حظر الفراولة، حظر الفلفل، وأخيرا البطاطس.. كلمات اعتدنا عليها خلال الفترات الماضية لعدد من الصادرات المصرية إلى الخارج ، حيث تقوم الدول المستوردة للمحاصيل بمنع دخولها البلاد بسبب وجود أمراض بها أو متبقيات المبيدات على الثمرة، والنتيجة بالطبع خسائر بالملايين للاقتصاد المصري، وكلمة «حظر» أى المنع من دخول الشحنات لأى محصول مثلما حدث مع السعودية فى منعها للفراولة خلال الشهرين الماضيين، لكن ماحدث مع البطاطس المصرية وادعاء إصابتها ب « العفن البنى » وحظر تصديرها إلى روسيا أمر فى غاية الخطورة . فالمؤكد أن هناك إجراءات مشددة تقوم بها الحكومة ومن خلال الحجر الزراعى ومشروع مكافحة « العفن البنى » للبطاطس للحفاظ على سمعة الصادرات المصرية للخارج ، وهو ما ظهر جليا خلال العام من خلال تصريحات الدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة بزيادة الصادرات عن الأعوام السابقة، وهنا كان التساؤل ما الذى حدث فى البطاطس المصرية وتصديرها إلى روسيا ، والحقيقة الغائبة فى تلك القضية؟ . الدكتورة نجلاء موسى مديرة مشروع مكافحة « العفن البني» للبطاطس بوزارة الزراعة أكدت أن ماحدث فى قضية البطاطس المصرية وحظر تصديرها إلى روسيا بسبب إصابتها بالعفن البنى كلام غير دقيق ، بل هو جزء من الحقيقة ، فروسيا لم تحظر البطاطس نهائيا ، بل جزء بسيط فى منطقتين بمحافظتى المنياوالبحيرة لوجود إصابات بسيطة وهذا ماتم إبلاغه إلينا بواسطة الحجر الزراعى ، لكن عمليات التصدير مستمرة وتسير بشكل طبيعى حتى اليوم ، فمصر لديها مشروع قوى للتصدى لآفة « العفن البنى » فنحن نزرع 555 ألف فدان فى عشر محافظات بها نحو 340 مزرعة فى 39 منطقة بمحافظاتالإسكندرية والجيزة والبحيرة والمنوفية وأسوان والوادى الجديد والإسماعيلية والمنيا والشرقية ومرسى مطروح ، وكلها مناطق خالية ومعتمدة لتصدير البطاطس من آفة « العفن البنى »، مشيرة إلى أن الحظر المؤقت أصاب حوضين فى محافظتى البحيرةوالمنيا بمساحة تصل إلى نحو 800 فدان تقريبا ، وهى نسبة ضئيلة من المساحة الكلية التى ذكرناها ، وعلى الفور بدأنا فى التحرك وفحص العينات من البطاطس المصدرة وبالتنسيق مع الحجر الزراعى من هاتين المحافظتين للوقوف على الحقيقة كاملة دون تقليل أو تهويل. وأكدت نجلاء موسى أن هناك خبراء فى المشروع بدأوا فى فحص وتحليل التربة والمياه والحشائش من هاتين المنطقتين ، وسيتم إعداد تقرير قريبا فى هذا الصدد ، موضحة أنه يتم أخذ عينات من الشحنات التى أوقفتها روسيا لبيان مدى صحة الكلام من عدمه ، حيث إنهم يقومون أى الجانب الروسي، بفحص العينات أيضا لتوضيح الحقيقة للطرفين. وأضافت مدير مشروع مكافحة» العفن البنى « للبطاطس أن هذا المشروع أنشئ منذ عام 1974 بهدف مراقبة ومتابعة محصول البطاطس على مستوى الجمهورية والتى يتم تصديرها للخارج ، إلى جانب التقاوى التى تدخل البلاد ، وفحص البطاطس من مرض العفن البنى أو العفن الحقلي، وهو غير موجود فى زراعتنا، لكنه يتم فحصه من خلال التقاوى التى يتم استيرادها ، مؤكدة أن مصر لاتألو جهدا فى المحافظة على سمعة صادراتها إلى الخارج ، وأن ظهور بؤرة بها آفة معينة ليس نهاية المطاف ، فروسيا نفسها بها «العفن البنى » ، وكذلك أوروبا ، ولافتة إلى أن روسيا تستورد كميات كبيرة منا وهى فى ازدياد ، وأن مشروع المكافحة فحص وحتى 20 من الشهر الحالى نحو 153 ألف طن فى حالة جيدة وتم تصديرها إلى الجانب الروسى .واختتمت الدكتورة نجلاء قائلة: إننا نطبق معايير الصحة النباتية الدولية فى أعمال تصدير واستيراد البطاطس ، ولم تقم أى دولة بالتقليل من مجهوداتنا ، لكن آلة الحرب من بعض وسائل الإعلام ضخمت الحدث وشوهت الزراعة المصرية وهذا مخالف للواقع والحقيقة تماما .