اللغة هى مرآة المجتمع، تعكس صيغ الأخذ والعطاء بغية معرفة منطق الإيحاء اللفظى لظاهرة التفاهم. وفى الوقت ذاته هى تلك الأداة التى يتسلح بها الفرد للدفاع عنِ نفسه وإيصال فكرته فاللغة هى مصدرها ونبع وجودها، تصنعها مبادئ التدوين والمشافهة التى عمادها وسائل الإعلام وما يبرزه الفكر التنويرى من نتاجات فى علم اللغة الكوني. اللغة العربية هى أم اللغات جميعا وأن اللغات هى بمثابة أبناء لها وأحفاد لها, وهى لغة آدم عليه السلام ولغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة.. اللغة العربيّة هى أقدم لغة حيّة على وجه الأرض، وبدأ ينشطر من اللغة العربية اللسان السريانى الذى اشتقت منه ألسنة أخرى وبدأت هذه الألسنة بتكوين لهجات أخرى كما حدث عندنا كبلاد عربية هناك أكثر من 20 لهجة وأثبت بالدليل القاطع أن اللغة اليابانية هى حفيد ثالث للغة العربية لأن النظام النحوى شبيه باللغة العربية وعندما كان الأسطول الحميرى اليمنى مسيطرا على بحر اليابان فى وقت الدولة الحميرية اليمنية.. أيضا لغات الهنود الحمر الموجودة فى امريكا اللاتينية يوجد بها كلمات وجينات وراثية لغوية منحدرة من اللغة العربية. والآن اللغة العربية بعد ميلاد هذا العالم أصبحت رقم 2 بعد اللغة الصينية بعد أن تم إحصاء 1002 لغة 400 منها ماتت بالفعل واللغات الحية الآن 602 لغة .. اللغات مثل أى كائن حى تولد وتمر بمراحل نمو مثل الإنسان تماما (مرحلة الصبا والشباب والشيخوخة والضعف ثم الاعوجاج ) ثم تموت.. على سبيل المثال اللغة اللاتينية ماتت وفى الهند وحدها ماتت 40 لغة وآخر لغة أعلن عن وفاتها فى جامعة لندن هى اللغة النوبية فى مصر والجدير بالذكر أن اللغات الآن تموت بمعدل لغة واحدة كل أسبوع والعالم المتحضر فى الغرب يبحثون عن ماهى اللغة التى ستبقى فى نهاية هذا القرن وبالدليل العلمى وليس الدينى أن اللغة العربية هى اللغة الباقية لأنها لغة القرآن. تحتل اللغة العربية المركز الرابع من حيث عدد الناس الذين يتكلمون بها (467) مليونا وعدد الدول العربية 22 دولة عربية وهناك 60 دولة فى العالم من آسيا وافريقيا تتكلم العربية, مثل بعض القبائل فى تشاد ومالى والكاميرون. وتسمى اللغة العربية لغة القرآن ولغة الضاد. والحركة أو التشكيل فى الكلمة تؤدى لتغير المعني, واللغة العربية من اللغات القلائل التى تكتب من اليمين إلى اليسار إلى جانب اللغة الفارسية والعبرية, وتوجد عدة لغات تكتب بالحرف العربى مثل الفارسية - الملايو - الكردية - الأردية . اللغة الرسمية فى مالطا (المالطية) مشتقة من اللغة العربية، تكتب بحروف لاتينية وتشبه كثيراً لهجة سكان شمال إفريقيا (تونس، الجزائر، المغرب). واللغة العربيّة ثرية جدًّا، بل هى أثرى لغة عُرفت فى الأرض. وفى العصر الحديث بذل أعداء الأمة جهودا جبارة لمقاومة انتشار اللغة العربية حيث جاء اللورد كرومر المعتمد البريطانى فى مصر إبَّان احتلال بريطانيا لمصر وأراد أن يضرب الأزهر والمدارس الدينية، فماذا فعل؟ لم يغلقها حتى لا يثير الناس، ولكنه أنشأ مدارس علمانية بجوار الأزهر تكون الإنجليزية هى لغتها الأساسية، ثمَّ فتح لخريجى هذه المدارس فرص عمل فى البلد بأجور أعلى من فرص العمل المتاحة لأبناء الأزهر والمدارس الدينية، ومن ثَمَّ توجه الناس لإدخال أبنائهم مدارس اللغات بحثًا عن فرص عمل أفضل، وزهد الناس فى الأزهر، وزهدوا فى اللغة العربية. قالوا: إذا أردت قتل شعب ما فعليك أولاً أن تقتل فيه اللغة لأن اللغة هى عنوان الهوية والرابط الذى يربط حاضرها بماضيها. لمزيد من مقالات جمال الباسوسى