الحيوانات قد تكون أكثر حظا من البشر أحيانا.. ففي الوقت الذي تواجه فيه الكثير من مستشفيات سوهاج نقصا في المعدات والأجهزة الطبية. وفي مقدمتها أجهزة السونار فإن الصندوق الاجتماعي ومديرية الطب البيطري في سوهاج قاما بتوزيع أجهزة سونار علي الوحدات البيطرية بالمحافظة للكشف علي الحيوانات إلا أنه بمراجعة هذه الأجهزة تبين أنها أجهزة طبية بشرية وليست بيطرية أي أنها لا تصلح للحيوانات وإنما تصلح للبشر فقط!! ولما كان شر البلية مايضحك فقد كشف تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات قيام الصندوق الاجتماعي للتنمية بتوريد أجهزة سونار لمديرية الطب البيطري بسوهاج للكشف علي الحيوانات بالقري الأكثر فقرا لم يتم الاستفادة بها لعدم مطابقتها للمواصفات حيث تبين أنها خاصة بالإنسان وليس الحيوان. ولم تكن نوعية الأجهزة هي الخطأ الوحيد في هذه الصفقة بل إن اجراءات تسلم الأجهزة نفسها قد شابها الكثير من المخالفات حيث يقضي قانون المناقصات بتشكيل لجنة لفحص الأصناف الموردة خلال5 أيام وتلتزم الجهة الادارية بالأخذ بنتائج الفحص ورفض الأصناف التي لاتطابق المواصفات واذا رفضت اللجنة صنفا أو أكثر من الأصناف الموردة أو وجد فيها نقص أو مخالفة للمواصفات يخطر المورد في ذات اليوم أو اليوم التالي علي الأكثر, ووجوب سحب الأصناف المرفوضة وتوريد بديل عنها خلال7 أيام علي الأكثر من تاريخ اليوم التالي لإخطاره. وأشار تقرير الجهاز إلي ورود كتاب من رئاسة مجلس الوزراء( الصندوق الاجتماعي للتنمية مشروعات البنية الأساسية المجتمعية) في فبراير2011 يتضمن توفير أجهزة طبية( سونار) قيمتها513 ألف جنيه وأجهزة كمبيوتر للوحدات البيطرية بالقري الأكثر فقرا بمحافظة سوهاج, وتم بناء عليه اختيار9 وحدات بيطرية بمراكز المراغة وطهطا وطما لتوفير هذه الأجهزة لها, وقامت الشركة التي رست عليها مناقصة الصندوق الاجتماعي بتوريد9 أجهزة في مارس من العام نفسه بموجب أمر شغل من الشركة تضمن أنه تم تسليم الأجهزة دون شرح أو تركيب أو تشغيل وتحديد موعد آخر لذلك بناء علي رغبة مديرية الطب البيطري, وقيام المديرية باضافة الأجهزة للمخازن بمحضر فحص ظاهري في اليوم نفسه ليس هذا فقط بل تم صرف الأجهزة للوحدات البيطرية المختارة في7 أبريل2011, وبعد5 أيام اجتمعت لجنة الفحص بوجود مندوب الشركة الموردة لتركيب وتشغيل الأجهزة وتبين عدم مطابقتها للمواصفات الفنية المطلوبة للاستخدام البيطري وأنها خاصة بالكشف علي الإنسان!! وأشار التقرير إلي أنه يتضح من ذلك تأخر لجنة الفحص في إجراء الفحص الفني اللازم لمدة تزيد علي5 أيام وتأخر اكتشاف عدم مطابقة الأجهزة للمواصفات الفنية وعدم الجدية في اتخاذ الاجراءات اللازمة نحو تغيير أو تعديل الأجهزة واسترجاعها من الوحدات البيطرية في نهاية أكتوبر الماضي, وتم تسليمها لبعض الوحدات الصحية التابعة لمديرية الصحة الأمر الذي تسبب في حرمان الوحدات البيطرية بالقري الأكثر فقرا من الاستفادة من هذه المنحة. وطلب الجهاز في نهاية التقرير إحالة الموضوع لجهات التحقيق بشأن التأخر في الفحص الفني للأجهزة والتراخي في اجراءات تغيير وتعديل أجهزة السونار ومخاطبة الصندوق الاجتماعي لتوفير أجهزة بديلة مطابقة للاستخدام البيطري!.