بدأت وزارة البيئة في اتخاذ خطوات أكثر فعالية للقضاء علي مشكلة القمامة والمخلفات من جهة وتعظيم الاستفادة منها من جهة أخري بالاعتماد عليها كوقود في الصناعة بواسطة التكنولوجيات الحديثة. ومن خلال المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات التي تم تدشينها بمحافظتي كفر الشيخ والغربية ،وصرح الدكتور خالد فهمي وزير البيئة بأن المنظومة الجديدة التي وافق عليها مجلس الوزراء ترتكز علي إعادة التدوير من خلال إنشاء مصانع للتدوير ومدافن صحية واختيار أفضل نظم النقل وإعادة التدوير. وأوضح فهمي خلال افتتاحه خط استخدام بدائل الوقود الناتج عن تدوير المخلفات بإحدي شركات الأسمنت بالعين السخنة أن استخدام تكنولوجيا ال«هوت ديسك hot disc» يعد إنجازا يستخدم للمرة الأولي في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وتعتمد التكنولوجيا علي استبدال مصادر الطاقة التقليدية المعتمدة في صناعة الأسمنت علي الفحم الحجري والسولار بأخري من المخلفات الزراعية ومخلفات القمامة والصرف الصحي الأمر الذي سيسهم في تقليل فرص حرق هذه المخلفات في غير مكانها وساهم في خفض نسب تلوث الهواء ،بالإضافة إلي ثبات تكلفة إنتاج الأسمنت نظرا لاستخدام وقود أقل تكلفة مع زيادة أسعار الطاقة. واقتصاديا تبلغ نسبة العائد علي الاستثمار 15% وفترة استرداده تبلغ خمس سنوات ويوفر 20 فرصة عمل بالشركة، كما يوفر فرص عمل إضافية نتيجة عملية نقل المخلفات بواقع 100 فرصة عمل. وعن ماهية تلك التكنولوجيا، يقول المهندس سعيد أبو حسين مدير شركة الأسمنت التي تم فيها التطبيق:- أن شركته قامت باستخدام التكنولوجيا الجديدة في خط الإنتاج الأول للمرة الأولي في مصر، وتتميز بجهاز حرق فعال يمكنه حرق جميع أنواع المخلفات الصلبة بحجم قطر ثصل إلي 1.2 متر مما يقلل من تكاليف الاستثمار والتشغيل الخاصة بالمعالجة الوسيطة للمخلفات وتخزينها. وأوضح أبو حسين أن السعة التصميمية ال«هوت ديسك» الذي تم تركيبه نحو 30 طن/ساعة، وقد تم دمج النظام مع نظام التسخين المسبق، وأستبعد أن يكون وللتكنولوجيا الجديدة أي تأثير علي جودة الأسمنت، حيث يستخدم الهواء الناتج عن تبريد الكلنكر»مادة تصنيع الأسمنت» مع المواد الخام المسخنة مسبقا في نظام التسخين المسبق جنبا إلي جنب مع الوقود البديل. من جانبها، أوضحت المهندسة ميسون نبيل مدير برامج التحكم في التلوث الصناعي بوزارة البيئة إن المشكلة البيئية للشركة تتمثل في اعتمادها علي الفحم الحجري في تشغيل الفرن الدوار المستخدم في إنتاج الأسمنت ويتم استخدام السولار في الحالات الطارئة، ومتوسط الانبعاثات من المدخنة الرئيسية أقل من 50 مليجرام/متر مكعب، واستخدام الوقود البديل ساهم في خفض التلوث، وأضافت أن تكلفة المشروع بلغت 90 مليون جنيه.