الباطن. وفي الوقت الذي نقول فيه: هذا زمانٌ الوصول فيه إلى الحرام أسهل من غيره.. يجب أن نقول: هذا زمانٌ القرب فيه من الله بترك الحرام أعظم من غيره! والتليفونات المحمولة مثل الصناديق إما: حسنات جاريه أو سيئات جاريه فضع فيها ما تشاء ان تجده في صحيفتك يوم القيامة، فخذوا حذركم من ذنوب الخلوات وخاصة مع التليفونات والكمبيوتر والتلفاز عند غياب الأهل والناس، فإنه يطعن في خاصرة الثبات. وعليكم بعبادة السر فإنك تقي بها النفس من نوازع الشهوات. فإذا أردت الثبات حتى الممات فعليك بالمراقبة في الخلوات. قال ابن القيم: ذنوب الخلوات سبب للانتكاسات، وعبادة الخلوات سبب للثبات. وكلَّما طيَّب العبد خلوته بينه وبين الله, طيَّب الله خلوته في القبر» . أما يوم القيامة؛ فعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علمت أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا. قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.