"احترامي لنفسي دفعني لاتخاذ القرار".. أحمد مرتضى منصور يعلن انسحابه من سباق انتخابات مجلس النواب    قدرة الردع والانتخابات البرلمانية والجبهة الداخلية    وزير المالية يعلن تفاصيل الحزمة الثانية للتسهيلات الضريبية    وزير الخارجية التركي يحذر: "اتساع الحرب في أوكرانيا أصبح مخيفًا"    العراق يفوز علي البحرين 2-1 في مستهل مشوارهما بكأس العرب 2025    الخارجية السورية: وفد سفراء مجلس الأمن يزور دمشق    بعد وفاة لاعب السباحة في بطولة القاهرة، أسباب إغماء السباحين داخل الماء    أوسكار رويز يعقد اجتماعا فنيا مع الحكام لمراجعة بعض الحالات    بالصور.. انهيار عقار مكون من 4 طوابق دون وقوع خسائر في الأرواح بأسوان    هيئة البريد تصدر طابعا تذكاريا بمناسبة مرور 130 عامًا على تأسيس دار الإفتاء    رئيس تحرير بوابة الأهرام: جولة الإعادة رسالة قوية بعدم التسامح مع التجاوزات    الصحة تحذر من حقنة هتلر: قد تؤدي للوفاة (فيديو)    القبض على 4 أشخاص بحوزتهم مبالغ مالية بمحيط لجان انتخابية في جرجا    الأهلي يضع اللمسات الأخيرة استعدادا لقرعة بطولة أفريقيا لكرة السلة للسيدات    إندونيسيا ترسل سفنا حربية لدعم عملية توزيع المساعدات في آتشيه المتضررة جراء الفيضان    العرض العالمي الأول للفيلم الفلسطيني أعلم أنك تسمعني في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    تصريح صادم من الكاتب أحمد مراد عن فيلم الست    ضبط سائق نقل لوضعه كشاف عالى الإضاءة خلفى بالسيارة    الجيزة تنفّذ حملة مكبرة بعثمان محرم لإزالة الإشغالات وإعادة الانضباط إلى الشارع    مياه الشرب بالجيزة: كسر مفاجئ بخط مياه قطر 1000 مم أمام مستشفى أم المصريين    محافظ الجيزة يتفقد الموقف التنفيذي لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان    مباحثات مباشرة لأول مرة بين إسرائيل ولبنان.. ما الهدف؟    «الري» تتعاقد على تنفيذ التغذية الكهربائية لمحطتي البستان ووادي الصعايدة    في اليوم العالمي لذوي الهمم.. غزة تواجه أعلى معدلات الإعاقة في العالم بسبب حرب الإبادة الجماعية.. 12 ألف طفل فقدوا أطرافهم أو تعرضوا لعاهات مستديمة.. و60% من السكان صاروا معاقين    مدرب تونس: طوينا صفحة الخسارة أمام سوريا ونستعد بقوة لمواجهة فلسطين    فيدريكو جاتي يغيب عن يوفنتوس بسبب إصابة الركبة    يروي قصة أرض الإمارات وشعبها.. افتتاح متحف زايد الوطني بأبوظبي.. صور    في يومهم العالمي.. 5 رسائل من الأزهر لكل أسرة ترعى طفلا من ذوي الإعاقة    3 سنوات سجن للمتورطين في تزوير شيكات باسم الفنانة بوسي    سكرتير عام المنوفية يشهد افتتاح معرض «ابتكار مستدام»    رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بالزراعة: لا توجد دواجن مريضة في الأسواق.. واتهامات السردة إشاعات    المفوضية الأوروبية تتقدم باقتراح بشأن قرض لتمويل تعويضات لكييف    عاجل- الحكومة: 6.3 مليون مواطن استفادوا من خدمات هيئة الرعاية الصحية خلال 6 أشهر    ضبط 7 من سماسرة المال السياسي فى انتخابات النواب بسوهاج    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    6 قرارات جديدة للحكومة.. تعرف عليها    زينة: "ماشوفتش رجالة في حياتي وبقرف منهم"    ريهم عبدالغفور تحيي ذكرى وفاة والدها الثانية: "فقدت أكتر شخص بيحبني"    انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المصرية – التونسية للتعاون الاستثماري    7 ديسمبر.. الإدارية العليا تنظر الطعون على نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    السيدة انتصار السيسي تحتفي بيوم أصحاب الهمم: قلوب مليئة بالحب    دونالد ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    بداية شهر رجب 1447 هجريًا... الحسابات الفلكية تكشف موعد ظهور الهلال    التشكيل المتوقع لمباراة بايرن ميونخ ويونيون برلين في كأس ألمانيا    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    أطعمة تعالج الأنيميا للنساء، بسرعة وفي وقت قياسي    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    ستوري بوت | لماذا احتفى الشعب المصري والعربي ب «دولة التلاوة»؟    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    وزير البترول والثروة المعدنية يستعرض إصلاحات قطاع التعدين ويبحث شراكات استثمارية جديدة    طلاب ثانية إعدادي يؤدون اختبار مادة العلوم لشهر نوفمبر بالقاهرة    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نسمه يوسف إدريس:
نصحنى بأن أعيش حياتى بشغف.. وألا أكتب !

