فى ختام القمة الإفريقية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات «سايفاى إفريقيا 2018» التى استضافتها مدينة طنجة المغربية تحت رعاية الملك محمد السادس، طالب الخبراء بضرورة الإسراع فى تبنى إستراتيجية إفريقية شاملة لمكافحة التطرف والعنف على الإنترنت، بعد رصد دور واضح للتكنولوجيا فى صعود التطرف فى قارتى إفريقيا وآسيا، خاصة مع الهواتف النقالة التى تدعم التشفير، حيث يسهل على الإرهابيين تجنب كشفهم، كما أنهم يستعينون بها لتنسيق أنشطتهم بالإضافة إلى وسائط التواصل الاجتماعى التى تعتبر أرضية خصبة للمتعصبين، وتحقيق أعلى معدلات زيادة فى الاستخدام العالمي، بعد أن وصل عدد مستخدمى الإنترنت بالقارة السمراء إلى 435 مليون مستخدم. من جانبه، أكد أشرف إبراهيم، سفير مصر فى المغرب أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التى اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر2015، قد اعترفت لأول مرة بالدور الأساسى للثقافة كمحرك للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية المستدامة، وقد أتاحت تكنولوجيا المعلومات الفرصة للدول والشعوب الإفريقية المشاركة فى صناعات الثقافة والإبداع التى تعد من الصناعات الأسرع نموا فى العالم، حيث تمثل 30 مليون وظيفة حول العالم، بينما زادت التجارة العالمية فى السلع الإبداعية إلى أكثر من الضعف بين عامى 2004 و2013، ويساهم الاقتصاد الإبداعى الآن فى 6.1% من الاقتصاد العالمي، وهو ما يمثل 4.3 تريليون دولار أمريكى سنويا، ويقوم عليه أشخاص أعمارهم ما بين 15 إلى 29 عاما. وقال إلياس العماري، رئيس مجلس جهة طنجةتطوان، إن التكنولوجيا أهم ركيزة من ركائز تحقيق التنمية المستدامة التى تتطلع القارة الإفريقية إلى تحقيقه، وهو ما يتطلب توحيد جميع الجهود للخروج برؤية شاملة تسهم فى تأسيس مجتمع رقمى للقارة. وأضاف أن الدول الإفريقية ليست بعيدة عن التطورات التكنولوجية، بل أطلقت حزمة من المبادرات، وهو ما انعكس إيجابيا على أداء القطاع التكنولوجى خلال السنوات الخمس الماضية بتحقيق معدلات نمو قياسية على وقع انتشار الهواتف النقالة وزيادة مستويات التبادل التجارى والاستثمارات البينية المشتركة، وحققت مبادرة شبكة واحدة نجاحا كبيرا وسجل عدد مراكز التكنولوجيا فى إفريقيا ارتفاعا كبيرا ليصل إلى مستوى يبلغ 314 مركزا تكنولوجيا فى 93 مدينة فى 42 دولة بالقارة. وكشف المؤتمر أن القارة الإفريقية هى الأسرع نموا على مستوى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شهدت القارة السمراء نموا قياسيا هو الأعلى عالميا بواقع 809.9 % فى أعداد المستخدمين خلال الفترة من 2010 وحتى 2017 لمواقع التواصل الاجتماعي، وبلغ عدد مستخدمى شبكة «فيسبوك» وحدها 160.2 مليون مستخدم. وحققت الدول العربية نموا قياسيا فى الإقبال على منصات التجارة الإلكترونية، حيث زادت نسبة الإقبال فى السوق المصرى بمتوسط مرجح يبلغ 8.8%، وبلغ حجم سوق التجارة الإلكترونية فى المغرب 1.4 مليار درهم، نتيجة ارتفاع عدد مستخدمى بطاقات الائتمان إلى مستوى 9.6 مليون مستخدم فى المملكة، مع تصدر دبى للدول العربية فى استخدام تقنيات المدن الذكية، وفقا لبيانات العام الماضي.