«الحوت الازرق» و«جنية النار» و «مريم»، العاب الكترونية يتابعها المراهقون و يمارسونها عبر هواتفهم المحمولة او اجهزة الحاسب الالى يظن المراهق الشاب انها طريق جديد للمتعة و التحدى واثبات الذات لتتحول الى مقبرة للمراهقين وطريق يمر به المراهق فى دروب مشاهد الرعب والسحر وزيارة المقابر ورسم رموز وطلاسم وحروف بالدم على جسده ليفارق الحياة فى النهاية. تلك هى قصة الطفلة التى لم تتجاوز الخامسة عشر من العمر الطالبة بالاعدادية والتى تعيش بمنطقة كرموز بالاسكندرية والتى استيقظ والدها على صراخها عقب تناولها مبيدا حشريا بغية الانتحار ليجرى الاب حاملا ابنته الى المستشفى، الا ان الاطباء اكدوا انها حالة تسمم شديدة وأنه من الضرورى ان يذهب بها الى المستشفى الجامعى بحثا عن انقاذ نجلته، لتستقبله الدكتورة مها غانم رئيس قسم السموم بالمستشفى و فريق من الاطباء لتبدأ رحلة العلاج و اكتشاف الحقيقة. بدأ الاطباء وفريق التمريض كما قالت الدكتورة مها غانم «للأهرام» بفحص المريضة النحيفة التى لم تتجاوز الخامسة عشرة من العمر والتى تعانى من تسمم حاد، وتم اسعافها بصورة سريعة وعقب انقاذها بدأ الاطباء فى فحصها وتأثير السم على اعضائها الحيوية، وفحص استمرار التقلصات فى ارجلها. نزعت الطبيبة «جورب» (شراب) المراهقة لتأتى المفاجأة: جرح فى قدمها عبارة عن حرف «p» محفور بآلة حادة. كانت لعبة الحوت الأزرق فى اذهان الفريق الطبى بعد واقعة انتحار شاب الاسبوع الماضي، مما دفع الاطباء الى سؤال المراهقة عن اللعبة. فى البداية تلعثمت خوفا وقالت لا «ديه صاحبتى اللى بتلعبها» فبدأ الفريق الطبي، وبعضه من الشباب، بسؤالها عن اللعبة بحجة انهن يريدون ممارستها فشرحت المراهقة لهم انها تمارس لعبة من خلال تطبيق على الهاتف المحمول او من خلال حاسب آلى على احد المواقع الالكترونية، وانها لعبة قائمة على التحدى والسحر من خلال عدد من المراحل تصل الى خمسين مرحلة تتدرج من طلبات عادية الى الطلب الأخير..«الانتحار»، و ان مسئول اللعبة يطلب جميع البيانات الشخصية و العائلية بالاضافة الى صور المنزل و حجرة اللاعب وانها تلقت تهديدات فى حالة عدم تنفيذ الانتحار وتناول مادة المبيد الحشري. وتأتى النيابة العامة وضباط البحث الجنائى لاستجواب الفتاة عقب ما ادلت به للاطباء ليتغير حديث الفتاة و تنكر الواقعة و تؤكد اقوال والدها، الذى اكد ان مشادة كلامية وقعت بين الفتاة ووالدتها بسبب تأخرها فى العودة الى المنزل وضعف مستواها الدراسى فتناولت على اثرها المبيد الحشرى بهدف الانتحار ولم يتهم احدا، الا ان الاطباء اكدوا اقوالهم و ما ادلت به الفتاة فأمرت النيابة بسرعة تحريات المباحث الجنائية ومباحث الانترنت حول الواقعة وامر اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام بسرعة التحريات حول الواقعة ليفشل الحوت الازرق فى اغتيال فتاة الاسكندرية التى انقذتها العناية الالهية من افتراسه لها. ومن جانبه اوضح المهندس اسلام غانم المتخصص فى البرمجيات ان الالعاب الكترونية بدأت تستهدف المنطقة العربية بأسماء مختلفة اشهرها: «الحوت الازرق» ولعبة «جنية البحر» التى بدأت فى الانتشار فى مصر والتى توهم الاطفال والمراهقين بأن ممارستها قادرة على تحويلهم الى مخلوقات نارية باستخدام الانطواء كبداية بأن يغلق المراهق او الطفل فى سن العاشرة وحتى السادسة عشرة الحجرة على نفسه ويردد كلمات غير مفهومة تسوق داخل اللعبة على انها كلمات سحرية و يمتنع عن الحديث مع افراد اسرته و يستمع الى نوعيات من الموسيقى الغربية «الميتل» التى تتسبب فى تأثيرات نفسية على المراهق بالاضافة الى مشاهدة افلام و مقاطع مرعبة، ثم فى المرحلة الاخيرة يطلب المسئول عن اللعبة من الضحية تسريب الغاز فى المطبخ مع ترديد العبارات والكلمات ليتحول الى مخلوق نارى بهدف قتله و قيامه بالانتحار، و هو ما تقوم به لعبة اخرى تسمى مريم والتى تستهدف منطقة الخليج. ويضيف ان لعبة «الحوت الازرق» الاكثر تطورا لانها قائمة على سيكولوجيا نفسية فى التعامل مع المراهق من خلال معرفة كافة تفصيلات حياته و ارساله صورا شخصية لاسرته و منزله و يحدد من خلالها المسئول عن اللعبة ما هى المحتويات الاكثر قدرة على التأثير فى المراهق من خلال التحدى واثارة قدرته على مواجهة الرعب والدخول فى مراحل «غسيل دماغ» للمراهق من خلال مقاطع صوتية ومشاهد رعب بالاضافة الى طلاسم ورسوم عليه تنفيذها ورسمها على جسده، وتشمل قائمة المهمات ايذاء النفس وجرح اليد والارجل لان الجرح يؤدى الى افراز الجسم لمهدئات للالام مما يشعر المراهق بالهدوء ومتعة مؤقتة عقب ايذائه نفسه بالاضافة الى الجلوس فى الظلام وترديد عبارات بصفة يومية بالاضافة لمشاهدة مقاطع فيديو تسبب الرعب والاحباط. وخلال خمسين مرحلة قد تمتد الى ثلاثة اشهر يكون المراهق تحت تأثير المسئول عن اللعبة الذى يبدأ بالتحدث بشكل مباشر عقب المرحلة 35 مع المراهق وتوجيهه بعدم الحديث مع احد و الانطواء و زيارة المقابر والجلوس على اسطح المنازل واداء «قسم الحوت» حتى تأتى المرحلة الاخيرة التى يأمره فيها بالانتحار فيكون فى حالة غياب ارادة و فى حالة تردده يقوم بتهديده بإخبار والده او نشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعى فيقوم المراهق بالتنفيذ. فى النهاية فإن الرقابة من الآباء هى الحل الاوحد لمواجهة ظاهرة «الالعاب الالكترونية القاتلة».