من أمام الواجهة الزجاجية التى كان يطل منها الكاتب يوسف ادريس على نيل القاهرة الساحر وناس المحروسة الطيبين، تحدثنا مع ابنته نسمة التى ورثت عن ابيها موهبة الكتابة برغم نصيحتة لها أن ألا تكتب و لا تتعذب مثله . أصدرت نسمة التى اصبحت مدرسا للغة الانجليزية بكلية الاداب جامعة القاهرة قصص «ملك ولا كتابة» ومسرحية « طاقة القدر انفجرت».
كان يوسف إدريس قد حلم بها قبل أن تولد عام 73 وكان يوم ميلادها هو يوم خروجه من السجن لذلك اطلق عليها نسمة وفى عقله وقلبه نسمة الحرية التى استنشقها يوم خروجة من محبسه.
ويوسف ادريس الكاتب والروائى انجب أيضا المهندس سامح الأبن الأكبر وبهاء الذى توفى رحمه الله .
وفى هذا الحوار نتحدث حول يوسف إدريس الأب و الأديب الذى غير شكل القصة القصيرة فى مصر والعالم العربى إضافة إلى ما تركه من تراث كبير فى الرواية والمقال.
......................................................................
عاش يوسف إدريس طفولة صعبة تركت أثرا كبيرا فى نفسه وأدبه حدثينا عن تلك الفترة ؟
كان والدى الأخ الأكبر لسبعة أشقاء، وكانت والدته قاسية جدا، فكان كثيرا ما يردد انه «لم يعش طفولته». و فى مرحلة الدراسة كان يمشى طريقا طويلا حوالى 4 كيلو فى الذهاب ومثلهما فى العودة من المدرسة ، وكان جسمه ضعيفا لكن شاء القدر أن يكون طول المسافة سببا فى تأمله كثيرا ويتخيل قصصا وحكايات، كان لها عامل كبير فى تشكيل وصقل هوايته الأدبية.
ما هى أهم المحطات فى حياة يوسف ادريس ؟
أهم محطة فى حياته هى الزواج لولا الزواج لما كان يوسف إدريس وصل الى ما وصل إليه كان يخاف من فكرة الزواج لأنه شخصية مركبة ومتقلبة وكان يخشى أن يرتبط بأحد لا يفهم تركيبته، لكن عندما رأى والدتى بالصدفة قال:إما أن اتزوج هذه الفتاة أو لا أتزوج أبدا. وكانت والدتى جميلة وعميقة وحنونة وكان دائما ما يقول: الأنوثة عطاء، ولايمكن ان تجدى سيدة عندها انوثه ليس عندها أمومة والعكس.
كيف كان اللقاء بينهما؟
خالتى كانت متزوجة من الشاعر إسماعيل الحبروك، و كانوا ينقلون أثاث شقتهم، فى الشقة المجاورة لشقة والدى، وكانت السفرة كبيرة لا يمكن إدخالها الا إذا فتح باب الشقة التى يسكن فيها والدى. فطلب زوج خالتى من والدى أن يفتح الباب، و فى تلك اللحظة رأى والدتى لكن هى لم تره. بعدها طلب من زوج خالتى ان يعرفه عليها وأرسل لها خطابا غراميا جميلا، بعد أن قرأته قالت لوالدتها: لن اتزوج إلا صاحب هذا الخطاب. كانت والدتى مخطوبة ويتبقى أسبوع على كتب الكتاب لكنها قررت فسخ خطوبتها من الطبيب الثرى والزواج من والدى .والتقت به لأول مرة، وشرح لها طبيعته المتقلبة والمعقدة وفارق السن الكبير الذى كان بينهما، وحذرها من الارتباط به لكنها وافقت رغم كل شئ.
لماذا كان يصف نفسه انه متقلب المزاج ؟
لانه فنان دائما فى حالة بحث عن فكرة، وهى حالة تجعله مكتئبا ومحبطا وهذا شئ معروف عند كل الفنانين وتلك طبيعة الفن.
أما المحطة الثانية فكانت أنه غير مجال عمله وتخصصه، فهو درس الطب وعمل به لفترة لكن موهبته الكبيرة فى الكتابة جعلته يتفرغ لها.
و المحطة الثالثة هى الإنجاب انا لى شقيقان سامح يعمل مهندسا ورجل اعمال ولة ابنة واحدة اسمها هايدى ولديه حس ادبى وله كتابات جميلة يكتبها على الفيس بوك وبهاء توفى بعد وفاة والدى بسنتين فى حادث سيارة وهو فى طريق عودته من الساحل.
كيف كان يوسف إدريس الأب والزوج داخل البيت بعيدا عن عالم الكتابة والخلافات والمعارك الفكرية والثقافية ؟
لم أشاهده ولا مرة طوال حياتى متعصبا ولا حتى فى حواراته فى التليفون. دخل فى قضايا فكرية كثيرة لكن كلها كانت خارج البيت لدرجة انه حتى لا يتحدث مكالمة عمل داخل البيت. فعندما يدخل البيت هو الأب والزوج فقط. كان يساعد والدتى فى إعداد السفرة وعمل السلطة، وطول الوقت «يدلع ماما» كان البيت شيئا مقدسا بالنسبة له.
حدثينا عن علاقتك بوالدك وهل شجعك على الكتابة ؟
كانت علاقتى به خاصة جدا جدا، ومختلفة عن كل ما يتوقعه الناس. ولدت بفارق 14 عاما عن إخوتى الأولاد فقد كان والدى يحلم بأن ينجب بنت لكن والدتى أخذت قرارا ألا تنجب مرة آخرى لكنه الح عليها ان تنجب، وكان يحلم أن تكون المولودة بنتا . أعتقد ان رغبته فى إنجاب بنت نابعة من رغبته ككاتب فى فهم طبيعة وتركيبة الأنثى من سن الطفولة.
ولدت سنة 73 كان هو فى السجن، و من حسن الطالع أننى ولدت يوم خروجه من السجن لذلك سمانى نسمة وكان فى ذهنه نسمه الحرية .بدأت علاقتى الخاصة به قبل أن أولد وكان يوم ميلادى مرحلة مهمة فى حياته. من هنا كانت العلاقة لها خصوصيتها بالإضافة إلى جوانب التشابه الكبيرة بينى وبينة، وكلما كبرت كان يشعر بالتشابه فى الشكل والمضمون والطباع.كان الجميع يهابونه لكنه كان بالنسبة لى طفلا طويلا «كبير شوية».
كان يشاركنى فى لعبتى المفضلة وهى لعبة تكوين البيت. كنت أحب العرايس واعمل بيتا صغيرا، كان يقول لى «يلا هنعمل ايه النهارده فى البيت بتاعنا». وكان ذكاؤه فى انه جعلنى أتعلق بالكتابة .بعد اللعب كان يقول: لى ماذا سنقرأ للعرايس اليوم، وهى حيلة جعلتنى أتعلق بعالم القراءة.
