بعد ساعات من لقاء القمة التاريخى بين الزعيمين الكورى الشمالى كيم جونج أون، والكورى الجنوبى مون جاى ين، أكدت بيونج يانج أن القمة تمهد لبداية حقبة جديدة وللمصالحة الوطنية والوحدة والسلام والازدهار. ونشرت وكالة الأنباء الكورية الرسمية النص الكامل لإعلان قرية الهدنة «بان مون جوم» الذى وقعه الزعيمان فى نهاية القمة، وذلك بعد أن أكد كيم ومون التزامهما السعى إلى التوصل لاتفاق سلام دائم ونزع السلاح النووي. وفى هذه الوثيقة، أكد الزعيم الكورى الشمالى ورئيس كوريا الجنوبية أن «الهدف المشترك بالتوصل إلى شبه جزيرة خالية من السلاح النووى من خلال نزع الأسلحة». ولفت محللون إلى ان قمتين سابقتين اختتمتا أيضا بمظاهر التأثر ووعود مشابهة من جانب كوريا الشمالية، لكن النتيجة لم تكن مثمرة نهاية الأمر. وطالما أصرت بيونج يانج على أنها تحتاج للأسلحة النووية للدفاع عن نفسها بمواجهة اجتياح أمريكي، لكنها عرضت التفاوض على ذلك مقابل ضمانات أمنية، بحسب سول، رغم أن كيم لم يشر إلى ذلك علنا فى قمة الجمعة التاريخية. وذكرت الوكالة الكورية أن الإعلان «سيؤدى إلى تقدم كبير وحقبة جديدة فى العلاقات بين الكوريتين»، و«يعيد وصل شرايين الوطن المقطوعة» و«يعزز مستقبل الازدهار المشترك وإعادة التوحيد». وفى تقرير منفصل، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن الزعيمين «تبادلا الآراء بشكل صريح ومنفتح» حول موضوعات منها «ضمان السلام على شبه الجزيرة الكورية ونزع الأسلحة النووية فيها». جاء ذلك فى الوقت الذى تواصلت فيه ردود الأفعال المرحبة بحذر بنتائج القمة، حيث رحب أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بالقرارات الواردة فى إعلان بان مون جوم، وأعرب عن أمله بأن ينفذ الجانبان ما تم الاتفاق عليه. كما توقع جوتيريش أن تعزز القمة المرتقبة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، ما تم الاتفاق عليه بين الكوريتين، معبرا عن أمله بانعقادها. من جانبها، حرصت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التى التقت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال زيارة عمل استمرت يوما واحدا لواشنطن على الإشادة بتقدم ترامب بشأن كوريا الشمالية. وعلى الرغم من تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران، فإن طهران رحبت بالقمة بين الكوريتين، معتبرة أن واشنطن «غير مؤهلة» للعب الدور الذى من شأنه تحقيق التقارب والتطبيع بين بيونج يانج وسول. وقال بهرام قاسمى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران «ترى أن المرحلة الجديدة والتاريخية للحد من التوتر فى شبه الجزيرة الكورية ينبغى أن تستمر بصورة واعية وثنائية دون تدخل وتحريض الدول العظمى». وأضاف أن التجربة الإيرانية فى الاتفاق النووي، تؤكد أن الولاياتالمتحدة ليست جهة موثوقة، ولا تلتزم بتعهداتها الدولية، مشددا على أن هذا الميل، قد احتدم فى حكومة ترامب». وفى تل أبيب، قال إسرائيل كاتس وزير المخابرات والنقل الإسرائيلى إن قمة الكوريتين التاريخية تعطى الرئيس الأمريكى دفعة أقوى لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق الذى يقلص برنامج إيران النووي. وأضاف كاتس أن مثل هذا التطور إذا تم تطبيقه قد يكون له تأثير أكبر على تقليل خطر حدوث سباق تسلح نووى فى الشرق الأوسط. وتابع أن الصلة بين إيرانوكوريا الشمالية «تتعلق بتكنولوجيا الصواريخ، وأن هناك تعاونا يتعلق بتطوير الصواريخ الباليستية. ولدينا الأدلة»، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل. من جانبها، أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو لا ترى بديلا عن المفاوضات السداسية لتسوية الوضع فى شبه الجزيرة الكورية.
.. ومصر ترحب بانعقاد القمة كتبت جيلان الجمل: رحبت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس بالقمة التي تم انعقادها بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ين أمس الأول، مشيرة إلى أن النتائج التى تمخضت عنها هذه القمة تمثل خطوة مهمة على صعيد إنهاء حالة التوتر وإحلال السلام والاستقرار وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وأكد بيان وزارة الخارجية أهمية مواصلة الحوار الإيجابي بين الكوريتين، وإنتهاز فرصة الأجواء الجيدة التي أفرزتها القمة للعمل على تعزيز بناء الثقة وتحقيق السلام والتنمية لمصلحة شعبي شبه الجزيرة الكورية، كما شدد البيان على ضرورة إقامة عالم خال من الأسلحة النووية كأحد أهم المحاور الرئيسية للسياسة الخارجية المصرية.