* «يا حبايب مصر» منحتنى الجائزة.. والسادات أوحى لى بكلماتها * كتبت أقوى من الزمان فى «أتوبيس95» بين الإسعاف ومصر القديمة * عبد الحليم حافظ أخرجنى من طابور المصعد بالتليفزيون * عبد الوهاب أعطانى 500 جنيه مكافأة كلمات «المركبة عدت» عام75
سنوات الدراسة حتى الثانوية العامة جمعته فى فصل واحد مع الشاعرين أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودى والسيناريست محمد صفاء عامر وجميعهم نزحوا من الصعيد إلى القاهرة لاستكمال الدراسة الجامعية . إنه الشاعر مصطفى الضمرانى الذى فاز العام الماضى بجائزة الدولة التقديرية فى الأدب وكشف أن عضوا بارزا افى لجنة التحكيم قال إن كلمات أغنيته يا حبايب مصر التى غنتها المطربة التونسية عُليا وحدها كفيلة بمنحه الجائزة دون النظر للكتب التي تقدمت بها جامعة جنوب الوادى ضمن مسوغات ترشيحه. «الاهرام» حاورت الضمرانى الذى قال إن شهرته لم تكن فى مستوى الأبنودى ودنقل لكنه سعيد بما أنجزه عبر مشواره ويفتخر بأنه الشاعر الوحيد من جيله الذى لحن له محمد عبد الوهاب ورياض السنباطى دون معرفة بهما . التحق الشاعر والكاتب الكبير مصطفى الضمرانى بكلية الحقوق جامعة عين شمس وتخرج فيها عام 1963 لكنه لم يعمل بالمحاماة ودخل من الباب المفتوح مهنة الصحافة لكنه شق طريق الشهرة عبر بوابة تأليف الأغانى خاصة الوطنية. وهذا نص الحوار
قصة حصولك على الجائزة التقديرية ؟ حاولت على مدى سنوات أن أحظى بشرف الترشح لنيل الجائزة لكن اعترف بأن هناك حصارا فى القاهرة يجعل من الصعوبة بمكان على البعض التقدم والترشح للجائزة، فالجامعات والهيئات هنا فى القاهرة العاصمة تنحاز إلى بعض الأسماء لأسباب العلاقات والشللية والمصالح وتضيع الفرص على كفاءات فى شتى المجالات من ناحية لم أشعر باليأس كان لدى إصرار عجيب على الترشح للجائزة طرقت كل الأبواب فى القاهرة ولم أوفق وبالمصادفة كان يعرف شغفى بالموضوع الأديب جمال الغيطانى يرحمه الله فقال لى جملة لن أنساها وهى اذهب إلى مدرسة قنا الثانوية حتى تمنحك الجائزة، كان يتكلم بثقة غريبة وكرر اسم المدرسة التى تخرجت فيها مع الابنودى ودنقل وصفاء عامر، لم افهم المعنى الذى يقصده فى بداية الأمر لكنه عاد ويسر المهمة وقال المدرسة أصبحت جامعة لها حق الترشيح للجائزة، وسرعان ما أدركت انه يقصد أن ترشحنى مدرستى وهى مدرسة قنا الثانوية العامة والتى درست فيها وتحولت إلى جامعة جنوب الوادى فالمبنى هو مبنى الجامعة الإدارى وعلى الفور اتصلت برئيس الجامعة وسألته عن مدى إمكانية الترشيح ووجدت ترحيبا كبيرا ورشحتنى الجامعة لنيل الجائزة وحصلت عليها من بين المتنافسين بشفاعة «يا حبايب مصر» الأغنية الخالدة التى غنتها عليا . ماذا تقصد بشفاعة أغنية يا حبايب مصر ؟ الجامعة تتقدم بالسيرة الذاتية والمؤلفات التى كتبها الشاعر أو الروائى واللجنة وهى تضم قامات مرموقة واسعة الثقافة والاطلاع تتولى فحص الإنتاج الأدبى للمتنافسين وعندما طرح اسمى علمت فيما بعد أن أحد أعضاء اللجنة قال يكفى أنه كتب أغنية يا حبايب مصر للفوز بالجائزة . ما الذى تتذكره الآن عن أغنية يا حبايب مصر بعد مرور 45 عاما على غنائها ؟ قبل نشوب حرب أكتوبر كان الرئيس محمد أنور السادات يلقى خطابا مهما فى مجلس الشعب ويومها قال مخاطبا الشعب المصرى «هذا الوقت لا احد يسأل ماذا أعطته مصر بل كل واحد عليه أن يسال ماذا سيعطى مصر؟ لحظتها تفاعلت مع كلمات الخطاب والرسالة المؤثرة التى تحدث بها ،الرسالة اعجبتنى وبعد انتهاء الخطاب مباشرة بدأت فى الكتابة وكانت أغنية يا حبايب مصر ؟ واتصلت بالموسيقار الكبير حلمى بكر وقرأت له شطرا من الأغنية فطلب منى زيارته فى منزله بالمهندسين ويومها أتذكر كانت درجة حرارته مرتفعة جدا تصل إلى 40 درجة ومع هذا انفعل بالكلمات وبدأ فى غناء الأغنية بصوته «المجروح» ووضع اللحن المناسب لها .
من رشح المطربة التونسية عليا لهذه الأغنية؟ بالمصادفة وحدها ونحن نجلس فى منزل حلمى بكر وفى حوالى الساعة العاشرة مساء حضرت الفنانة التونسية وسمعت حلمى بكر وهو يدندن الأغنية وطلبت أن تغنيها وقالت أنا سأغنى لمصر ووافق حلمى وهنا لعبت المصادفة دورا جديدا حيث رن جرس الباب وحضر فى نفس الوقت المخرج محمد سالم مدير إدارة المنوعات فى الإذاعة والتليفزيون وسمع اللحن والأغنية وقال :التليفزيون سيسجل هذه الأغنية وطلب بسرعة مدير مكتبه فى التليفزيون وحجز الاستديو وتم تسجيل الأغنية فى اليوم التالى وبعدها بساعات بدأت الحرب وكانت هذه الأغنية أول أغنية وطنية تذاع يوم 6 أكتوبر وتمت الاستعانة بمشاهد من لحظات العبور مع الأغنية ، هل تحدث عنها الرئيس السادات بعد إذاعتها ؟ لم يحدث معى ولكن سمعت أنه تحدث مع عليا التونسية ويمكن القول إننى الوحيد من شعراء جيلى الذى كان له الحظ فى ان يلحن كلماته الكبيران محمدعبد الوهاب و رياض السنباطي من غير ما أرسل لهما الكلمات بشكل مباشر ففى عام 1969 سجل لى الموسيقار رياض السنباطى أغنية اسمها أتصالحنا أنا وحبيبى وكلماتها تقدمت بها إلى شركة «مصر فون «والتى تحولت فيما بعد إلى صوت القاهرة ولم أكن أعرف السنباطى ومن حظى أن أعجبه النص والكلام وسجل الأغنية وغنتها الفنانة فايدة كامل بعدها جاءت البداية الطويلة مع رياض السنباطى وتعرفت عليه وعلى أولاده وعلى بيته. من رشحك للموسيقار محمد عبد الوهاب؟ القصة حدثت عندما قابلنى الفنان عبد الحليم حافظ فى مبنى التليفزيون وأنا واقف فى الطابور فى انتظار دورى فى المصعد ولمحنى عبد الحليم وشدنى من الطابور وقال لى أغنية الفنانة «عليا «»يا حبايب مصر» كان نفسى أغنيها ومع هذا لو كاتب كلمات لأغنية وطنية جديدة كلمنى أو اتصل بالموسيقار محمد عبد الوهاب على التليفون وهذا رقمه لاعرض عليه الكلمات وكنت احتفظ بخاطر شعرى اسمه «المركبة عدت «واتصلت بعبد الوهاب وجاء صوته وقال لى هل كتبت شيئا؟ عبد الحليم كلمنى فقلت نعم يافندم فقال سمعنى ،وسمعته وطلب منى أقرأ له الكلمات من جديد وقال قول يا مصطفى بالراحة الكلمات شطرة شطرة بعد ما خلصت الأغنية قال: خذ تليفون عبد الحليم الخاص وقول له عبد الوهاب لن يلحن غير هذه الأغنية وانتهت المكالمة ولم اتصل بعبد الحليم يومها ترددت وقلت ربما كان يجاملنى معقول عبد الوهاب يفضلنى على شعر مرسى جميل عزيز ومأمون الشناوى وحسين السيد وغيرهم من الكبار ولم اتصل بعبد الحليم ومرت 5 أيام على الواقعة وكان يتبقى على الحفلة 10 أيام التى سيحضرها الرئيس السادات يوم 5 يونيو 1975 وبعد عودتى إلى البيت استقبلتنى زوجتى وقالت لى الأستاذ محمد عبد الوهاب اتصل بك أكثر من مرة وينتظر منك مكالمة على تليفون منزل عبد الحليم وكنت فى هذا الوقت اسكن فى مصر القديمة وكلمته فى التليفون فرد عبد الحليم وقال لى الأستاذ معك وأعطى السماعة لعبد الوهاب الذى قال لى يا أستاذ مصطفى أنا طلبت منك تكلم عبد الحليم من أجل الأغنية فرددت عليه حضرتك لم تطلب منى أن أرسل لك كلمات الأغنية فقال أنا سجلت الكلمات على التليفون ونادى على المايسترو أحمد فؤاد حسن وقال له سمع مصطفى البروفة وطلب منى أن أحضر فى اليوم التالى البروفة الرئيسية فى معهد الموسيقى . كم تقاضيت مكافأة على هذه الأغنية ؟ عبد الوهاب أعطانى مكافأة وعبد الحليم اعطانى مكافأة ووحيد فريد الشريك الثالث قدر المكافأة بمبلغ 500 جنيه تسلمته من المستشار الخاص للشركة مجدى العمروسى وهو رقم كبير يساوى 50 ألفا الآن وزوجتى فرحت جدا كيف تعرفت على الفنانة شادية ؟ من الأشياء المهمة فى مسيرتى أننى كتبت 3 أغان للفنانة الكبيرة شادية أولاها «اكتب جوابى من السويس لحبيبى فى العريش» والثانية «أقوى من الزمان» والثالثة «لو القلوب ارتاحت» وأول أغنية لها كانت فى عام 1969 أثناء حرب الاستنزاف ولحنها محمد على سليمان وهى أغنية أكتب جوابى من السويس وهى من مختارات الإذاعة. قصة أغنية اقوى من الزمان ؟ أتذكر عندما كنت أجلس كعادتى فى حديقة معهد الموسيقى العربية وهى الحديقة التى كانت تحتضن كل يوم الشعراء والفنانين والملحنين وكنا نتعرف على كبار الشعراء ونحن الجيل الصغير فى حديقة المعهد أمثال مرسى جميل عزيز وحسين السيد وعبد الفتاح مصطفى واحمد رامي تجمعنا الألفة ومن ثم كانت فرصتى وبينما أنا أجلس حضر المايسترو صلاح عرام وقال لى أين كنت أمس، الفنانة شادية تبحث عنك، وطلب منى عدم الانصراف قبل مقابلتها ، كانت الفنانة تحضر بعد الرابعة عصرا لعمل البروفات على مسرح معهد الموسيقى فى شارع رمسيس وبعد انصراف الموظفين منه وبعد الانتهاء من البروفات فى حدود الساعة التاسعة