لا شك أن المستقبل يصنع بفضل العلم.. ولا يمكن أن نتقدم بغير المرأة لأنها مصدر الابتكار والأداء المتميز.. فكيف يمكن أن ننكر الإمكانات الكامنة فى 50% من العقول فى العالم؟ من هذا المنطلق أطلقت د. سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى النسخة المصرية من برنامج لوريال- يونسكو من أجل المرأة فى العلم لزمالة مصر بهدف دعم الباحثات المصريات فى مجال البحث العلمى وتشجيع المزيد لدخول البرنامج وتقدم طريقهن المهني، مؤكدة اهتمام الحكومة بالتمكين العلمى والاقتصادى للمرأة المصرية وأعربت الوزيرة خلال احتفالية بمرور 20 عاما على إطلاق المبادرة عالميا عن تمنياتها أن يحقق البرنامج نجاحا فى مصر كما حققه فى العالم، وأوضحت أن الاستثمار الحقيقى لا يهدف لتحقيق أرباح مالية فقط ولكنه الذى يترك أثرا فى المجتمعات من خلال مبادرات تنموية مستدامة، خاصة أن البرنامج يلمس قطاع البحث العلمى الذى عن طريقه نحقق مستقبلا أفضل لمصر . وأشار د. محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا أن هناك 55 الف سيدة فى مصر تعمل فى مجال البحث العلمى من إجمالى 133 الف باحث بنسبة 43% مما يستوجب دعم البرنامج لزيادة نسبة الباحثات المصريات، رغم أن هذه النسبة تعادل عدد الباحثات فى الوطن العربى بكامله ، مضيفا أن نسبة المرأة فى التعليم الجامعى تتجاوز 55% والحاصلات على الماجستير أكثر من نصفهم سيدات، والدكتوراه بنسبة تقل عن 30%، وأن 40% من الباحثين المصريين سيدات فى مجال البحث العلمى و60% منهن فى العلوم الاجتماعية والإنسانية مما يعد مؤشرا لوجود عدة عوائق يجب التغلب عليها لأنها تستحق المنافسة فى مجتمع البحث العلمى ، معلنا تخصيص 8 جوائز للمرأة فى مجال البحث العلمى خلال الفترة المقبلة . وقال بنوا جوليا مدير عام لوريال مصر إن 2018 عام إعلان إطلاق نسخة مصر من البرنامج بهدف إيجاد قناة تجمع العالمات فى كل تخصص علمى من خلال تكافؤ حقيقى فى الفرص، موضحا أن العلوم والأبحاث هما جزء من البصمة الوراثية للوريال، حيث تم ضخ 850 مليون يورو استثمارات للأبحاث لما يقرب من 4000 باحث يعملون فى معاملنا حول العالم وراعى 102 باحثة ودعم أكثر من 3000 باحثة شابة استطاعت ثلاث من الباحثات متمتعات بزمالة البرنامج الفوز بجائزة نوبل للعلوم، ونجاح سبع باحثات عربيات منهن عالمتان من مصر فإذا كنا لا نستطيع بناء المستقبل دون العلم فلن يمكننا بناؤه إذا ماتجاهلنا المرأة فى العلم. وأضاف غيث فاريز مدير مكتب اليونسكو الإقليمى للعلوم فى الدول العربية أن البرنامج يستهدف دعم المرأة المصرية لتولى المراكز القيادية والبحثية للمساهمة فى تحويل العالم لمستقبل أفضل من خلال التقدم فى مجال العلوم والتكنولوجيا، وهذا لن يتحقق إلا بالاستفادة من جميع الطاقات والمرأة بوجه خاص بتحقيق عدالة الفرص بين الجنسين . وأوضحت آنى بارك رئيس البرنامج أن المرأة مازالت مهمشة فى الحياة العامة والمهنية وبخاصة فى العلوم حيث تمثل 28% من العلماء حصل 3 منهم فقط على جائزة نوبل، ورغم زيادة السيدات فى مجال العلوم إلى 12% فإن النسبة مازالت منخفضة فأقل من 30% من الباحثين سيدات، ومن هنا تأتى أهمية دور البرنامج لتعزيز تقدم الباحثات الشابات عالميا. وأشارت د. نجوى عبد المجيد أستاذ الوارثة البشرية بالمركز القومى للبحوث أول عربية حاصلة على زمالة البرنامج عام 2002 التى تم اختيارها لترأس لجنة التحكيم بالبرنامج إلى أنه تم فتح باب التقدم أول أبريل الحالى ويستمر حتى 15 يوليو المقبل وبعدها يتم التقييم من كبار العلماء وإعلان الفائزات فى نوفمبر المقبل حيث ستحصل 3 باحثات على الزمالة، واحدة ما بعد الدكتوراه واثنتان فى مرحلة الدكتوراه وتقدر الجائزة المادية ب 10 آلاف يورو للأولى و6 آلاف للثانية، متمنية أن يسهم البرنامج فى مساعدة الباحثات المصريات لدخول الرحلة المهنية ويتشجعن لمزيد من العمل وإحراز التقدم لمصر وللعالم أجمع.