* طارق فهمى: المكسب الحقيقى هو المشاركة الشعبية بكثافة والرد على دعوات المقاطعة * عماد جاد: الإقبال الكبير للمرأة وكبار السن دليل على النضج فى تقدير ظروف الوطن * الرئيس راهن على وعى الشعب .. والمصريون اختاروه لمزيد من التقدم
المصريون قالوا كلمتهم فى صندوق الانتخابات وانحازوا للوطن فى رسالة واضحة للداخل والخارج نمنح ثقتنا وأصواتنا للرئيس السيسي، فالذين أدلوا بأصواتهم من الناخبين انحازوا للاستقرار والعمل والتنمية، وهذا ما يدعونا لرصد تحليلات المتخصصين والخبراء، لمعرفة كيف قرأ السياسيون والمثقفون والنواب النتائج النهائية ، وارتفاع المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، ونسبة النجاح التى فاز بها الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى بلغت 97٫08 %، وكانت النتيجة رسالة قوية للخارج، خاصة بعد أن أخرست ألسنة الذين ادعوا أن هناك مقاطعة للانتخابات الرئاسية، ولأن «الأرقام لا تكذب ولا تتجمل»، فإن فوز الرئيس السيسى باكتساح أكد ثقة المصريين فيه، ودعمهم لمساره الذى بدأه عام 2014، مطالبين باستمراره لولاية ثانية لمدة أربع سنوات مقبلة. يعتبر الدكتور عماد جاد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن نسبة المشاركة فى الانتخابات التى بلغت 41.05% «نسبة جيدة» ، وأن حصول الرئيس عبدالفتاح السيسى على نسبة 97.08% دليل على شعبية الرئيس الكبيرة ، وأن المصريين منحوه أصواتهم للثقة الكبيرة التى يتمتع بها، وهناك مؤشرات فى النتائج لابد أن تهتم المراكز البحثية بدراستها ، خاصة الإقبال الكبير للمرأة وكبار السن ، وهو دليل على درجات النضج والحكمة فى تقدير الظروف التى يمر بها الوطن فى هذه المرحلة الصعبة ، فى ظل الاستهداف الواضح من الخارج. وأكد د. جاد أن الرسائل التى حملها نجاح الرئيس السيسى بنسبة عالية للمجتمع الدولى ، عكست الثقة والشعبية الكبيرة التى يتمتع بها الرئيس بين فئات المجتمع، وأن المطالبين بالمقاطعة لم يعد لديهم أى حجج أو ادعاءات بضعف المشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية، ويجب بحث سبب ضعف إقبال بعض الجاليات المصرية بالخارج خاصة فى بعض الدول الأوروبية التى تتباعد فيها المسافات، بين أماكن الاقتراع وأماكن وجودهم، ووضع حلول لهذه المسألة فى الانتخابات المقبلة سواء الرئاسية أو البرلمانية . رسالة نجاح من جانبها أكدت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، أن الانتخابات الرئاسية رسالة نجاح للمصريين للداخل والخارج وأن انتخاباتهم نزيهة وشفافة، وأن النسبة فاقت نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية السابقة، وقد راهن الرئيس على وعى الشعب المصري، وأن المصريين راهنوا عليه فى تحقيق مزيد من التقدم والازدهار خلال السنوات الأربع المقبلة، و المرأة المصرية ضربت مثلا يحتذى به فى مدى وعيها بأهمية مشاركتها السياسية فى الانتخابات الرئاسية، واستقرار الوطن ومدى وعيها بحقوقها الدستورية. وأشارت الى أن مصر انتهت من الاستحقاق الرئاسي، وتلتفت الآن للعمل لتحسين حياة المواطن المصري، ونحن على ثقة ان الرئيس سيحقق إنجازات أكثر، ومن أهم الملفات التى تحتل أولوية فى السنوات الأربع المقبلة للرئيس، استكمال المشاريع القومية التى يجرى بها العمل الآن، والتى تتيح فرص عمل واعدة للمصريين، وفتح ملفى التعليم والصحة على مصراعيهما وزيادة المخصصات الخاصة بهما، وفتح ملف الإصلاح الثقافى ، واستعادة الريادة الثقافية للمجتمع المصري، وعودة الخطاب الثقافى - وليس الدينى فقط - لمصر المستنيرة والمتسامحة التى تقبل الخلاف فى الرأي، متمنية أن يأتى اليوم لترى رئيس مجلس الوزراء امرأة، بعد أن أثبتت كفاءتها كوزيرة لتصبح أول رئيسة وزراء فى العالم العربي. وأضافت أنه يجب ألا نغفل الرسائل المهمة للخارج، التى حملها نجاح الرئيس السيسى وهى محددة وواضحة، وأبرزها أن المصريين اختاروا رئيسهم بكل حرية ونزاهة ، أخرست الألسنة التى كانت تنادى بالمقاطعة، وتمنت أن تصل الهيئة الوطنية للانتخابات لوسيلة اقتراع للمصريين بالخارج عبر الانترنت، بشكل آمن ومكفول بسرية وشفافية، لتمنحهم الفرصة لأداء واجبهم تجاه وطنهم سواء فى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية المقبلة. المصريون اختاروا وطنهم وأكد الكاتب الصحفى عبد القادر شهيب، أن المصريين اختاروا وطنهم، بمشاركتهم فى الانتخابات بكثافة ، وبعثوا رسالة للخارج بأنهم لم يصوتوا لاختيار رئيس فقط، وأشار إلى ان كلمة الرئيس حملت رسالة مضمونها أن مصر تسع كل المصريين، مؤكدا أن الرئيس مهتم بزيادة مساحة التوافق فى الرأى مع الجميع، وأن ملامح الفترة الرئاسية الأولى كانت تثبيتا للدولة المصرية، والمرحلة الثانية تتركز حول بناء وتفعيل مؤسسات الدولة. الرئيس تعهد أن يعمل لكل المصريين دون تمييز من أى نوع، مؤكدا بأن المعركة الانتخابية لم تكن لاختيار رئيس الجمهورية لكن كانت للحفاظ على مسار ثورة 30 يونيو، وأكد أن معركتنا مازالت مستمرة ضد محاولات تقويض الدولة المصرية. ولفت عبد القادر شهيب، الانتباه الى أن مدن الصعيد كانت الأقل تصويتا فى الانتخابات السابقة «لعام 2014» ، لكن نسب مشاركتها فى الانتخابات الأخيرة «2018» ، ارتفعت فوق ال 40 % فى الانتخابات الرئاسية، وهو أمر يرجع إلى ما تم من مشروعات عملاقة فى محافظات الصعيد، خاصة محطات الكهرباء، والتى أسهمت فى زيادة اقتناع أبنائها بضرورة المشاركة الانتخابية، وأوضح أن أسيوط من ضمن المحافظات الأعلى تصويتا فى محافظات الصعيد ، مقارنة بانتخابات 2014 رغم أنها كانت معقلا للجماعات الإسلامية فى فترات سابقة، وأيضا مشهد الكثافة الانتخابية العالية فى العريش بسيناء شمالا وبرفح جنوبا، ذلك لأنهم يشعرون بخطورة الموقف والتضحيات التى يقدمها أبناء القوات المسلحة والأجهزة الشرطية فى مواجهة الإرهاب والقضاء عليه . تطابق مع المعدلات العالمية ويرى الدكتور صلاح فوزي، أستاذ القانون الدستورى ، أن نسب المشاركة فى الانتخابات الرئاسية تتطابق مع نسب المعدلات العالمية فى المشاركة فى الانتخابات، وأن الرئيس السيسى حقق نتائج كاسحة بالرغم من أنه لم يكن لديه ظهير حزبى فى الانتخابات الرئاسية الحالية والسابقة. وأوضح أستاذ القانون الدستورى أن الرئيس السيسى أشار فى كلمته الى أن مصر تتسع لكل المصريين، وتقبل كل مساحات الاختلاف ووجهات النظر شريطة عدم المساس بالوطن، مؤكدا أن الرئيس تعهد بتحقيق التنمية والاستقرار، وهو أحد الملفات التى تهم المصريين وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل، كما أبرزت كلمته قضية التنمية بمعناها الواسع من ازدهار بالصناعة والزراعة ومكافحة البطالة والاهتمام بالشباب، ورفع معيشة المواطن المصري، وتوطين التكنولوجيا والصناعة بجانب الملف الأمنى والقضاء على الإرهاب، خاصة أن التاريخ لم يذكر أن هناك إرهابا انتصر على دولة، ولكن البقاء دائما للمواطنين الشرفاء وبقاء الدولة. وطالب الفقيه الدستورى بأن يحتل ملف «اللامركزية» أولوية أولى فى أجندة الرئيس لأنها ستؤدى إلى تبسيط الإجراءات فى انجاز الخدمات التى ستنعكس يقينا على المواطن المصري، وأن تصل هذه اللامركزية فى اتخاذ القرارات إلى مستويات إدارية أدنى من الوزير والمحافظ ورئيس مجلس الإدارة، وكانت رسالة الرئيس واضحة للخارج أن مصر دولة ديمقراطية بمؤسساتها ومواطنيها، ووصف نتائج هذه الانتخابات بأنها «نجاح للإرادة المصرية». المكسب الحقيقي ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، ان فوز الرئيس كان أمرا محسوما وكان هناك شعور عام بهذا الأمر، مؤكدا أن المكسب الحقيقى فى هذه التجربة هو «المشاركة الشعبية بكثافة» فى الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن المصريين وجهوا رسالة إلى العالم أنه توجد لدينا تجربة انتخابية وعملية سياسية مستمرة، وليس هناك انقطاع فى المشهد السياسي، ولدينا رئيس انتهت مدة ولايته الأولي، وهناك دعم شعبى حقيقى له لفترة رئاسية ثانية. وأكد أن القضية الأساسية فى هذه الانتخابات كانت نسبة المشاركة، مؤكدا أنها أعطت الرئيس قوة دفع كبيرة فى ولايته الثانية، وأخرست الألسنة التى ادعت أن هناك دعوات مقاطعة ، والتى أطلقها تنظيم الإخوان والتى كانت تهدف إلى تشويه المشهد الانتخابى الذى شهد له العالم. وأوضح فهمى أن نزول المواطنين لصناديق الاقتراع، ونسبة المشاركة العالية التى أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات كانت رسالة إلى العالم بأن الرئيس مستمر فى مساره الذى بدأه فى 2014، وأن نسبة المشاركة السياسية والشعبية كانت أمرا مهما على المستويين الداخلى والخارجي، مؤكدا أن هذا الأمر أسهم فى استقرار الأوضاع داخليا.