تضع القوانين والدساتير فى أغلب دول العالم قيودا واسعة على تمويل الأحزاب السياسية للحفاظ على قدر كبير من استقلاليتها وهذا فى الوقت الذى تعانى فيه بعض الأحزاب السياسية ضغوطا مالية كبيرة لاستمرار عملها بكفاءة وهو ما دعا حزب الشعب الجمهورى للمطالبة بدعم من الدولة للأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان. الربان عمر المختار صميدة رئيس حزب المؤتمر قال انه يطالب الدولة بتوفير المناخ للأحزاب لكى تعمل ويجب أن تبنى الأحزاب نفسها بنفسها وتنمو بقدراتها الذاتية ودور الدولة هو مساندتها فى لوائح وقوانين تساعد على بناء الديقراطية، واشار رئيس حزب المؤتمر إلى أن الاهتمام بالحياة السياسية هو ضمان الاستقرار للمكاسب موضحا ان بناء الدولة لنفسها اقتصاديا فى ظل محاربة الإرهاب يوفر بيئة جيدة للأحزاب ويحميها. وقال صميدة ان الثقافة العامة للناس لم تصل لمرحلة الانتماء سياسيا إلى حزب وهذا موضوع تراكمى يأتى مع الوقت بتشجيع الدولة ولو كنا شجعنا المنابر التى صنعها انور السادات كبداية بعد طول مدة من حكم الحزب الواحد كان من السهل وجود احزاب كبيرة وقوية. وأوضح أن وجود تلك التيارات من يسار لوسط ويمين كان سيؤسس لنواة تفتح المجال لكل شخص حسب ميوله السياسية. وعن التمويل أكد رئيس حزب المؤتمر ان هناك معاناة دائمة فى جميع الأحزاب خصوصا فى الجانب المادى الذى يقوم حاليا على تبرعات الأعضاء أو الاشتراكات، واشار إلى أنه لا يميل لاعتماد الأحزاب على رجل أعمال واحد لان انسحابه او توقفه عن التمويل يهدد وجود الحزب نفسه وفضل صميدة أن يتكاتف الأعضاء فى كل حزب لتوفير التمويل لحزبهم. وعن دور الدولة فى تمويل الأحزاب قال صميدة إنه سيكون شكليا كما كان يفعل النظام السابق حيث التمويل شكلى لكن الحياة الحزبية كانت تعتمد على الحزب الأوحد والذى يتفكك مع اى تغير سياسي، وشدد رئيس حزب المؤتمر على أن الحل الأمثل هو توفير بيئة متكاملة تساعد الأحزاب على الاعتماد الذاتى وتسمح بالتنوع السياسى سواء كانت يسارية أو ليبرالية.