وكان متداخلا جدا معنا فى كل شئون حياتنا، ولذلك ألوم ا على الأباء المنشغلين بجلب المال وغير مهتمين بتفاصيل الأبناء. والدى برغم كل مسئولياته وانشغالاته الفكرية والأدبية كان يفرغ نفسه فى الوقت الذى أعود فيه من المدرسة لكى يسألنى عن كيف كان يومى، و كان كل يوم جمعة يأخذنى ونتمشى على النيل وبعد ذلك نتناول الغداء ثم نذهب إلى المكتبة الخضراء. يقول هيا نقرأ وبعد ذلك تعالى نتناقش فيما قرأت. أنا قرأت كل كتابات والدى درستها لان دراستى كانت فى الأدب الانجليزى، وبحكم دراستى للأدب المقارن فى رسالة الماجستير كانت مقارنه بين مسرحية الفرافير ومسرحية 6 شخصيات تبحث عن مؤلف للكاتب الايطالى برانديلو.
بدأت الكتابة فى سن مبكرة ما هو تعليق والدك على أول قصة كتبتها ؟
وأنا عمرى 12 سنة تقدمت لمسابقة لكتابة القصة فى المدرسة باسم مستعار ولحسن الحظ فزت بالجائزة الأولى وكانت لحظة فوزى علامة فارقة فى حياتى
قرأ والدى القصة بعد فوزى فى المسابقة،و ظل لمدة عشر دقائق لا يتكلم بعدها قال لوالدتى «فيه مصيبة» قالت ماذا؟.. قال: من الواضح أن نسمه هتطلع كاتبة وهتتعذب مثلى، أنا وقتها لم أكن مدركة أبعاد الحكاية أحساسة كان صادقا.
كيف كان تعامله معك فى فترة المراهقة ؟
أنا كنت طفلة هادية ومثالية و خجولة وفى يوم سألنى والدى .انت عمرك ما ذهبت لديسكو ولا شربت سجاير؟ كان السؤال مفاجئا لى قلت :لا طبعا. قال: لماذا؟ أنت فى فترة لازم تجربى كل حاجه، مش صح ان تكون حياتك مقفولة. كانت نصيحته لى أن انفتح وأجرب كل شئ . كنت متعلقة به بشكل كبير لدرجه أننى تزوجت بعد وفاته مباشرة لاننى كنت دائما فى احتياج لوجود رجل فى حياتى.
تمارس البنت فى اوقات كثيرة دور الوصاية على الاب والغيرة علية أكثر من الزوجه هل قمت بهذا الدور خاصة ان والدك كان من نجوم المجتمع ومحاط بالكثير من المعجبات ؟
لا لم امارس هذا الدور ولا حتى والدتى ، التى كانت واثقة من نفسها ثقة كما ان والدى كان يفصل حياته العملية عن جو العائلة، وكانت والدتى تعى طبيعه عملة ووجود معجبات له شئ طبيعى، لانه كان كاتبا مرموقا ومشهورا هو أمر كان يسعدها كثيرا.
هل قراءاتك لأدب يوسف ادريس اختلفت بعد أن دخلت مجال الكتابة الأدبية ؟
أكيد اختلفت وقد ارتبطت فى ذهنى قراءة أدب يوسف إدريس و تولستوى بقراءة القرآن ، كلما أقرأه فى مرحلة معينة فى حياتى أكون محتاجة له جدا، ومحتاجة لفهمه جدا ، ودرجة استيعابى له تختلف فى كل فترة أقرأ فيها، لكن ليس النضج هو الذى غير فهمى لكنه الاحتياج .وأنا طول الوقت أشعر بالاحتياج له خصوصا فى وقت الأزمات النفسية والأعباء الاجتماعية والأسرية. فى كل مرة أقرأه، اشعر «بأنه يطبطب على» كان دائما متفائلا ولديه حلول لكل شىء وكانت مقولته المفضلة «ضاقت حلقاتها فلم استحكمت فرجت».
يرى البعض ان مهمة الكاتب هى عرض القضية أو المشكلة وعلى المسؤلين الحل هل تجاوز يوسف إدريس هذه النقطة فى كتاباته ؟
هناك سؤال كثيرا ما أسأله لنفسى كل يوم قد إيه الأدب الجميل والفن الحقيقى سابق عصره كذلك يوسف إدريس سابق عصره فى حاجات كثيرة، وكأنه مازال يعيش معنا فى العصر بكتاباته وقصصه ومقالاته التى كانت تتناول فكر الفقر وفقر الفكر، ومسرحية الفرافير، ورواية الحرام.
