فى رد فعل غاضب وعنيف على الموقف الأمريكي، أحرق نواب إيرانيون أمس علما أمريكيا ونسخة رمزية من الاتفاق النووى على منصة مجلس الشورى، وسط هتاف»الموت لأمريكا»، وذلك صباح اليوم التالى لإعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي. وبثت وسائل إعلام إيرانية فيديو يظهر نائبا يحمل علما أمريكيا ورقيا ويحرقه، ثم ينضم إليه النائب المحافظ مجتبى ذو النور ويحرق نسخة من الاتفاق النووى ويصيح»أحرقنا الاتفاق النووي».وانضم إليهما عشرات النواب هاتفين «الموت لأمريكا»، وفق صور بثها موقع التليفزيون الحكومى الإيراني. ومن المقرر أن يصوت البرلمان الإيرانى على مشروع قرار يدعو الحكومة إلى رد «متناسب ومتبادل»على الانسحاب الأمريكي. ومن ناحيته، وصف القائد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله على خامنئى إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى بأنه»سخيف وسطحي». وأوضح على موقعه الإلكترونى «سمعتم الليلة الماضية رئيس أمريكا يدلى بتصريحات سخيفة وسطحية. لقد كذب أكثر من عشر مرات فى تصريحاته وهدد النظام والشعب قائلا سأفعل هذا وذاك. يا سيد ترامب أقول لك بالنيابة عن الشعب الإيراني: لقد ارتكبت خطأ». يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الرئيس الإيرانى حسن روحانى أن طهرن تريد التفاوض مع بقية الدول الأطراف فى الاتفاق، لكنها لن تتوانى عن استئناف تخصيب اليورانيوم فى حالة فشل هذه المفاوضات. وشدد روحانى فى خطاب بثه التلفزيون الرسمى على أنه «اعتبارا من هذه اللحظة فإن الاتفاق النووى هو بين إيران وخمس دول». ووصف قرار نظيره الأمريكى بأنه «حرب نفسية وضغط اقتصادي»، وأن بلاده لن تسمح لترامب بالانتصار. وأكد أنه أصدر تعليماته إلى وزارة الخارجية لإجراء مفاوضات خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع الدول الأوروبية و»الدولتين العظميين الأخريين أى الصين وروسيا»، على حد تعبيره. وأكد أنه»إذا وجدنا فى نهاية هذه المهلة القصيرة أنه عبر التعاون مع هذه الدول الخمس يمكن ضمان مصالح الشعب الإيراني، على الرغم من الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني، عندها سيبقى الاتفاق النووى ساريا وسيكون بمقدورنا العمل فى سبيل السلام والأمن فى المنطقة والعالم». وأضاف «أما إذا لم يتم تأمين مصالحنا فعندها سأخاطب الشعب وسأبلغه بالقرارات التى ستتخذها السلطة»، وحذر من استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم التى وضعت طهران حدا لها إثر إبرام الاتفاق النووي. وأوضح «لقد أصدرت تعليمات إلى الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية للقيام بما هو ضروري، بحيث نستأنف التخصيب الصناعى اللامحدود إذا لزم الأمر». وفى الوقت ذاته، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن عبد الرحيم موسوى قائد الجيش الإيرانى قوله إن أكبر ضرر تسبب فيه الاتفاق النووى هو الجلوس إلى طاولة التفاوض جنبا إلى جنب مع الولاياتالمتحدة وإضفاء الشرعية على واشنطن. أما على لاريجانى رئيس البرلمان فاعتبر أن الانسحاب انتهاك للاتفاق ومن شأنه أن يعزل الولاياتالمتحدة. ومن ناحيتها، أجمعت الصحف الإيرانية على التنديد بقرار ترامب الانسحاب، لكن مواقفها تباينت بين الصحف الإصلاحية التى طالبت باستمرار الاتفاق والمحافظة التى دعت إلى رد أكثر تشددا.