روت لى طبيبة بكل أسى فصولا طويلة من معاناة مرضى القدم السكرية الذين يجوبون القاهرة الكبرى شرقا وغربا بحثا عن مستشفى يقبلهم ولا يجدونه .. حتى كادت تبكيني..أرسلت صورا وفيديوهات تكشف حجم الكارثة .. ضربت لى مثالا بسهير مريضة روض الفرج البسيطة، التى تعانى مثل الكثيرين من مرض السكر، ولم تكن تعلم أن الجرح البسيط سيتحول إلى مأساة، وستخرج منه الرائحة الكريهة، ويحط بها الرحال فى مستشفى روض الفرج العام الذى رفض استقبالها..ليكمل زوج سهير رحلته فى البحث عن مكان يعالجها.. لكن العديد من المستشفيات رفضت قبولها بلا سبب، معهد السكر، ثم الدمرداش، والساحل وغيرها حتى وصل بهم المطاف إلى مستشفى قصر العينى الذى استقبلها بعد أن بدأت آثار «القدم المتقرحة» تسرى فى دمها، وأنقذها الأطباء فى «قصر العيني» وفى اليوم التالى أخبروها بأن عليها المغادرة . وعادت سهير من جديد إلى مستشفى روض الفرج، لكن إدارة المستشفى بعدما أدخلتها أخرجتها أيضا..ولجأت «سهير» الى الخط الساخن لوزارة الصحة وفشلت فى إيجاد مكان بمستشفي، حاولت مع «مستشفى الساحل» أو «معهد السكر» وكانت النتيجة رفض قبول الحالة وكان الحل فى العودة الى المنزل .. سهير ذهبت إلي المستشفي وكان من الممكن انقاذها بسهولة لكن معظمها ترفض استقبال مرضى القدم السكرى، مع أن حالتها عادية ولم يكن لديها مشاكل بالأوعية الدموية ..وتكمل الطبيبة رسالتها المأساوية ..سهير دخلت فى تسمم وبعد خمسة أيام وجدنا لها مكانا بمعهد السكر لكن بكل أسف الصديد كان قد وصل الى العضلات وبترت قدمها لانقاذها من الموت.. لتعود سهير وعائلتها إلى منزلها المتواضع منكسرة ولسان حالها يقول لأننى فقيرة «مليش مكان». بربكم لدينا كم حالة مثل سهير ..أين الرقابة على مثل هذه المستشفيات؟ ..أتمنى أن يحقق الدكتور وزير الصحة فى واقعة سهير.. ويستمع رجاله لمأساتها قبل أن تموت بهدوء .. لمزيد من مقالات أحمد فرغلى