بعد 6 سنوات من نكسة يوينو 1967 وقع الزلزال العظيم يوم 6 أكتوبر عام 1973 الموافق 10 من رمضان عام 1393 هجرية ليزيل عبئا ثقيلا من نفوس العرب والمصريين وفي أجندتي 10 ملاحظات مازالت حية رغم عشرات السنين التي مضت وهي: 1- إنه لم يحدث في تاريخ الحروب أن نجحت أي قوات مسلحة علي طول التاريخ في إنجاز عملية عبور لقناة صناعية مجهزة هندسيا ومقام عليها قلاع دفاعية حصينة بمثل ما كانت عليه أوضاع قناة السويس وضفتها الشرقية. 2- إن المفاجأة الكبري في حرب أكتوبر لم تكن في خطة الخداع وسرية التحركات وإنما كانت في المقاتل المصري الذي أكد منذ الموجات الأولي للعبور أنه جري تأهيله نفسيا ومعنويا لخيارين لا ثالث لهما إما النصر أو الشهادة. 3- إن حرب الاستنزاف كانت ركيزة الإعداد الجيد حيث أخرجت مصر وقواتها المسلحة من يأس الهزيمة إلي آمال النصر وآفاقه الممكنة. 4- إن المعلومات الدقيقة التي وفرتها أجهزة الاستخبارات المصرية للقيادة العسكرية كانت هي السلاح الأشد فتكا في كل ساحات المواجهة. 5- إن الآلام القاسية التي عايشناها من مرارة نكسة يونيو 1967 هي التي صنعت كراسة الدروس المستفادة عند بدء إعادة النظر في البناء الجديد للقوات المسلحة بدءا من 10 يونيو 1967. 6- إن الحرب ليست جرأة وشجاعة وحماسة يمكن أن تنقلب إلي مغامرة طائشة وإنما الحرب حسابات علمية وواقعية بالغة الدقة لضمان بلوغ النصر في نهاية المطاف. 7- إن التجهيز العسكري يحتاج إلي عقلانية السياسة لفهم الظروف المحيطة بالصراع إقليميا ودوليا. 8-إن الضربة الجوية الأولي علي الجبهة المصرية وتزامنها مع بدء الهجوم السوري في الجولان كان عنصرا حاسما في صنع المفاجأة. 9- إن امتلاك المبادأة لأول مرة في الحروب مع إسرائيل يرجع إلي دقة التخطيط في معركة الأسلحة المشتركة التي تناغمت مع بعضها كفرقة موسيقية لا تعرف النشاز. 10- إن الشعب كان ظهيرا قويا خلف قواته المسلحة. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله