ترشح مادورو لفترة جديدة رغم مطالبة المعارضة بتقديم استقالته لعدم قدرته على إدارة البلاد عبر السنوات الماضية تبدل الحال بفنزويلا من كونها فى مقدمة الدول النفطية فى أمريكا الجنوبية وأحد أغنى دولها إلى دولة يفر منها مواطنوها هروبا من القمع ونقص الغذاء والدواء .ولكن الانهيار الاقتصادى والتردى السياسى وتدهور العلاقات الخارجية ، لم يمنع الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو من ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتى تم تقديم موعد انعقادها بدلا من ديسمبر 2018 إلى 20 مايو المقبل، كما ستعقد انتخابات المجالس التشريعية المحلية والخاصة بالولايات فى نفس التوقيت. وفيما اعتبره المراقبون شقا لوحدة الصف بين ائتلاف المعارضة الرئيسى، أعلن القيادى المعارض هنرى فالكون ترشحه للسباق الرئاسى. ويواجه ترشح الرئيس مادورو لفترة رئاسية جديدة (2019-2025) انتقادات حادة داخليا وخارجيا حيث تطالبه المعارضة منذ أشهر طويلة بتقديم استقالته حتى قبل إكمال ولايته الحالية،نظرا لعدم قدرته على إدارة البلاد. ويقولون إنه يسعى لخوض الانتخابات مجددا، بعد أن دمر اقتصادا كان مزدهرا وحول فنزويلا إلى دولة ديكتاتورية، وتلاعب بالنظام الانتخابى لإبقاء السلطة فى يد حزبه الاشتراكى . وكانت محكمة العدل العليا فى فنزويلا قد استبعدت تحالف «طاولة الوحدة الديمقراطية»، الذى يضم أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة، من الانتخابات الرئاسية المبكرة المقبلة ، ولذلك وصف أنصار المعارضة فى معسكرى لوبيز وكابريليس «فالكون» بأنه خائن، وحثوا الناخبين على مقاطعة الاقتراع لعزل مادورو ولنزع الشرعية عما يقولون إنه سيكون فوزا مزورا. ووجهت دعوات للنزول إلى الشارع احتجاجاً على العملية الانتخابية. كما أثارترشح مادورو رد فعل دوليا حيث حذرت نيكى هيلى مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة من أن الانتخابات الرئاسية المبكرة فى فنزويلا لن تكون عادلة أو نزيهة.واشارت فى تصريح نقلته شبكة «ايه بى سى نيوز» الإخبارية الأمريكية إلى أن الولاياتالمتحدة لن تقف مكتوفة الأيدى فى الوقت الذى يتحول فيه شعب فنزويلا إلى ضحية لنظام مادورو.كما حثت دول تكتل ما يسمى ب «مجموعة ليما» الأطراف الإقليمية والدولية على عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات المقبلة، أثرقيام بنما بفرض عقوبات على قائمة ضمت الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو و55 شخصاً و16 كيانا فنزويلياً وردت فنزويلا بقطع العلاقات التجارية، وتنضم تلك الاجراءات لسلسلة العقوبات الاقتصادية التى فرضتها أمريكا وكندا والاتحاد الاوروبى على فنزويلا ايضا. وكان عمق المشكلات الاقتصادية فى البلاد قد ساهم فى توجه أكثر من مليونى فنزويلى إلى الدول المجاورة فى السنوات الاخيرة ،وعبر الحدود نحو 600ألف فى العام الماضى وحده منهم 470 ألفا إلى كولومبيا.وهناك تقارير تؤكد إن الكثير من الفنزويليين باتوا يبحثون عن الطعام فى حاويات القمامة فى ظل النقص الحاد فى الغذاء، حيث يعيش 82% من الأسر تحت خط الفقر ونقص حاد فى الدواء والمستلزمات الطبية يقدر ب 70% من حاجتهم للدواء فضلا عن تزايد موجة الغلاء فقد ارتفعت الأسعار بنسبة 1400% خلال السنة الماضية وحدها. ولم تأت محاولات مادورو لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين ،سواء من خلال زيادة الرواتب أو بتغيير الوحدة النقدية للعملة المحلية المتداعية «البوليفار»، من خلال حذف 3 أصفار من قيمتها، والإجراء يعكس انهيار العملة التى هبطت بما نسبته 99.99% مقابل الدولار فى السوق السوداء، «.بنتيجة تذكر.وبدلا من الاعتراف بالفشل اتهم مادورو الولاياتالمتحدة بالتسبب فى مآسى فنزويلا الاقتصادية. ووفقا لصحيفة «الأونيبرسال» الفنزويلية فقد أصدرت وزارة الخارجية الفنزويلية مذكرة احتجاج ضد إدارة الرئيس دونالد ترامب التى تعرضها لحصار اقتصادى قاس ولا إنسانى ، فى انتهاك لجميع معايير القانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة. وفيما استنكرت المعارضة ، أعلان القيادى المعارض هنرى فالكون (56عاما) ترشحه للانتخابات الرئاسية عن حزب الطليعة التقدمية، واتهمته بأنه» صنيعة السلطة»، دافع فالكون عن موقفه وقال»مهمتنا هى إقناع الأكثرية وحشدها للفوز فى الانتخابات أمام هذه الحكومة الكارثية، نحن الديمقراطيون لا نريد إسقاط هذه الحكومة بالرصاص بل بالتصويت».وهدد فالكون بسحب ترشحه اذا لم يحترم مادورو مطالبه المتعلقة بضمانات انتخابية،وكان هنرى، العسكرى السابق، حاكم ولاية لارا (2008-2017) من أنصار الرئيس الراحل تشافيز ثم انتقل إلى معسكرالمعارضة فى عام2010 ، وهزم بفارق ضئيل أمام نيكولاس مادورو فى الانتخابات الرئاسية فى 2013.