مع تصاعد حرب «الجواسيس» بين روسيا والغرب التى أشعلها تسميم العميل الروسى المزدوج سيرجى سكريبال، طالبت وزارة الخارجية الروسية بريطانيا بسحب أكثر من خمسين من دبلوماسييها العاملين فى روسيا، وذلك بعد قرار سابق بطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا من موسكو. واستدعت وزارة الخارجية الروسية أمس لورى بريستو السفير البريطانى لدى موسكو، وأمهلته شهرا لخفض عدد أفراد موظفيها الدبلوماسيين فى روسيا ليتساوى مع عدد الموظفين الدبلوماسيين الروس فى بريطانيا. وتم تسليم بريستو مذكرة احتجاج متعلقة بما وصفته ب«السلوك الاستفزازى الذى لا أساس له للجانب البريطانى الذى حرض على الطرد غير المبرر لدبلوماسيين روس من عدد من الدول». وتزامنت أضخم عملية طرد متبادل للدبلوماسيين فى التاريخ، مع تفتيش السلطات البريطانية لطائرة ركاب تابعة لشركة «إيروفلوت»روسية فى مطار هيثرو، وهو ما تسبب فى تفاقم التوتر بين الجانبين ، حيث هددت موسكو باتخاذ إجراءات مماثلة تجاه شركات الطيران البريطانية إذا لم تقدم لندن توضيحا حول أسباب تفتيش طائرتها فى لندن أمس الأول. وأوضح مصدر فى وزارة النقل الروسية إنه» فى حالة عدم تقديم التوضيحات اللازمة، سيعتبر الجانب الروسى هذه التصرفات تجاه طائرتنا غير قانونية، وسيحتفظ بحق اتخاذ إجراءات مماثلة تجاه شركات الطيران البريطانية». ولم تقدم السلطات البريطانية أى مبررات لتفتيش الطائرة الروسية، وحرمت أفراد الطاقم من حضور التفتيش، فى تصرف وصفته الخارجية الروسية ب«الاستفزازي». وعلى صعيد متصل، أكد أناتولى أنطونوف السفير الروسى فى واشنطن أن الدبلوماسيين الروس ال60 الذين طردتهم الولاياتالمتحدة سيعودون إلى روسيا خلال ساعات.وعلى الرغم من وصف واشنطن للدبلوماسيين المطرودين بأنهم «جواسيس»، إلا أن مصدرا مسئولا فى وزارة الخارجية الأمريكية ألمح إلى أن «الحكومة الروسية لا تزال حرة فى طلب اعتمادات لشغل المناصب الشاغرة فى البعثة». وتأتى المحاولات الأمريكية للالتفاف على طرد الدبلوماسيين الروس، بعد ساعات من كشف السفير الروسى فى موسكو عن محاولات المخابرات الأمريكية تجنيد الدبلوماسيين الروس المطرودين، وعلق أنطونوف بقوله: «نحن على علم بنهج المخابرات الأمريكية، ومحاولاتها إقامة علاقات مباشرة مع دبلوماسيينا، تمهيدا لدفعهم إلى خيانة بلادهم».