من الواضح أن الأزمة المصرية لم تتغير وأننا مازلنا نعيش فى نفس الأزمة لم نخرج منها، وكأننا نعيش فى دائرة مغلقة. فقد كان والدى من أفضل الكتاب الذين عبروا عن الواقع بشكل أدبى، فلم تقتصر كتاباته على عرض المشكلة لكن كان يجد لها حلولا. للأسف الآن نعرض المشكلة، و لا نجد لها الحل، وكأن الناس الذين فى أيديهم الحل لا يقرأون، وليس لديهم البعد الثالث الذى كان يمتلكه يوسف ادريس.
ما هى القصة التى تمنى أن يكتبها يوسف ادريس لكن لم يمهلة القدر لكتابتها؟
كان يريد ان يكتب سيرته الذاتية والحقيقة هو بدأ كتابتها فى حلقات نشر بعض منها فى مجلة نصف الدنيا بعنوان أسيا، هو كان اسم جدته التى كان يعيش معها لكن عندما بدأ الكتابة تعب، لانه تذكر الطفولة والذكريات التى مر بها فى تلك الفترة، فتوقف عن كتابتها، وقد اهدينا الأهرام بعض أعماله غير مكتملة وان شاء الله يتم نشرها.
كيف كانت علاقته بالوسط الفنى؟
معظم الوسط الفنى أصدقاؤه، الفنان عادل إمام صديقه جدا جدا وكان بيعتبره من أعز اصحابه هو والفنان عمر الشريف كانوا طوال الوقت عندنا فى البيت، والمخرج على بدر خان وسعاد حسنى ونور الشريف ومحمود عبد العزيز ونادية لطفى كانت صديقته المقربة جدا، ومن الشعراء كان نزار قبانى.
لماذا اقترن اسم يوسف إدريس بشائعة علاقته بالفنانة نجاة وما حقيقة هذه الشائعة؟
هذه الشائعة لم يكن لها أى أساس من الصحة. و انا إلى الآن مازلت اسمع عن شائعات تروج عن والدى نتيجة لان والدى «كان لسانه حلو» مع كل الناس وكان وسيما و«شيك» مثل نجوم السينما، فمن الطبيعى ان تثار حوله شائعات من هذا النوع ونتيجه لثقة والدتى الكبيرة بنفسها لم تتأثر بهذه الشائعات.
لكن لماذا ارتبطت هذه الشائعة بالفنانة نجاة؟
قالت ضاحكة.. لا فهو قد أطلقت عليه شائعات كثيرة غير شائعة الفنانة نجاة لكن الحقيقة التى لا يعرفها الكثير هى ان فنانة مشهورة جدا جدا كانت تحبه وعرضت علية الزواج وأن تعمل له شركة إنتاج لكنه رفض.
كان يوسف إدريس فى حالة معارضة دائمة لكل الانظمة السياسية هل كان لذلك أثر على أعماله الفنية؟
لم يعارض يوسف إدريس طوال حياته أشخاصا لكنه كان يعارض سياسات، وقد وضعه هذا فى مشاكل كثيرة وتعرض لبعض المضايقات وظلمت أعماله الأدبية والسينمائية بالإضافة إلى عدم حصوله على جائزة نوبل، لأنه كان ضد معاهدة كامب ديفيد وضد السلام مع اسرائيل، وأعرب عن رأيه فى هذه القضايا أكثر من مرة، وبرغم ذلك كان كل الرؤساء اصدقاءه بصفة شخصية لأنهم كانوا يستفيدون من افكاره وكان الرئيس الأسبق مبارك يتحدث معه فى التليفون كثيرا.
ألقى مبارك خطابا وصف فيه بعض الكتاب بالخونة كان فيه تلميح ليوسف ادريس؟
فى وقت كانت هناك ازمة بين العراق ومصر وكانت هناك مقاطعة بين الدولتين تلقى والدى دعوة من الرئيس صدام حسين لاستلام جائزة من العراق فلبى والدى الدعوة وسافر للعراق وتسلم الجائزة وقتها قال مبارك فى خطاب كبير وتحدث فيه عن الادباء والمفكرين قال أنهم خونة، وبعدها قال والدى: الجوائز الثقافية ليس لها علاقة بالمواقف السياسية وبعد سنة تصالحت مصر مع العراق.
