فى بريدى رسائل كثيرة تسعى لاستجلاء الحقيقة حول ما يسمى «صفقة القرن» لحل المشكلة الفلسطينية وقد لفت نظرى فى معظم هذه الرسائل أن هاجس الخوف يتغلب على دافع الاستفسار ولأننى بكل الصدق والأمانة لا أملك معلومات دقيقة ومحددة حول مضمون هذه الصفقة أكثر مما يتطاير فى الهواء كبالونات اختبار فسوف أقصر حديثى حول هاجس المخاوف بشأن ما يعتقده البعض عن وجود خفايا وألغاز مقلقة! والحقيقة أن إبداء المخاوف من أى شيء مجهول هو علامة من علامات نضوج الوعى ولكن الخطر هو فى الاستسلام لهذه المخاوف دون تيقن من صحتها خصوصا أن سجل الموقف المصرى تحديدا وعلى طول تاريخ القضية يؤكد أنها لا يمكن أن تشارك أو أن تبارك أى جهد دولى يبتعد قيد أنملة عن سقف المرجعيات الأساسية التى استند إليها العالم العربى فى اعتماد السلام خيارا استراتيجيا. وأظن أنه عندما قال الرئيس السيسى للرئيس ترامب إن مصر ستؤيد جهوده لإنجاز صفقة القرن فإنه كان يجدد تأكيد ثبات الموقف المصرى ويبارك ويؤيد أى جهد دولى يستهدف الإبقاء على بصيص من الأمل فى عملية السلام خصوصا إذا كان جهدا مؤثرا يرتكز إلى رؤية رئيس الدولة الأعظم وبصرف النظر عما إذا كنا سنتفق مع بعض جوانب هذه الرؤية أو أن نتحفظ على البعض الآخر فيها بعد طرحها وقراءة كامل بنودها.. ومعنى ذلك أنه من السابق لأوانه القول بالتفاؤل أو التشاؤم قبل عرض كل التفاصيل ومعرفة مدى استعداد إسرائيل لدفع الاستحقاقات الواجبة فى فاتورة السلام. وليس يخالجنى أدنى شك فى أن حرص مصر على المرونة والعقلانية فى التعامل مع هذه القضية لا يمكن أن يتعارض مع ثوابت لها زخمها السياسى والإنسانى والثقافى والدينى فى الضمير المصرى وفى مقدمة هذه الثوابت عدم التفريط فى ذرة واحدة من تراب مصر وهو ما يحصن الموقف المصرى من أى حلول منقوصة أو أى تسويات هشة! خير الكلام: كلما طالت أعمارنا زادت همومنا! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله