عقب لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد اولريش شبيسهوفر الرئيس التنفيذى ل«ABB» العالمية للطاقة أنه قائد قوى ذو رؤية ثاقبة لبناء مستقبل مشرق من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة فى مصر خاصة فى مجال توفير الطاقة الركيزة الأساسية لتقدم قطاع التصنيع، وأن تصبح مصر مركزاً إقليميا للطاقة والربط الكهربائى مع دول الجوار ومركزاً للإنتاج الصناعى الموجه للتصدير مؤكدا ان مصر أصبحت تملك المناخ الاستثمارى المثمر لجذب الاستثمارات الأجنبية خاصة بعد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى وموضحا أن مصر تعتبر المركز الرئيسى لعملياتنا فى منطقة الشرق الأدنى وشمال ووسط إفريقيا خاصة أننا نعمل بالسوق المصرية على مدى 92 عاما منذ 1926 ونحن فخورون بالاستثمار وتوفير فرص عمل للمصريين .. والى نص حواره مع «الأهرام»: ما أهم ما تمت مناقشته مع الرئيس؟ الاجتماع كان مثمرا للغاية خاصة أن الرئيس ملم بكثير من المعلومات عن الشركة وما يمكن أن تقدمه من تقنيات حديثة تخدم خطط وطموحات الدولة المصرية خاصة فى قطاع المرافق والرؤى المستقبلية لمصر الطموح لإمكانية تنفيذ مشاريع الربط الكهربائى مع دول الجوار بالتعاون مع التقنيات التكنولوجية للشركة ABB فى مجال نقل وتوزيع الكهرباء، ومستقبل التعليم وربطه بالتفوق الصناعى فمصر لديها نمو سكانى مرتفع كما ان نسبة الشباب فى المجتمع المصرى كبيرة، مع تغير سبل التصنيع وقدوم الثورة الصناعية الرابعة وكيفية العمل على توظيف التقنيات الحديثة مثل الروبوت وأنظمة التحكم الآلى لخلق وتكوين نوع جديد من التعليم الفنى يخدم الخطط المستقبلية لمصر، وكذلك التعاون فى قطاع البنية التحتية وبناء المدن الذكية فمصر تعمل على بناء 16 مدينة جديدة مما يستلزم أهمية إيجاد أفضل السبل اللازمة لجعلها أكثر ذكاء وأكثر مواءمة مع البيئة وABB لديها التكنولوجيا اللازمة لتحقيق ذلك، كما تحدثنا ايضا عن المركبات الكهربائية حيث قامت ABB مؤخرا بإطلاق أسرع شاحن للسيارات الكهربائية فى العالم فى معرض بهانوفر الأسبوع الماضي. الروبوت يتوجس منه الناس بالاستغناء عنهم ؟ أولا هناك الدول ذات نسب النفاذ العالية من الإنسان الآلى والروبوتات الصناعية ومصر لديها أكثر من 300 روبوت صناعي للتأكد من الديسك، فتوفير فرص العمل للإنسان للعمل جنبا الى جنب مع الإنسان الآلى تجلب الثروة والرخاء الاجتماعي، وقد تشاركت هذه الفكرة مع السيد الرئيس فمنذ التسعينيات حوالى 30% من سكان العالم كانوا يعيشون تحت خط الفقر. اما اليوم فقد انخفضت هذه النسبة الى 8% فقط وهناك دول مثل الهند والصين تبنت تطبيق مناهج تعليمية متخصصة فى مجالات الصناعة لتحقيق مستوى معيشى أفضل لسكانها،اما الدول التى لم تواكب هذه الطفرة التعليمية الصناعية لم يتسن لها ان تحقق هذا الرخاء الاقتصادى والاجتماعي، ولذلك إحدى توصياتى توفير التعليم المتخصص فى مجالات الروبوت والتحكم الآلى بطريقة مقبولة من الشعب المصرى لخلق بيئة صناعية متطورة من خلال توفير التعليم الملائم والتقنيات الحديثة لايجاد فرص عمل أكبر، أما خوف بعض الناس من الإنسان الآلى فيرجع لعدم إدراك اهميته. ماذا عن مشروعات الربط الكهربى بين مصر ودول الجوار خاصة السعودية؟ مصر تلعب دورا مهما من أجل المستقبل فيما يخص المركز الإقليمى للكهرباء والغاز، بالنسبة للكهرباء مشروع الربط ما بين مصر والسعودية مشروع كبير ونحن نعمل على التفاوض بشأنه منذ أكثر من 8 سنوات. بشكل عام فالربط الكهربى ما بين مصر ودول مثل السودان أو اثيوبيا أو ليبيا أو الاردن يعد فرصة عظيمة ليس فقط لتوصيل الكهرباء للدول المجاورة مثل السودان، ولكن يمتد هذا الربط لتصبح السودان نقطة انطلاق للقارة الأفريقية بأكملها، فالقارة السمراء تحتاج الى بنية تحتية قوية لنقل وتوزيع الكهرباء وتعزيز سبل توليد الكهرباء لذا فالربط الكهربى يعد فرصة عظيمة لمصر للعب دور مهم. فمصر بدأت فى الأعوام القليلة الماضية فى إنشاء قدرات كهربائية كبيرة ويجب ان ننتبه الى ان هذه الشبكات والقدرات ذات كفاءة وإنتاجية عالية باستخدام أحدث التقنيات فى هذا المجال وإلا لذهبت جميع هذه الجهود سدي، وهنا يأتى دور ABB كشركة رائدة فى مجال كفاءة الطاقة ونقل وتوزيع الكهرباء وما تقدمه من تقنيات وأنظمة وحلول متطورة لخدمة هذا الهدف وتوفير عائدات مادية مرتفعة من تصدير الكهرباء، و لدينا تواجد قوى فى السوق المصرية ومعظم الدول الافريقية ولذلك هناك فرص لنصبح شركاء لمصر من خلال مشروعات الربط بين مصر وهذه الدول. لماذا طال أمد التفاوض لتنفيذ مشروع الربط مع السعودية ؟ مثل هذا النوع من المشروعات يأخذ مددا طويلة للوصول الى قرار نهائى وتوفير كل السبل لتنفيذ مثالى لهذه المشروعات من أجل تحقيق الرخاء المنشود، وقد قامت مصر بعدة إصلاحات اقتصادية فى الفترة الاخيرة مثل قانون الاستثمار وتعويم الجنيه لتشجيع مناخ الاستثمار بمصر، واعتقادى ان مصر تسير على الطريق السليم فيما يخص الإصلاحات الاقتصادية وأصبحت اليوم تمتلك مناخ استثمارى يشجع مستثمرين مثلABB على ضخ المزيد من الاستثمارات. وما حجم استثمارات ABB ؟ تنفق ABB كل عام ما يقرب من 1.5 مليار دولار على البحث والتطوير وما يقرب من مليار دولار على زيادة رأس المال ومع اتساع السوق المصرية وتعاظم فرص الاستثمار فى مصر فنحن ملتزمون بضخ جزء من هذه الميزانيات فى السوق المصرية فى المستقبل، فمؤخرا قمنا ببناء مقر جديد للشركة فى مصر لتوفير تجربة علمية وعملية فريدة لموظفى الشركة الحاليين والمستقبليين من الشباب فى مصر تساعدهم على الابتكار والتميز وهذه الاستثمارات سوف تستمر طالما أن هناك استقرار وفرص فى السوق المصرية. بالنسبة لمشروعات الطاقة المتجددة فى المدن الجديدة لاسيما العاصمة الإدارية ؟ لابد وان نبنى مصر دون ان نستهلك مواردها من خلال اللجوء الى التقنيات الخضراء للحفاظ على البيئة. وفى السنوات الماضية استطاعت مصر ان تحقق تقدما ملموسا فى استخدامات الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فمصر هنا على الطريق السليم، ونأمل ان تتبنى جميع المدن الجديدة التى يتم بناءها اليوم تقنيات وحلول الطاقة النظيفة ذات مميزات اقتصادية، على سبيل المثال الطاقة الشمسية كانت فى بداياتها صديقة للبيئة ولكنها لم تكن جاذبة لأى استثمارات نظرا لغلو ثمنها اما اليوم تم حساب الكيلو واط فى الساعة فى إحدى محطات الطاقة الشمسية فى إحدى دول الجوار «قدرة 400 ميجاوات» بنحو 1.6 سنت وهذه ميزة اقتصادية. ما نوعية مساندتكم بقطاع الغاز الطبيعى مع الاستكشافات الجديدة؟ و مشروع الضبعة؟ نحن شركة رائدة فى مجال توفير أنظمة وحلول التحكم، وانظمة التحكم الآلى ومهمات الكهرباء اللازمة لتوصيل الكهرباء لمثل هذه المشاريع لذلك هناك فرصا ذهبية لنصبح الشريك الطبيعى فى العديد من المشروعات فى مصر لاسيما فى قطاع النفط والغاز، ولدينا العديد من الخبرات المحلية من خلال امهر المهندسين فى مصر وهم ذوو خبرة عالية بالسوق والمتطلبات التقنية، وخبرة كبيرة فى أنظمة التحكم فى قطاع الغاز والنفط لذا «نعم» هناك فرص كثيرة واعدة فى السوق المصرية فى هذا القطاع. استخدام السيارات الكهربائية ومدى نجاح مثل هذه التكنولوجيا فى مصر؟ 2018 أحد الأعوام التى سنتذكرها فى تاريخ عالم التنقل الكهربائى لتحقيق النجاح فى هذا المجال ولكن نحتاج توفير 4 أشياء أساسية: السيارات الكهربائية، البنية التحتية لشحن هذه السيارات، تقوية الشبكات الكهربائية، دمج استخدامات الطاقة المتجددة لاستخدامها فى شحن هذه السيارات، والسيارات الكهربائية يتم اطلاقها كل يوم فى معارض السيارات حول العالم أو من خلال مصنعى السيارات المعروفين، اما شحن هذه السيارات فالمستهلك بحاجة الى توفير محطات الشحن، ان يتم الشحن فى اسرع وقت وان تتوافر عوامل الامان اثناء الشحن وقمنا فى معرض هانوفر بإطلاق أسرع شاحن للسيارات الكهربائية يقوم بشحن 350 كيلوات فى 8 دقائق فقط (تستطيع السيارة أن تسير مسافة 200 كيلو متر). ، ولدينا اكثر من 7000 شاحن سريع فى أكثر من 50 دولة حول العالم)، ونعمل فى مصر على نشر هذه التكنولوجيا ولدينا مجموعة متكاملة من الحلول والمنتجات التى تضمن بناء وتطوير شبكات النقل والتوزيع وضمان عملها دون انقطاع. وهذا يوصلنا الى النقطة الرابعة وهى دمج الطاقة النظيفة لشحن السيارات الكهربائية بشكل كبير، لضمان نقل وتوزيع الكهرباء المولدة من الطاقات النظيفة لتغطية مسافات طويلة وتقليل الفاقد من الكهرباء، و قد ابدى الرئيس اهتمامه بنشر تكنولوجيا السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة فى مصر وخاصة فى المدن الجديدة. كيف ترى قطاع الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة؟ من خلال لقائى مع الرئيس بحضور وزير الكهرباء أقول ان هناك التزاما قويا تجاه تطبيق استخدام الطاقات النظيفة فى مصر، وهذا المخطط يتحقق باستخدام احدث التكنولوجيات الموجودة لدينا حيث نوفر المحركات الكهربائية ومغيرات السرعة تستطيع ان توفر حتى 60 % من استهلاك الطاقة، وفى قطاع الصناعة فى مصر يوجد المئات من المحركات الكهربائية التى تعمل بدون تقنيات كفاءة الطاقة، واذا نظرنا الى الأبنية خاصة فى المدن الجديدة التى يتم بناؤها فهناك انظمة كفاءة الطاقة يمكن ان نوفر فى استهلاك الطاقة و حلول توليد وتوزيع مستدام للكهرباء يعنى ان هناك نقط استهلاك أكثر للكهرباء وجميعها يجب ان يتم تزويدها بالتكنولوجيا السليمة. ونحن مستعدون لمساندة مصر فى مشروعاتها المستقبلية، ونقوم بتنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة فى مصر منها توفير المحطات الفرعية لمحطة رياح الزعفرانة، محطة الطاقة الشمسية بقدرة 20 ميجاوات بتوشكى تخدم القطاع الزراعي، بهدف توصيل الطاقة من محطات التوليد الى المستهلك بأفضل الطرق وباستخدام احدث التقنيات بما يوفر فى استهلاك الطاقة ويضمن استدامتها.