هذه محاولة لعرض الأزمة والاتهامات من وجهة نظر «المتهم»! فعلى الرغم من اعتذار موقع «فيسبوك» واعتراف مؤسسة مارك زوكربيرج بارتكاب شركته أخطاء وبخيانتها ثقة مستخدميها، فإن كل ذلك لا ينفي أن الموقع فعل الكثير على مدار أعوام للمحافظة على تربعه على عرش مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عدة إجراءات تمكن من خلالها الاحتفاظ بأكثر من ملياري مستخدم حول العالم. فيما يتعلق بحماية الخصوصية وبيانات المستخدمين، فعلى الرغم من أن تحرك «فيسبوك» جاء متأخرا بعد تفجر فضيحة تسريب بيانات أكثر من 87 مليون مستخدم، فإن الموقع لم يقف مكتوف الأيدي، وأعلن فورا أنه سيجري تعديلات شاملة على أدوات التحكم في خصوصية بيانات المستخدمين بما يتيح إمكانية سيطرة المستخدم الكاملة على المعلومات الشخصية لحسابه .وقالت شركة فيسبوك إن الإصلاحات الجديدة كانت معدة لتطبيقها قبل حدوث الفضيحة امتثالا لقواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة. وتهدف الإجراءات الجديدة إلى تسهيل قيام المستخدمين بتغيير إعدادات الخصوصية وحذف البيانات التي قاموا بمشاركتها بالفعل عبر الموقع، كما أوضحت أنها أعادت تصميم قائمة الإعدادات في أجهزة الهاتف المحمول لجعل الوصول إلى إعدادات الخصوصية أكثر سهولة. وأوضحت «فيسبوك» أنها أضافت أيضاً قائمة اختصارات تتعلق بالخصوصية، والتي تمكن المستخدمين من إضافة إعدادات أمان أخرى بمجرد تسجيل الدخول إلى الموقع تساعدهم في مراجعة أو حذف أي منشورات سابقة. وقررت فيسبوك أيضا مراجعة السياسات المكتوبة التي يوافق عليها الأشخاص عندما يستخدمون شبكة التواصل الاجتماعي، إذ ستضيف كلمات بشأن حماية البيانات الشخصية في إطار مساعيها للالتزام بقانون حماية البيانات الجديد الصارم الذي صدر في أوروبا. وباحتوائها على أكثر من أربعة آلاف كلمة ستكون مسودة سياسة البيانات الجديدة أطول بنحو 50% من تلك القائمة. ومن شأن التقاعس عن التزام فيسبوك وغيرها من شركات الإنترنت الكبرى بالقانون الأوروبي الجديد المعروف باسم «تنظيم حماية المعلومات العامة» أن يعرض الشركات المخالفة لعقوبة حدها الأقصى 4% من إيراداتها السنوية. وبعيدا عن بيانات المستخدمين فإن موقع «فيسبوك» يواجه معضلة كبرى تتمثل في أنه مطالب بحماية الخصوصية، وفي الوقت ذاته، مراقبة المحتويات التي تحرض على التطرف والكراهية والعنف. وبررت إدارة فيسبوك فحصها لرسائل ماسينجر بأن كافة المحتويات التي يتم تداولها على «فيسبوك» يجب أن تلتزم ب»معايير المجتمع» التي تضعها الشركة. وفيما يتعلق بالمحتوى الذي يحرض على الإرهاب فإن فيسبوك أعلن في وقت سابق استخدام آلية أوتوماتيكية لحذف المحتوى المُتطرّف من صفحاتها. وتقول شيريل ساندبيرج مديرة العمليات في فيسبوك إنه ”لا مكان للكراهية أو العنف في فيسبوك، نحن نستعين بالتكنولوجيا ومنها الذكاء الصناعي لإيجاد وحذف الدعاية الإرهابية ولدينا فرق خبراء مكافحة الإرهاب ومراجعون في أنحاء العالم يعملون على حذف المحتوى المتطرف من منصتنا“. وتوضح الشركة أنها ضخت استثمارات كبيرة ووظفت المئات خلال العامين الماضيين لرصد وحذف المحتوى الداعي للكراهية والعنف. إلى جانب ذلك، حذفت إدارة فيسبوك صفحات حركات اليمين المتطرف البريطانية خاصة «بريطانيا أولا» التي تنشر خطابات معادية وتحض على كراهية المسلمين، ومنع الموقع أفراد تلك المجموعات من إنشاء صفحات جديدة على منصته. ولمواجهة الأخبار الكاذبة، أعلن فيسبوك في وقت سابق أنه سيبدأ في إعطاء أولوية لوسائل الإعلام ”الجديرة بالثقة“ في بث مشاركات التواصل الاجتماعي، حيث تعمل الشركة على مكافحة الإثارة والمعلومات المضللة.