أثار اختيار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جون بولتون، لمنصب مستشار الأمن القومى الجديد بدلا من هيربرت ماكماستر، والمعروف بتشدده فى عدد من القضايا ومن بينها الملفان الإيرانى والكورى الشمالي، إلى جانب القضية الفلسطينية، ردود فعل قوية فى جميع أنحاء العالم، ولا سيما فى الشرق الأوسط. واعتبر بعض المراقبين أن اختيار بولتون، أحد الصقور فى إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش، مسمارا آخر فى نعش الاتفاق النووى الذى أبرم فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بين إيران وقوى عالمية بهدف الحد من طموحات إيران النووية. وتوقع آخرون أن السفير الأمريكى السابق لدى الأممالمتحدة سيقوض أى آمال متبقية فى «حل الدولتين» للصراع الإسرائيلى الفلسطينى فى المستقبل القريب. وأشاد بولتون مؤخرا بخطة ترامب نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل للقدس المحتلة، وهو ما دفع نفتالى بينت وزير التعليم الإسرائيلى إلى وصف بولتون بأنه «خبير أمنى استثنائى ودبلوماسى مخضرم وصديق شجاع لإسرائيل». لكن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نشرت تصريحات سابقة لبولتون أدلى بها فى 2016 قال فيها إن حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جانب «مات منذ فترة طويلة». وفى الوقت ذاته، أشارت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية إلى أن اختيار بولتون ومايك بومبيو لمنصب وزير الخارجية يثير المخاوف من إمكانية شن حرب، خصوصا أن المرشح لمنصب مستشار الأمن القومى من كبار المدافعين عن نزع السلاح النووى الإيرانى بالقوة، كما أنه كان أحد اللاعبين الأساسيين فى عملية غزو العراق فى 2003. ومن جانبها، ذكرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن بولتون «تهديد للأمن القومى الأمريكي»، بينما وصفته افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه خطير. ونقلت وكالة «رويترز» عن إيلى جيرنمياه الباحثة فى الشئون السياسية بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية قولها إن «تعيين بولتون، بالإضافة لترشيح بومبيو، يقلصان بشدة احتمالات أن يظل ترامب ملتزما بالاتفاق النووى بعد مايو القادم». وأضافت: «عبر الرجلان بشكل صريح عن معارضتهما للاتفاق النووى وروجا لتغيير النظام فى إيران وكرر بولتون دعوته للقصف بدلا من المساعى الدبلوماسية كحل للقضية النووية». وقالت جيرنمياه إن ترامب يحيط نفسه بمستشارين يفكرون مثله ويتخلص من هؤلاء الذين يختلفون معه. وفى الوقت نفسه، طالب بولتون أمس فى تصريحاته لإذاعة «آسيا الحرة» ترامب بأن يصر خلال أى اجتماع مع كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية على التركيز بشكل مباشر على كيفية التخلص من برنامج الأسلحة النووية لبيونج يانج فى أسرع وقت ممكن. وقال إن المناقشات فى القمة المقترحة مع كيم يجب أن تكون على غرار تلك المناقشات التى أدت إلى شحن مكونات البرنامج النووى الليبى إلى الولاياتالمتحدة فى 2004. وقال بولتون إن كوريا الشمالية استخدمت المفاوضات فى الماضى للتغطية على تطويرها لأسلحة نووية، وأنه كان متشككا فى نياتها.