كشرت الولاياتالمتحدة عن أنيابها فى وجه إيران، وتوعدتها بأقسى عقوبات فى التاريخ، وحددت 12 مطلبا لتنفيذها، من بينها الانسحاب الكامل من سوريا، ووقف دعم وتمويل الإرهاب، إذا أرادت الإفلات من تلك العقوبات، وذلك وفقا لملامح الإستراتيجية الأمريكية الجديدة التى أعلنها وزير الخارجية، مايك بومبيو أمس، للتعامل مع إيران فى مرحلة ما بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى. وتضمنت الشروط 12 بندا سبق أن رفضتها إيران، من بينها وقف تخصيب اليورانيوم، وفتح جميع مواقعها النووية للتفتيش، وإفصاح طهران عن كل جهودها السابقة لبناء قدرات نووية، والتوقف عن أنشطتها فى أنحاء الشرق الأوسط التى شكلت تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها، والقيام بالانسحاب الكامل من سوريا، ووقف تسليح حزب الله والحوثيين، ووقف تهديداتها لإسرائيل. وقال بومبيو إن إيران «خدعت العالم» بالاتفاق النووى الذى تم التوقيع عليه عام 2015 مع القوى الكبرى، مؤكدا أن هذا الاتفاق وضع العالم على حافة الخطر بسبب ثغراته، وكان بداية لغزو إيران للمنطقة بحسب تعبيره مشيرا إلى أن الاتفاق لم يتطرق على سبيل المثال للبرنامج الصاروخى الإيراني. وأضاف أن وزارته سترسل مجموعات من المختصين لدول العالم لشرح سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن طهران. وعن الدور الإيرانى التخريبى فى المنطقة، وصف بومبيو إيران بأنها أكبر راع للإرهاب الدولي، لافتا إلى أنها وفرت ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة وقادته، وقال: «لقد أنفقت إيران أموالها لإراقة الدماء فى الشرق الأوسط، وأشعلت حروبا فى المنطقة عبر وكلائها، فغذت العنف فى سوريا، وسلحت حزب الله، وقدم الحرس الثورى الصواريخ للحوثيين لتهديد السعودية»، مبينا أن النظام الإيرانى يحاول حاليا الوصول للبحر المتوسط. وأضاف بومبيو بلهجة حادة: «سنفرض ضغطا غير مسبوق على إيران ماليا»، ووصفه بأنه «أقسى العقوبات فى التاريخ»، وأنه «على إيران أن تختار بين إرسال قواتها للخارج أو تدمير اقتصادها»، وشدد على أن الشركات الأوروبية التى تتعامل مع إيران عليها أن تتحمل مسئولياتها. منوها بأنه: «إذا لم تغير إيران مسارها فسوف تزداد حدة العقوبات». وتناول بومبيو الوضع الداخلى الإيرانى فى أكثر من سياق، فقال إن الرئيس الإيرانى، حسن روحانى ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف مسئولان عن المعاناة الاقتصادية للشعب الإيراني، وقال:«يجب أن تحسن إيران معاملة مواطنيها وتكف عن تبديد ثروتها فى الخارج»، مضيفا أن المظاهرات الأخيرة فى عدة مدن إيرانية توضح أن الشعب الإيرانى غاضب من نظامه. وتساءل بومبيو مستنكرا : «هل الشعب الإيرانى يرضى أن يكون مع حزب الله والحوثيين وحماس؟».