حضر المايسترو صلاح عرام وصعدت معه إلى حجرة الفنانة واستقبلتنى بترحاب شديدة وقالت لى نفس العبارة التى سمعتها من عبد الحليم انها تمنت أن تغنى يا حبايب مصر وطلبت منى كلمات أغنية وطنية تقدم بها الموسيقار عمار الشريعى فى الحفلة التى كانت ستحييها تركتها وانصرفت وركبت اتوبيس رقم 95 من محطة الاسعاف حتى منزلى فى مصر القديمة وخلال الرحلة بدأت فى كتابة أغنية أقوى من الزمان وانتهيت منها قبل وصولى وبعد أن وصلت إلى البيت طلبت عمار الشريعى تليفونيا وقرأت له النص وكان شديد الإعجاب به وبدأ فى وضع اللحن فى نفس الليلة ولتشدو بها شادية وتصبح من أشهر أغانيها. من شجعك على كتابة الأغانى الوطنية ؟ كنت أقف أمام مبنى الأهرام فى انتظار السيارة للذهاب إلى وزارة الشئون الاجتماعية كمحرر يغطى أخبارها وبينما أنا أقف أمام الباب وصلت سيارة رئيس مجلس الإدارة يوسف السباعى وابتعدت حتى أفسح له الطريق وكى لا يشاهدنى لكنه لمحنى ونادى على وقال أنت مصطفى قلت له نعم وطلب منى أن أصعد معه إلى مكتبه لحظتها شعرت بالرهبة والخوف وفكرت فى أننى ربما أكون تسببت فى مشكلة ما تستدعى مساءلة رئيس مجلس الإدارة وفى المكتب طلب منى الجلوس وقال أنت مؤلف أغنية يا حبايب مصر قلت نعم، فرد اعجبتنى جدا استمر فى كتابة الأغانى الوطنية الناس لن تتذكر إلا أعمالك، ستنسى المنصب والمكانة وتذكر لك ولى إبداعك وبعد رحيلى هى ستبقى وطلب من مدير مكتبه إحضار جميع الروايات التى كتبها وتجهيز سيارة خاصة حتى انتقل بها إلى بيتى فى مصر القديمة وكانت الروايات 14 رواية منها نادية. كتبت لفهد بلان أغنية شهيرة ونجحت بشكل كبير ؟ من الأغانى التى اعتز بها أغنية « وركبنا على الحصان « التى غناها المطرب اللبنانى فهد بلان ونجحت بشكل غير مسبوق وأتذكر ان فهد بلان حضر إلى الأهرام للغناء فى حفلة بنقابة الصحفيين وقال ونحن نسير من مبنى الأهرام إلى النقابة سيرا على الأقدام إن شركة صوت الحب التى أنتجت الأغنية ضحكت علينا بعد أن منحت كل واحد منا 150 جنيها ووقعنا إقرارا بالتنازل عن اى حقوق للأغنية وبعد إذاعتها أحدثت شهرة كبيرة وقال لو كانت لنا نسبة بسيطة من كل «البوم» تم بيعه لأصبحنا أثرياء لأنها باعت أرقاما كبيرة. ما سر موهبة أمل دنقل ؟ أمل دنقل لو كتب الأغانى العاطفية لتفوق على نزار قبانى هو شاعر عظيم ورحلته كانت قصيرة واعتبره «أشطر» واحد فى جيله شعريا وهو شاعر موهوب وكنا نلتقى مع بعض فى مقهى بوسط البلد. وشهادتك عن الأبنودى ؟ الأبنودى ادخل لونا جديدا فى كتابة الأغنية وهو دون شك «كسر» به الدنيا وهو رائد الأغنية الشعبية كما أنه عملاق فى الأغانى الوطنية . لماذا لا تكتب الآن ؟ لا أدرى السبب لكننى غير متأكد من تفاعل جيل المطربين الحالى مع كلماتى. لماذا لم تفكر فى الفنان محمد منير ؟ أتمنى وإن شاء الله يحدث .