جائزة نوبل وكيف رشح لها ثم ذهبت للكاتب نجيب محفوظ وكيف استقبل الخبر؟
كان ذلك له وقع سيئ لك أن تتخيلى أنه على مدى اسبوع ناس تأتى لنا البيت تعمل حوارات إنه أخذ جائزة نوبل، وإنه الوحيد فى العالم العربى المرشح للجائزة وبعد ذلك وعند إعلان الترشح يعرف ان نجيب محفوظ هو الذى حصل عليها.
كيف مرت عليه هذه اللحظات؟
كانت لحظات كئيبة ليست بسبب انه لم يحصل على الجائزة لكن بسبب إحساسة بالخديعة فقد اقنعوه بأنه هوالمرشح الوحيد للجائزة. فلم تتأثر كتاباته ولا اعمالة بمسأله الجائزة لانه من المعروف ان جائزة نوبل لها ابعاد سياسية، لكنه كان يتوقف عن الكتابه فى الاهرام عندما يكون منشغلا بكتابة عمل أدبى وكان دائما ما يقول عن المقالات: «أن الواحد ميقدرش يشوف بيته بيتحرق ويقعد يتفرج عليه» لذلك كان كلما تظهر أمامة حادثة يكتب وكانت مقالاته لها تأثير قوى فى الشارع.
هل اتصل بنجيب محفوظ وهنأه بالجائزة؟
طبعا اتصل به وهنأه لأنهم كانوا أصدقاء
ماذا عن طقوس الكتابة عند يوسف ادريس؟
كان يأتى بجهاز كهربائى ويفككه ويجمعه مرة أخرى واعتقد انها كانت رغبة منه فى ترتيب أفكاره.
هل قدم لك نصائح فى الكتابة؟
كانت نصيحته لى ألا أكتب وان أعيش حياتى بشغف ولو وجدت نفسى أفعل الأشياء بدون شغف يجب ان اتوقف عن فعلها، لمعرفة أسباب ذلك لان الحياة من غير شغف لا تساوى شيئا. هو كان شغوفا بالأشياء لدرجة انه حرق نفسه.
كيف حرق نفسه؟
كان يظل بالشهور من أجل كتابة فى قضية معينة هو توفى فى سن مبكرة.
ما هى أهم القضايا التى كانت تشغل باله؟
أكثر قضية كانت تشغل بالة فى المجتمع هى حالة الحزن والتجهم التى كانت على وجوه الناس لدرجة انه كان يقول أنا لا احب أن أمشى فى الشوارع المصرية لان وجوه الناس مكتئبة،و مشكلة التزايد السكانى مع الجهل والفقر، والافكار الرجعية، ونمطية التفكير. فلا يوجد من يحاول أن يكون مختلفا حتى فى الحياة الشخصية وكان يرجع كل هذا المشاكل إلى عدم وجود تعليم جيد.
هل كان راضيا عن الأعمال الأدبية التى تحولت إلى أعمال سينمائية؟
لم يكن محظوظا فى أعمالة الفنية، لكن اذكر فى حاجات رائعة فيلم «الحرام» للفنانة فاتن حمامة، و«على ورق سوليفان» لنادية لطفى، و«النداهة» كان يحتاج أن تتغير به اشياء. فيلم العسكرى الأسود لم يعجبه وكذلك فيلم حدوتة مصرية ليوسف شاهين. عادة الكتاب الذين يمتلكون خيالا قويا يكون من الصعب تجسيد هذا الخيال فى السينما.
هل هناك تفكير فى استكمال كتابة سيرتة الذاتية؟
الوحيدة التى تستطيع فعل هذا هى والدتى وأنا لا اعرف هل هى تحب أن تعمل ذلك أم لا انا لو كتبت سأكتب انطباعاتى عنه.
توفى يوسف ادريس فى سن 60 هل كان يعانى مرضا تسبب فى وفاته؟
كان عنده القلب لكن كان يعيش حياته بشكل طبيعى لم يكن يعانى من مضاعفات خطيرة لكن حدث أن وقع على الأرض فخبطت رأسه فى لوح زجاج مما تسبب له فى نزيف داخلى ، توفى على آثرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.