اليوم تحتفل مصر بذكرى تحرير أرض الفيروز تلك البقعة الغالية في قلب كل مصري، فرمالها لاتزال تروى بشهدائها من رجال القوات المسلحة البواسل .. وتحل الذكرى السادسة والثلاثون لتحرير سيناء في الوقت الذي تقوم القوات المسلحة والشرطة بعملية عسكرية شاملة "سيناء 2018" من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية، التي تحاول زعزعة أمن واستقرار مصر من حدودها الشرقية، فهذه الجهود تعد بمثابة العبور الثاني في سيناء لتطهيرها من الإرهاب. ففي مثل هذا اليوم من كل عام تحتفل مصر بهذه الذكرى التي استردت فيها أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989، حيث تم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982، واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس المصري السابق حسني مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في عام 1989. إن دماء الشهداء وما سطره الجيش من انتصارات عظيمة في ميادين القتال، وعبقرية المفاوض المصري، رسمت ملامح النصر الذي تحقق برجوع أرض سيناء إلى حضن الوطن، ولم تكن مراحل التحرير مجرد انتصار عسكري وسياسي، بل انتصار تجلت فيه التلاحم بين الشعب والقوات المسلحة، عبر رفضهم الهزيمة والرغبة في الانتصار واستعادة العزة والكرامة. من هنا تكمن أهمية الاستفادة من دروس الماضي للمرور إلى المستقبل، وتنمية سيناء التي بدأت خطواتها تتجلى في صورتها عبر المشاريع الاقتصادية العملاقة بمحور قناة السويس، وتدشين الكباري العائمة والأنفاق، وضرورة ضخ استثمارات كبيرة تضعها على خارطة الاقتصاد المصري، وخلق فرص عمل لأبنائها والمحافظات المجاورة لها، والاستغلال الأمثل للخامات والموارد الطبيعية الموجودة بأرضها واستخدامها في جذب الصناعات التي تعتمد على هذه الخامات. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر;