هى أم مثل كل أم مصرية، تخرج أجمل ما عندها وقت الأزمات لتحافظ على بيتها وأبنائها، قررت أن تستمر فى رسالتها بعد وفاة زوجها، رفضت الانكسار، كما رفضت أى مساعدة من أحد، تحملت مسئولية خمسة من الأبناء بينهم «معاق» .. حتى أصبحت قصتها حديث «طور سيناء». أرد الابن «ذو الإعاقة» حمدى عبد الله (29) عامًا، أن يكرم والدته «سميكة محمود محمد» (50 عامًا )، فروى لنا قصة كفاحها، قائلا: توفى والدى الذى كان يعمل سائقًا، كنت حينها فى الصف الثالث الإعدادى ولدى من الإخوة 4 آخرون أنا أكبرهم، لم تمد والدتى يدها لطلب المساعدة من أحد، لكنها اعتمدت على علاقاتها بالجيران فى إنتاج المخبوزات للراغبين فى قرية «الجبيل» التابعة لطور سيناء، وذلك بعد أن أهدتها احدى السيدات فرن غاز، واعتمدت والدتى على نفسها لتجلب لنا ما يمكنا أنا واخوتى الأربع من العيش. ويضيف: كنت أعمل مع مقاول فى المعمار خلال أجازة الصيف حتى أساهم مع والدتى فى تحمل مشقة وأعباء الحياة، لكن دائما « تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن» حيث سقطت من أعلى «السقالة» لأصاب بقطع فى الحبل الشوكى وشلل نصفى، اقعدنى تماما عن استكمال دراستى بجامعة الأزهر والعمل، حتى تم فصلى من الجامعة بسبب الغياب وصعوبة تحمل تكاليف الدراسة. ويكمل: ظل شقيقى محمد واقفا بجوارى لمعاونتى فى العلاج حتى تم فصله هو الآخر من كلية اللغة العربية لتدخر والدتى كل ما تملكه للإنفاق على اخوتى وعلاجى حتى نجحت بفضل الله فى زواج إخوتى البنات وبعد عدة سنوات عاد شقيقى محمد لاستكمال دراسته بكلية الآداب جامعة عين شمس تعليم مفتوح وبعدها التحق بالعمل ليتزوج هو الآخر. أوضح حمدى أن والدته مازلت تعمل فى إنتاج الخبز، وأمله الوحيد أن تذهب والدته هذا العام لأداء فريضة الحج والعمرة. ويطالب فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالسماح له باستكمال دراسته بكلية التربية قسم التكنولوجيا بجامعة الأزهر بنظام المنازل خاصة وانه ذو إعاقة ولا يتحمل السفر كل شهر لمتابعة دراسته.