فقدت الدبلوماسية المصرية واحدا من ألمع رجالها الذين تركوا بصمات لا تنسى فى المحافل الدولية هو السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر أول رئيس للمجلس المصرى للشئون الخارجية وسفير مصر الأسبق فى كل من النمسا وبريطانيا ونائب مندوب مصر الأسبق فى مجلس الأمن الدولى والمدير الأسبق لمكتب الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى نيويورك. لفت نظرى كمحرر دبلوماسى فى الأهرام عام 1998 خبر سعى عدد من السفراء المخضرمين والأكاديميين والخبراء العسكريين ورجال الأعمال إلى إنشاء مجلس مصرى للشئون الخارجية يكون رديفا بحثيا وشعبيا مساندا للدبلوماسية المصرية على غرار المجالس المشابهة الموجودة فى أمريكا وأوروبا.. التقيت وقتها الدكتور شاكر وصديق عمره السفير عبد الرءوف الريدى اللذين حملا على عاتقهما مع آخرين إنشاء هذا الصرح الكبير. منذ ذلك التاريخ توثقت علاقتى بالدكتور شاكر واقتربت منه وأدهشنى أدبه وتواضعه الجم رغم مكانته الرفيعة التى حازها على الصعيد الدولى كأحد أهم الخبراء الدوليين فى مجال نزع السلاح النووى ويكفى هنا الإشارة إلى أن رسالته للدكتوراه التى حصل عليها من جامعة جنيف عام 1975 عن اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية تعد أحد أهم المراجع الرئيسية فى هذا المجال فى أبرز الجامعات الأمريكية والأوروبية. وعندما قررت مصر عام 1997 ترشيح الدكتور محمد شاكر لمنصب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعمت الولاياتالمتحدة وقتها الدكتور البرادعى وتخلت مصر عن ترشيحه، نظرا لكونها كانت تخوض فى ذلك الوقت معركة أخرى مع الولاياتالمتحدة فى محاولة التجديد للدكتور بطرس غالى لفترة ثانية فى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.. رحم الله الدكتور شاكر وألهم أسرته وتلامذته ومحبيه الصبر والسلوان. لمزيد من مقالات مجدى الحسينى