هددت روسيا أمس بالرد على «وقاحة» طرد أكثر من 116 من دبلوماسييها من جانب 22 دولة غربية، بعد اتهامات بريطانيا بأنها وراء تسميم العميل المزدوج سيرجى سكريبال فى بداية الشهر الحالي، وذلك فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا اتفقت على طرد منسق للدبلوماسيين الروس فى توقيت واحد. وأكد سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا خلال مؤتمر صحفى عقده فى مدينة طشقند بأوزبكستان : «سنرد، دون أدنى شك، لا أحد يريد تحمل مثل هذه الوقاحة، ونحن بكل تأكيد لا نريد». وشدد لافروف على أن «الابتزاز هو اللغة الأمريكية الوحيدة على الساحة العالمية»، واعتبر أن قرار عدد من الدول الغربية بطرد دبلوماسيين روس، جاء نتيجة عملية ابتزاز وضغوط هائلة مارستها الولاياتالمتحدة على حلفائها. ومن جهتها، أعلنت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية أنه لم يقدم أحد أى دليل يدين موسكو فى التورط بتسميم العميل الروسى السابق. وأضافت : «لا يوجد سوى تلاعب بالوعى العام بواسطة رشقات مزعومة من المعلومات ونوع من الجمباز اللفظي»، على حد تعبيرها. كانت 16 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الولاياتالمتحدة وكندا والنرويج وأوكرانيا وأستراليا، قد قررت طرد دبلوماسيين روس بعد اتهامات تزعم تورط موسكو فى حادث تسميم سكريبال. وفى المقابل، رفضت النمسا ونيوزيلاندا طرد الدبلوماسيين الروس، حيث صرحت كارن كنايسل وزيرة الخارجية النمساوية بأن بريطانيا ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تقدما أدلة قاطعة بشأن تورط روسيا. من جهتها، قالت جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا إن سلطات بلادها لن تطرد الدبلوماسيين الروس، إذ أنه لا يوجد بينهم جواسيس، خلافا للدول الأخري. وفى هذه الأثناء، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن بريطانيا تمكنت من إقناع دول الاتحاد الأوروبى بطرد الدبلوماسيين الروس بعد حصولها على دعم قيادات ألمانيا وفرنسا خلال لقاء منفصل معهما فى بروكسل.وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون اقترح موعدا منسقا وموحدا للإعلان الرسمى عن هذا القرار.