انتهي أمس تصويت المصريين في الانتخابات الرئاسية وسط أجواء اتسمت بالهدوء والثقة والحرص علي ممارسة الحق الانتخابي، وتنوعت المهام الوطنية خلال هذا الحدث، حيث ساند الإعلام التجربة بكل إمكاناته في التجربة الأولي تحت مظلة الهيئات الإعلامية الثلاث . «الأهرام» حاورت الكاتب كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة حول المشهد الانتخابي وكيف عبرت مصر التجربة ووصف جبر الانتخابات بأنها رسالة للعالم بأن وعي المصريين كبير وأن محاولات بعض وسائل الإعلام الأجنبية فشلت تماما في التأثير علي صفحة مصر البيضاء . وانتقد كرم جبر تقاعس الأحزاب السياسية عن العمل في الوقت الذي تسعي فيع لجني الثمار وهي لا تزرع كما انتقد هجوم صحف الواشنطن بوست والفاينشيال تايمز والقدس العربية لتحاملهم علي مصر بجانب القنوات المدعومة من قطر وتركيا كنه عاد وأكد أن مصر لا تتأثر وما جري هو عرس . وهذا نص الحوار ماذا بعد الانتخابات الرئاسية التي شهدتها مصر ؟ فشلت دعاوي المقاطعة بل جاءت بنتائج سلبية مهولة وأيا كانت نسب التصويت والحضور فالديمقراطية لمن يشارك فيها وليس لمن يقاطعها وتؤكد تجارب الماضي أن كل من قاطع الانتخابات من الأحزاب أو التيارات السياسية دفع ثمنا فادحا وحكم علي نفسه بالاختفاء السياسي ملاحظاتك علي تفاعل المصريين مع حدث الاستحقاق الرئاسي ؟ حاول الإرهابيون أن يصدروا الخوف والذعر بعملياتهم الإجرامية في الإسكندرية فصدر لهم الناس الخوف والذعر وأنذروهم بأن جموع الناخبين لن يخافوا وأن الردع سيكون من الشعب، وهنا أشير إلي أن كاميرات القنوات المشبوهة كانت تتجول في اللجان لالتقاط صورة تكتب تحتها المصريون قاطعوا لتنبح بكاء علي ديمقراطية مرسي وعشيرته وشرعيتهم التي أرادوا بها السطو علي شرعية الوطن ولكن أخرستهم هتافات الجماهير وحماسهم . هل أثر عدم وجود مرشح رئاسي منافس علي الانتخابات ؟ هذا يطرح سؤالا مهما وهو هل تستعد من الآن القوي والأحزاب لتقديم أكثر من مرشح رئاسي بعد أربع سنوات أما سيبقي الوضع علي ما هو عليه وهو الصمت ثم بعدها يخرجوا في عام 2022 لترديد نفس الدعاوى بالمقاطعة هل ضاعت أحلام جماعات الشر بعد الموقف الحاسم من الشعب المصري ؟ دعهم يحلمون بمجيء مرسي في العصر إلي القصر وأقول لهم سوف يجيء ألف عصر ومغرب وعشاء وفجر ومليون عصر ولن يعود مرسي وأهله وعشيرته للقصر ليتهم يدركون أن قصرهم كان من رمال جرفته أمواج الجماهير الغاضبة . ما ابرز المخططات التي تم هدمها بعد انتهاء أيام التصويت ؟ كانت الجماعة الإرهابية تتمني أن تختفي ابتسامة الناخب وتظهر علي الوجه لحظة انكسار بسبب العمليات الإرهابية ولكن هذا لم يحدث وبفطرة المصري جرت الانتخابات وسط أجواء من البهجة والفرحة والأغاني وكانت المناسبة هي الاحتفال بعيد الربيع وفشلت الدعاوي بأن اللجان ستبدو خاوية وهي مغالطات تم تسويقها للإعلام الأجنبي ولكن الصورة كانت عكس ذلك تماما وجاء الإقبال عكس ما كان يتمني أعداء مصر . تقييمك للتغطية الإعلامية بصفتك رئيسا للهيئة الوطنية للصحافة ؟ كانت منذ اللحظات الأولي مستعدة للمشهد الانتخابي وتابعت الانتخابات لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة في اللجان واتسمت المعالجة بالحيادية الشديدة وتحفيز الناخبين إلي النزول والاختيار بحرية وليست دعوي لانتخاب مرشح بعينه وكان المهم هو النزول والمشاركة والهيئة الوطنية للصحافة تعاونت مع المؤسسات من أجل تسهيل تصويت العاملين بها وتوفير كل ما يمكن من أجل تحقيق ذلك سواء بمنح العاملين نصف يوم أجازة لتمكينهم من التصويت أو توفير وسائل الانتقال وكانت الرسالة لجميع العاملين في المؤسسات هي انتخب وليس اختار التجربة المستفادة من المشهد الانتخابي في مصر ؟ أهم تجربة هي إن الانتخابات هذه المرة اتسمت بإعلاء المصلحة الوطنية فوق الدعاية الشخصية وتمثل ذلك في تزين اللجان بأعلام مصر وبالاغاني الوطنية وبالهتافات التي لا تدعو لشخص ولكنها تدعو إلي الوقوف إلي جانب مصر في التحدي الكبير . هل تري أن الحكومة كانت في مستوي الحدث ؟ الحكومة كانت في مستوي الحدث تماما ووفرت كل الأجواء الإيجابية للعملية الانتخابية كما منحت الانتخابات ضمانات قانونية من خلال الإشراف القضائي علي العملية الانتخابية واللجنة الوطنية للانتخابات كانت حريصة علي عقد مؤتمرات وإصدار قرارات وبيانات أولا بأول لتغطية المشهد الانتخابي ونتيجة لذلك اختفت الشكاوي إلا حالة واحدة أو حالتين أثناء الانتخابات وهي أمور طبيعية وتحدث ولكنها تبقي نادرة قياسا بعدد اللجان علي مستوي الجمهورية واللجنة الوطنية للانتخابات تقدم هذه الانتخابات كنموذج لاي انتخابات قادمة خصوصا الانتخابات البرلمانية التي يشارك فيها آلاف المرشحين والرقعة أوسع في كل القري والمدن . ما ملاحظاتك علي التغطية العالمية لحدث الانتخابات ؟ التغطية الإعلامية الدولية فيها كثير من الايجابيات وقليل من السلبيات وماذا عن السلبيات التي أبرزتها وسائل الإعلام الأجنبية ؟ بعض وسائل الإعلام الأجنبية وهي معروفة تتعامل مع الحالة المصرية بنوع من الترصد والكراهية ونشر الشائعات علي رأسها صحيفة الواشنطن بوست والفاننشيال تايمز وجريدة مثل جريدة القدس العربي وهي نماذج وهي كانت تروج لفكرة الانتخابات ليست تنافسية . ماذا رصدت عن تغطية الواشنطن بوست ؟ أنها كتبت انه تم استبعاد الأحزاب الإسلامية وحظرها من دخول الانتخابات وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين وهذا نص ما كتبته الواشنطن بوست وهذا يعكس دعاية مغرضة منها للجماعة الإرهابية . وما الذي كتبته الفاينشيال تايمز ؟ هي كتبت مقالا عن الربيع العربي وقالت كيف تم اجهاضه في مصر وأن أهداف 25 يناير لم تتحقق، وبقية المقال يضم تناقض فاصح يقول إن الشعب الليبي يتوق إلي أيام الرئيس معمر القذافي وفى الوقت نفسه يتحدث عن سوريا وانها تحولت إلي حروب أهلية وهنا أتوقف أمام حجم التناقض والرؤية نفسها في المقال وهي كيف يكون الربيع العربي به مزايا لم تتحقق في مصر وفي الجانب الأخر تحول إلي جهنم علي ليبيا وسورية ولذلك لن نري معايير واضحة في التقييم بل هي مواقف مسبقة صارخة الانحياز والكيل بمكيالين وهذه المقالات توظف لممارسة ضغوط سياسية في هذا الوقت بالذات . برأيك لماذا تمارس بعض وسائل الأعلام الأجنبية هذا الدور ضد مصر ؟ من يتابع وسائل الأعلام هذه التي أتحدث عنها يكتشف أنه كلما حدثت خطوة للأمام في مصر أو تقدم وافتتاح مشروع بعدها نطالع حملة تحاول تشويه الواقع ويكون الطريق هو اللجوء إلي الملف القديم الذي لا يتم تطويره أو تحديثه وهو ملف حقوق الإنسان بنشر نفس المزاعم والاتهامات التي ثبت أكثر من مرة أنها كاذبة . من يقف وراء هذه الحملات ؟ وسائل الإعلام هذه وأنا أتحدث عن القنوات والصحف مثل جيل الجليد نحن نري القمة لكننا لا نشاهد القاع فهناك مصالح وأموال ودول ممولة وهذه الصحف ليست بريئة ولا تتعامل بموضوعية ومهنية ووراءها مصالح وإعلانات تحركها قطر وتركيا .