ربة منزل عمرها 36 عاما، حاصلة على مؤهل متوسط، تزوجت ابن عمتها الذى يعمل فى إحدى الجهات الحكومية، وأنجبت منه أربعة أبناء (ولد وثلاث بنات) البنت الكبرى فى الصف الثالث الثانوى، ويليها شقيقها فى الصف الثالث الإعدادى، أما الأخريان فهما سارة 12 عاما، وشهد 6 سنوات، وتعانيان منذ مولدهما ضعفا شديدا بالسمع، وأجريت لكل منهما عملية زرع قوقعة بالأذن بتكلفة مائتين وتسعين ألف جنيه، وتم جمع هذا المبلغ من جهات عديدة بعد أن تخلى أبوهما عنهما، فبرغم هذه الظروف الصعبة تزوج بأخرى وترك مسئولية علاجهما كاملة على أمهما، ورفض تقديم أى دعم لهم، واستقل بحياته بعيدا عنهم مع زوجته الأخرى، فقررت أن تبحث عن عمل يدر عليها دخلا من أجل توفير نفقات علاجهما، ومتطلبات أشقائهما الدراسية، وبالفعل ذهبت لشراء كمية من الجبن القريش والزبد من إحدى الفلاحات بقرية مجاورة لقريتهم، لتبيعه للموظفين فى المدينة، واعتمدت على نفسها تفاديا لمذلة السؤال أو طلب معونة من أحد، وحرصت على تعليم هاتين الصغيرتين، وألحقت سارة فى مدرسة للصم والبكم، والصغرى شهد بالمدرسة العادية لقدرتها على الكلام إلى جانب جلسات التخاطب، ولكن مطالبهما تزداد يوما بعد آخر، فلقد تعطلت سماعات الأذن الخاصة بهما، وتحتاج كل منهما إلى جهاز مكيف للسماعة، وصيانة الأسلاك والبطاريات والشواحن، وتزيد تكلفتها على عشرة آلاف جنيه، وعندما عجزت عن توفير هذا المبلغ طلبت من أبيهما إصلاح السماعات لهما، فرفض، ومازال يحدوها الأمل فى استكمال رسالتها مع أبنائها والكلمة الآن لأهل الخير. إيناس الجندي