شهد محيط وزارة التربية والتعليم، تجمع العشرات من أولياء أمور المدارس الرسمية للغات «التجريبية» صباح أمس، اعتراضا على النظام الجديد للتعليم والذى يقضى بدراسة مواد العلوم والرياضيات باللغة العربية فى المرحلة الابتدائية. وقد قامت قوات الأمن بالوزارة باستدعاء الشرطة النسائية للتعامل مع المشاركات فى الوقفة من امهات التلاميذ، فيما تجمعت قوات الأمن أمام البوابة الرئيسية للوزارة لتأمين الوزارة من الخارج. وكان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى قد أعلن أن القرار سوف يطبق على طلاب رياض الأطفال من العام المقبل، مع بقاء نظام اللغات على الطلاب من الصف الثانى الابتدائي. وطالب أولياء الأمور بالمساواة بالمدارس الدولية فيما يتعلق بالنظام الجديد للتعليم، مؤكدين أن تعريب الدراسة يؤثر على مستوى الطلاب، خاصة أن فئة كبيرة من أولياء الأمور ليست لديهم القدرة على إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة لغات، فيما دخلت طفلة تشارك فى الوقفة مع والدتها فى حالة بكاء، مرددة: «عايزة أتعلم لغات». وقال محمد السماحى أحد أولياء الأمور، إن سعى الوزارة إلى توحيد نظم التعليم شيء إيجابى ولكن مسألة تعريب الدراسة فى المدارس التجريبية من رياض الأطفال وحتى السادس الابتدائى قرار فى غير محله. من جهتها حاولت الوزارة امتصاص غضبة اولياء الامور وتوضيح حقائق النظام الجديد فيما يتعلق بإلغاء التجريبيات «الرسمية»، حيث رد احمد خيرى المتحدث الاعلامى باسم الوزارة على الاتهام بأن (إلغاء اللغات) فى (المدارس الحكومية) فقط دون غيرها يصب فى صالح وجيوب أصحاب المدارس الخاصة موضحا أن الأرقام لا تكذب حيث أن لدى وزارة التربية والتعليم نحو 55 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية منها نحو 47 ألف مدرسة (حكومى عربي) ونحو 7 آلاف مدرسة (خاصة ودولية) ونحو (850) مدرسة ( رسمية لغات- تجريبية سابقا) .. وهذه الأخيرة مناط التساؤلات الحالية .. يعنى هذا أنه لا توجد مشكلة فى تطوير نحو 90% من المدارس المصرية وتحسين منتجها (الطالب) الذى نشكو جميعا من مستواه ومستوى التعليم المقدم له حاليا والمعتمد على الحفظ وليس الفهم فضلا عن مأساة الدروس الخصوصية. وأوضح خيرى أيضا أن إطار المرحلة التعليمية الذى نتحدث عنه هو تلاميذ ثلاثة صفوف فقط (رياض الأطفال 1- رياض الأطفال 2-الصف الأول الابتدائي) من هذه المدارس الرسمية والرسمية المتميزة ، مؤكدا أن ما سيحدث بهذه المدارس ليس (إلغاء) للغات أو (تعريبا) كما سماه البعض وإنما ستظل اللغة الإنجليزية موجودة وكذلك العلوم والرياضيات ولكن ضمن كتاب أو (محتوى تعليمي) موحد ومعد وفقا لمعايير الجودة العالمية. وبوضوح شديد أكد المتحدث باسم الوزارة أن المدارس الخاصة (ملزمة) أيضا بالنظام الجديد وبتدريس (المحتوي) المقرر ولكن باللغة المعتمدة لديها سواء انجليزية أو فرنسية أو ألمانية أو غيرها ، مشددا على ثقته بأن التجربة بعد تنفيذها ستجتذب أولياء الأمور إلى المدارس الحكومية. وأكد خيرى أن هناك (معايير عالمية) يطالبنا بها الدستور ونسعى لتطبيقها بعد تأكيد الدراسات أن الطفل فى سنواته الأولى لابد أن يدرس العلوم والرياضيات بلغته الأم وأن كل الدول التى طبقت غير ذلك تراجعت عنه بعد ثبوت فشله وبعد أن ظل ترتيب مصر متأخرا تعليميا فى جميع التصنيفات العالمية! وحول اتهام أولياء الأمور للنظام الجديد بأنه (سيؤدى للظلم والتفرقة بين أطفال الأسرة الواحدة) التى درس أحد أبنائها بالرسميات لغات بينما الآخر سيدرس بالعربى .. اوضح خيرى أن التجربة ستثبت أن الطفل الأخير سيكون أكثر حظا واستمتاعا بالتعلم من أخيه السابق، متوجها بسؤال مباشر لأولياء الأمور: هل أنتم راضون صراحة عن مستوى فهم واستيعاب أبنائكم وعن ضغط المناهج والدروس الخصوصية الملقى على عاتقهم وعاتقكم؟ .. ولماذا عندما نضع نظاما يخفف من ذلك ويجعل التعلم ممتعا يواجه بمثل هذه المقاومة؟.. لافتا إلى أن الوزارة نزولا على رغبة أولياء الأمور قررت تأجيل تنفيذ النظام الجديد بالرسميات هذا العام 2018 على أن يبدأ العام المقبل 2019 لإعطاء الفرصة لهم للتعرف على النظام الجديد ورؤية إيجابياته.