بمصرع صالح الصماد رئيس المجلس السياسى الأعلى بصنعاء وقائد الذراع السياسية لجماعة الحوثيين فى غارة للتحالف العربي، يدخل الصراع العسكرى فى اليمن منعطفا جديدا، من المتوقع أن يكون لها تأثير على معادلة المواجهات المحتدمة . ويعد الصماد من القيادات القريبة جدا من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ويعتبره التحالف الرجل الثانى فى قائمة المطلوبين، وظل واجهة الحوثيين فى المفاوضات السياسية محلياً وخارجياً وأداة التواصل مع طهران، وهو مقاتل عنيد فى صفوف الحوثيين خلال ستة حروب خاضتها ضد القوات الحكومية منذ عام 2004. جاء رد فعل الحوثيين على مقتل الصماد متوقعا إذ تم تعيين مهدى المشاط المقرب من زعيم الجماعة وسكرتيره السابق فى منصب رئيس المجلس السياسي، كما توعد الحوثيون بسرعة الرد والذى يتوقع أن يكون تكثيفا للصواريخ الباليستية على مناطق فى السعودية، وربما ينفذون إعتداءات على الملاحة البحرية فى البحر الأحمر . وتشير مصادر يمنية إلى إحتمال تعرض الصماد إلى خيانة سلمت رقبته للتحالف الذى أعلن عن مكافأة 20 مليون دولار لمن يدلى بمعلومات تساعد فى القبض عليه أو قتله، وربما تخلص منه الحوثيون أنفسهم بعد الخلافات الشديدة مع الجناح المتشدد بقيادة محمد على الحوثى رئيس اللجان الثورية. ويؤكد الدكتور عادل الشجاع القيادى فى حزب المؤتمر الشعبى العام أن الصماد تمت تصفيته من قبل الحوثيين بعد إتهامه قبل أيام بأنه سبب الهزائم المتلاحقة . ويرى مراقبون أن مقتل الصماد كان رسالة واضحة من التحالف العربى بأن الصواريخ الباليستية فى الأراضى السعودية لن تمر بدون رد قوى وحاسم وموجع ، كما أن التصفية فى منطقة ساحلية تعنى أن قادة الحوثيين يواجهون الخطر الحقيقى إذا خرجوا من كهوف الجبال فى صعدة والتى يجيدون التخفى والتنقل فيها إلى مناطق منكشفة يسهل اصطيادهم فيها، وربما لعبت القيادات الأمنية فى حزب المؤتمر الشعبى العام مثل طارق محمد عبد الله صالح الذى يقود ألوية مسلحة على مشارف الحديدة دورا فى تقديم الدعم اللوجستى فى عملية قتل الصماد ثأرا لمقتل عمه على صالح. لكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل يعجل قتل الصماد بتفكيك جماعة الحوثى المنهكة حاليا فى كل الجبهات أو تراجعها إلى العمق الجبلى أم أنها ستسعى إلى استغلال الحدث فى زيادة قدرتها على الحشد وتطوير وسائل تجنيد أبناء القبال فى الجبهات؟ ويتوقع المراقبون أن تنعكس تطورات اليمن على فرص السلام الذى وعد المبعوث الأممى الجديد إلى اليمن البريطانى مارتن جريفيث، برسم خارطة جديدة له فى غضون شهرين.