مهما تجولت فى واحات الدنيا وأنت تجوب الفيافى وتخترق الصحارى، فلن تفاجئك الحياة بمثل هذا الزخم الرغيد من عيون المياه الطبيعية فى أى من واحات العالم كله، إلا فى سيوة عروس الواحات وأشهرها على الإطلاق. عروسنا عرفها التاريخ بأكثر من اسم فهى مرة «سيخت آم» وثانية «ثات» وأحيانا «بنتا» وكذلك «واحة آمون» و»الواحة الأقصى» و»تنيسوة» و»سنترية» من أشهر عيون سيوة الطبيعية التى تتناثر بين حدائق نخلها وزيتونها وأشجارها الكثيفة بين طرقها التى تبدو وكأنها تحتضن خطواتك فى رحلة سيرك، ستجد عيونا عديدة تبتسم فى وجهك وستتعرف على أسمائها، هنا عيون كليوباترا وجوبا وفطناس وتجزرت والدكرور وقريشت وطاموس وخميسة والجربة والشفاء ومشندت والحمام بالإضافة إلى الجارة أو قارة أم الصغير التى تتوسطها نافورة طبيعية ليس لها مثيل فى العالم. العجيب أن كل عين من هذه العيون تتمتع بخاصية تميزها، حيث نجد عيونا فوارة وعيونا ساخنة وباردة ومالحة وعذبة وكبريتية وكلها تتجدد مياهها تلقائيا. ونظرا للإقبال المتزايد على زيارة تلك العيون والسباحة فيها من السياح الأجانب والمصريين، يجرى حاليا الإعداد لخطة شاملة لتجميلها مع الترميم الشامل لحواف تلك العيون، يتابع اللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح، تنفيذها بما يتلاءم مع الطراز البيئى المعمارى الواحى المميز لسيوة، بالإضافة لتنظيفها نظافة شاملة. كما سيتم لأول مرة إنارة هذه العيون ليلا بإضاءة خفيفة، لتنعكس الأنوار على الماء لتتلألأ هذه العيون بكحل من النور مع ظلام الليل.